ثقب نفق الحُرية

إسرائيل | كشف عورتها أسرى هربوا من السجن

    صفعة جديدة، مذهلة؛ تلقتها إسرائيل فجر يوم الاثنين الماضي، السادس من سبتمبر/ أيلول الماضي، طبقاً لتصريحات الصحف الإسرائيلية ذاتها، ووكالات الأنباء العالمية؛ بسبب هروب “6” معتقلين فلسطينيين، من فتحة نفق حفروه تحت الأرض؛ ما أقام الدنيا ولم يُقعدها حتى الآن، ليس في الداخل الإسرائيلي وحده؛ وإنما في العالم كله!

تايم نيوز أوروبا بالعربي | تقرير- عباس الصهبي

: ‏ على طريقة الفيلم الأمريكي الشهير “الهروب الكبير” ‘The Great Escape’، إنتاج 1963؛ بطولة “ستيف ماكوين” و”چون جاردنر”؛ والذي روى قصة حقيقية لهروب “250” معتقلاً من سجون النازية، قرب نهاية الحرب العالميه الثانية، عام1945؛ نجح مجدداً ستة من رجال المقاومة الفلسطينية الشجعان في الهروب من معتقل “جلبوع” الإسرائيلي المعروف بأنه “شديد الحراسة” جداً، ولا يمكن اختراقه، ولا الهروب

سجن جلبوع

منه إطلاقاً؛ وإلى حد أنه أصبح يُطلق عليه “الخزنة”! هروب.. بمنتهى الذكاء الخارق! .

نفق الحُرية كشف عورة إسرائيل

وقد نجح هؤلاء الأسرى الفلسطينيون الستة، وبإنجازهم غير المسبوق إلا في السينما “الهوليوودية”؛ في كشف “عورة” إسرائيل: “خمسة” منهم ينتمون لحركة “الجهاد الإسلامي”، و”واحد” ينتمي لحركة “فتح”، وكلهم من المحكوم عليهم بالسجن المشدد مدى الحياة؛ حيث تمكنوا، وباقتدار؛ من التدبير، والتخطيط، والتنفيذ؛ لحفر نفق صغير جداً، يتسع وبالكاد لأجسامهم للخروج منه لهواء الحرية؛ حتى أطلق المراقبون على النفق اسم الآن اسم: “نفق الحرية”!

الملعقة السرية‏

وكان المذهل في كل ذلك أن حفر هذا النفق السري تم بدون الاستعانة بأي معدات معدنية، حيث تُحرِّم السلطات الإسرائيلية، أصلاً؛ دخول؛ أو استعمال؛ حتى ملاعق تناول الطعام الصغيرة! وكان الأهم في كل ذلك، مثلما ذكرت التقارير الدولية؛ أن هؤلاء الأبطال الستة قد أدركوا أين؟ ومتى؟ وكيف ينبغى حفر هذا النفق، ثم إلى أين ينطلقون بعد الخروج منه، ليكونوا في مأمن من عيون الحراسة، والكاميرات، ويختفوا كأنهم “فص ملح وذاب” حسب التعبير المصري الشائع!

توتر استخبارات إسرائيل

ومازالت المخابرات العسكرية الإسرائيلية، بتجهيزاتها وإمكاناتها؛ توظف كل قدراتها بحثاً عن الأبطال “الستة”؛ دون أن تتمكن من العثور على أي واحد منهم حتى الآن، ومنذ فجر الاثنين الماضي؛ ما يجعل ما قام به الفلسطينيون الأبطال يستحق وصف “الإعجاز”؛ لأنهم لم يرتكبوا خطأً واحداً، ونجحوا، وبذكاء خارق؛ وبكل اقتدار؛ فى خداع كل العاملين بهذا السجن المشدَّد المنيع! لماذا.. كانت ضربة استراتيجية؟

ضربة موجعة لأمن إسرائيل

يعد هروب الفلسطينيين الستة ضربة استراتيچية صاعقة لقدرات إسرائيل الأمنية والتكنولوچية، والتي ظلت تتباهى بها، في كل وقت؛ أمام العالم؛ حيث بات كثيرون من المراقبين الدوليين يرون، الآن؛ أن هذا العمل البطولي الخارق يؤكد أن الكيان، الذي ينتج ويصدّر أعقد أجهزة التنصت والاستخبار والتجسس إلى مختلف الأنظمة شرقاً وغرباً؛ قد فشل في التنبه إلى أمتار قليلة من نفق حُفر بأناة، ودأب، وذكاء؛ ليعيد إلى الأسرى الحق في الحياة والانعتاق من أحكام المؤبد المضاعفة الظالمة وغير الإنسانية.

إنتزاع الحُرية

‏وكان أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف؛ قد أكد مؤخراً؛ أن تلك العملية هي انتزاع للحرية، وهؤلاء الأسرى انتزعوا حريتهم بأيديهم، على الرغم من أن هناك مراقبة حتى لحركة التنفس، ولكل المساجين؛ داخل سجن “جلبوع”، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال

أمين جبهة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف

انكسرت إرادتها، على مدار السنوات الماضية. وأضاف أنه لا أحد يعرف أين هرب الأسرى؛ لأن هذا السجن قريب من أكثر من منطقة حدودية، وهؤلاء الأبطال كانوا يدركون مدى أهمية هذه اللحظة، وقدرتهم على انتزاع حريتهم.

واختتم حديثه، قائلاً إنه “لا يمكن أن يتم خروجهم من فتحة النفق، وهم يلبسون لباس السجن العادي؛ فكان لابد من التخفي”! وسرعان ما أقامت قوات الجيش وشرطة الحدود حواجز طرق في إسرائيل والضفة المحتلة لمنع الهاربين من الفرار إلى الأردن

محاولة إسرائيلية فاشلة لرد الاعتبار

وكان قد تم اعتقال ثلاثة أشخاص في قرية ناورة شمالي إسرائيل، يوم الثلاثاء الماضي، اليوم التالي على حادث الهروب؛ للاشتباه في قيامهم بمساعدة الرجال الذين ورد أنهم غيروا ملابسهم واشتروا طعاما هناك، كما أعلن نادي “الأسير الفلسطيني” الأربعاء أن القوات الإسرائيلية اعتقلت والد مناضل، في بلدة ياباد غربي جنين، وأربعة أفراد من عائلة ‘العارضة” في عرابة إلى الجنوب، وأضاف أن المعتقلين شملوا شقيقيْ محمود العارضة، والثالث شقيق محمد العارضة، والرابع الطبيب نضال العارضة.

وكانت وزيرة الصحة الفلسطينية “مي الكيلة” ونشطاء حقوق الإنسان قد أدانوا اعتقال الدكتور العارضة، الذي يعمل في وزارة الصحة، واعتقال بعض أقاربه الآخرين،كمانقلت وكالة “فرانس برس” عن الجيش الإسرائيلي قوله إن عدة اعتقالات جرت، من دون تقديم تفاصيل.

وفي تطور منفصل الأربعاء أيضاً، أضرم سجناء فلسطينيون النار في عدد من الزنازين في سجني كتسيعوت ورامون في جنوب إسرائيل. وبحسب تقارير، اندلعت الاضطرابات بسبب القيود الجديدة التي فُرضت ردا على الهروب من سجن جلبوع.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

سراج الدين يكتب|مُنخفض القطارة

تايم نيوز أوروبا بالعربي|شوقي سراج الدين  اعتقد ان كل ما تم كتابته عن هذا المشروع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *