قتل الزوجات… قصة قصيرة

تايم نيوز اوروبا بالعربي | وائل أبو طالب

نظرات الحب
اختار ان بجلس امامي رغم ان المقاعد في القطار خالية تماما وليس سوي شاب وفتاة يتبادلان نظرات الحب والهيام وموظف يحمل ملفا مكتظا باوارق ذوات اختام النسور وشعارات الحكومة الدوبارة والشمع الاحمر المختوم .وبعض النسوة من فلاحات القري المجاورة يفترشن الارض خوفا من السيد مدير القطار او الكمسري ويعفيهن من قطع التذاكر فهن علي باب الله وعلي باب عربة القطار ايضا .

كيس بلاستيك
وضع الرجل الطاغن في السن كيسا بلاستيكيا فيه جميع اغراضه منذ تعينه وتاريخ ميلاده وبطاقته الشخصية وعلبة دواء وحبوب القلب وحتي خروجه للمعاش .اشعلت سيجارتي منبها ان المكان يتواجد به شخص مدخن حتي يرحل او ارحل انا واختار مقعدا اخر ولم يلاحظ هو ذلك بل جلس بكل اريحية فقررت التنويه مرة اخري بتقديمي له سيجارة كنوع من انواع الترحاب .رفض بكل بساطة واخرج علبة من السجائر تحتوي علي بضع سجائر من انواع مختلفة واختار واحدة واشعلها بيد مرتعشة .

كارنية اشتراك
اخرج من حافظته البلاستكية كارنيه اشتراك القطار يحمل صورته وهو شاب اومأت براسي مشجعا
استعرض حياته باختصار التي انتهت مع خروجه للمعاش يعيش مع زوجته العاقر انضمت اليها احدي قريباتها مطلقة فلم يعد ينعم بالهدوء والراحة ويقضي ايامه الباقية في السفر والترحال من بلد لاخر ويعود الي منزله كارها. كل امنيياته ان يموت في هدوء وسكينة بعيدا عن منزله ولكن يعود كل يوم كانه يقضي فترة عقوبة لا تنتهي .
لا يتذكر علاقة القرابة بين زوجته والمطلقة كما لم يعرف المبلغ المخصص للمعاش فزوجته تقوم بصرفه ولا تسمح له بالاقتراب من معاشه فالمعاش مقابل الطعام .رفض الطعام ورفض الحياة يرفع شكواه يوميا ومن جهات مختلفة واماكن مقدسة من مساجد الاولياء وحتي اضرحة العارفين .يحفظ كل مواعيد القطارات في مصر من صعيدها الي دلتاها الكل يتعاطف معه بالطعام والمال وحتي السجائر يحمل اوراقه لينفي شبهة التسول التي لايطلبها ابدا وانما تاتي منحا من السماء نسي اركان الصلاة باكملها كل مايعرفه ويبتهله شكواه الابدية ان يخلصه الله مما ابتلاه او يلقيه حتي في الجحيم بعيدا عنهم ولكنه يذهب بعد ايام الي منزله ليتاكد هل مازالتا علي قيد الحياة او ان الله لم يستجيب لدعاؤه .يعتقد في الله انه سيذهب الي الجنة ويتزوج من حوريات العين اما زوجته فستكون زوجة لابو لهب او ابو جهل عقابا لهما علي ماصنعوه او ستتزوج احد الكفار عقابا له وعقابا لها
توقف القطار بعد ان وصل الي اخر محطة لم يدعني امسك بيده الي الباب ورفض ونزل من القطار وركب قطار اخر في رحلة الهروب من الجحيم .

عن admin1

شاهد أيضاً

تذكروا أن يران غير عربية

كتبت | بلقيس حسن ليس دفاعا عن إيران فأنا اختلف معها في كثير من المواقف، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *