الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أحد ضحايا واقعة التجسس
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أحد ضحايا واقعة التجسس

“بيجاسوس”..فضيحة تجسس إسرائيلية على زعماء العالم

عباس الصهبي – تايم نيوز أوروبا بالعربي | القاهرة:

نظم المعلومات الحديثة
نظم المعلومات الحديثة

لم تهدأ بعد تداعيات انكشاف فضيحة برنامج الجاسوسية الإسرائيلي «بيجاسوس»، والتي طالت ضمن ضحاياها الأبرز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعددًا كبيرًا من زعماء القوى السياسية في الشرق والغرب.

جاء ذلك إثر تقارير إعلامية عالمية أكدت حدوث الفضيحة، حتى وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لايين»، وبنوع من الذعر؛ بأنها قضية «ليست مقبولة» على الإطلاق.

كيف انكشفت الفضيحة؟

‏وكانت قد انتشرت في الآونة الأخيرة عدة تسريبات، تتعلق بقائمة طويلة من الأسماء ذات الشهرة العالمية لرؤساء دول ورؤساء وزارات ونشطاء سياسيين ومعارضين ورؤساء مؤسسات كبرى في العالم؛ أعلنتها منظمة «فوربيدين ستوريز» الفرنسية، وهي منظمة إعلامية غير ربحية، ومعها منظمة العفو الدولية، لتتم من خلالها مطالبة «16» من وسائل الإعلام والصحف الأوروبية والأمريكية بالبحث والتحقيق فيها والتأكد من صحتها.

شعار شركة NSO Group الإسرائيلية
شعار شركة NSO Group الإسرائيلية

وقد أعلنت إثر ذلك، ومنذ يوم الأحد الماضي جرائد: «لوموند» الفرنسية، و«الجارديان» البريطانية، والـ«واشنطن بوست» الأمريكية، ومعها العديد من وسائل الإعلام والصحافة العالمية؛ التأكد تماماً من صحة هذه المعلومات، وأنه تم بالفعل استخدام برنامج «بيجاسوس» الإسرائيلي لأغراض خبيثة في التجسس على مكالمات كثير من الأشخاص الواردة أسماؤهم في القائمة.

‏وتضم قائمة الأسماء التي تضمنها تسريب الفضيحة حوالي «50» ألف رقم موبايل تم التلصص والتنصت على أصحابها، كانوا جميعهم ممن اعتبرتهم الشركة الإسرائيلية «موضع اهتمام»، ومنذ عام 2016 إلى الآن، ورغم إقرار كثير من المصادر والوسائل الإخبارية بأنه ليست كل الأرقام الموجودة بالقائمة قد جرى حتى الآن استهدافها أو اختراقها بهذا التجسس؛ إلا أنه من المتوقع أن يتم خلال الأيام القليلة القادمة الكشف عن المزيد من هويات وأسماء ضحايا هذا التجسس.

شخصيات عالمية لامعة..

اللافت أن اسم رئيس فرنسا «ماكرون» قد تصدر الأسماء المعلنة حتى الآن بين أبرز الشخصيات العالمية التي تم التجسس على هواتفها المحمولة؛ وهو ما دفعه فور علمه بالنبأ إلى دعوة مجلس الأمن القومي الفرنسي للإنعقاد برئاسته، لدراسة كل ما يتعلق ببرنامج التجسس «بيجاسوس» الإسرائيلي.

وكان من ضمن من وردت أسماؤهم في القائمة صحفيو منظمات إعلامية كبرى، جاء على رأسها: وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، ووكالة «أسوشيتدبرس»، ووكالة «رويترز»، وصحيفة «الجارديان»، وصحيفة «وول ستريت چورنال»، وصحيفة «نيويورك تايمز»، وصحيفة «ذي إيكونوميست»، وتليفزيون «فرانس 24»، و«الجزيرة»، و«راديو فري يوروب»، و«ميديا بارت»، و«إل باييس»، و«بلومبرغ»، و«ڤويس أوف أمريكا».

مشهد تمثيلي لأحد المبرمجين
مشهد تمثيلي لأحد المبرمجين

وكانت منظمة العفو الدولية، ومعها المركز الكندي لحقوق الإنسان، والمعروف باسم «سيتيزين لاب»، التابع لجامعة «تورنتو»؛ قد سبق لهما وأن أعلنا استهداف بعض صحفيي «الجزيرة» وأحد الصحفيين بالمغرب، كما تضمنت القائمة رقمي موبايلين لامرأتين ربطتهما علاقة وطيدة بالصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، والذي قُتل داخل قنصلية بلده في أسطنبول، كما أكدت صحيفة «واشنطون بوست» الأمريكية أن القائمة تضمنت رؤساء دول ورؤساء حكومات وأسماء تنتمي إلى عائلات ملكية عربية وسياسيين ونشطاء ورؤساء مؤسسات كبرى، كما أكدت التقارير أن عدد الدول التي تمّ التنصت على أفراد ينتمون إليها يبلغ «10» دول هي: المغرب، والسعودية، والإمارات العربية، والبحرين، وكازاخستان، وأذربيجان، والمجر، والهند، والمكسيك، ورواندا.

أين يكمن الحل؟

مقر شركة NSO Group الإسرائيلية
مقر شركة NSO Group الإسرائيلية

وقد نفت الشركة الإسرائيلية «إن. إس. أو» – وهي إحدى الشركات التكنولوچية التابعة للجيش الإسرائيلي والقائمة على تطوير وبيع «بيجاسوس» – أن تكون ضالعة في كل الاتهامات التي وجهت إليها، وبينما ذكرت في البداية أنه نظام للتعامل مع الإرهابيين وشديدي الخطورة؛ مما أوقعها في دائرة اتهامات أوسع؛ بل وأخطر عليها وعلى إسرائيل نفسها؛ حيث أشار المراقبون في تحليلاتهم إلى إمكانية استخدام حكومة إسرائيل هذا النظام، وبالتأكيد، للتجسس على زعماء المقاومة الفلسطينية في الوقت الذي ينادي فيه زعماء إسرائيل بأن دولتهم هي الوحيدة في الشرق الأوسط التي يتمتع مواطنوها بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ولذا فإن الشركة حاولت تدارك الأمر، وبسرعة، حين نفت ماأعلنته مُسبقًا، وأعلنت من جديد أنها لن تجيب على أي تساؤلات أو استفسارات إعلامية تخص الشركة، برزعم أن الهجوم الإعلامي العالمي عليها كان من صنيعة «حملة دعائية» منظمة قادها مجموعة من أصحاب المصالح ضدها.

‏ويرى المراقبون الدوليون أنه لا حل مستقبلاً لإيقاف خطر هذا النوع الجديد من التجسس الإلكتروني على المكالمات الهاتفية، إلا من خلال المزيد من التقدم التكنولوچي في أجهزة الاتصالات ونظم «السوفت وير» المقاومة للڤيروسات و«الهاكرز» والتنصت والجاسوسية التي أصبحت تتم الآن بالصوت وبالصورة، باعتبار أنه لن يقهر التكنولوچيا إلا تكنولوچيا إخرى أحدث مثلما لا يفل الحديد إلا حديد أقوى منه.

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

طريقة حفظ المفقودات في المسجد الحرام

تايم نيوز أوروبا بالعربي مكة المكرمة|ليندا سليم تيسيرًا على قاصدي المسجد الحرام وسعيًا لراحتهم، أطلقت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *