جيهان السادات
جيهان السادات

سيدة مصر الأولى جيهان السادات | رحيل أول من اُطلق عليها اللقب

الرئيس السيسي وقرينته في جنازة جيهان السادات
الرئيس السيسي وقرينته في جنازة جيهان السادات

عباس الصهبي – تايم نيوز أوروبا بالعربي | القاهرة:
‏أُقيمت عصر اليوم مراسم تشييع جثمان السيدة چيهان السادات، حرم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، وتقدم الجنازة العسكرية التي نُظمت لها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع أفراد أسرتها، إلى جانب كبار رجال الدولة، حيث أودع جثمانها في مثواه الأخير بجانب قبر زوجها الرئيس الراحل أنور السادات، الكائن بالنصب التذكاري للجندي المجهول.

وكانت السيدة چيهان السادات، قد توفيت في ساعة مبكرة من صباح اليوم، الجمعة، عن عمر ناهز 88 عامًا، أحاطتها خلالهم الكثير من الأضواء على المستوى المحلي والعالمي، بعد أن استطاعت أن تعكس كونها “سيدة استثنائية” خلال تواجد زوجها في السلطة وبعد استشهاده، لتستحق بذلك وعن جدارة لقب “سيدة مصر الأولى”، وتكون أول من يحصل على اللقب في مصر والوطن العربي.

تكريم رئاسي للراحلة..

مشهد من الجنازة
مشهد من الجنازة

وتقديرًا للقيمة الإستثنائية للراحلة، فقد نعت رئاسة الجمهورية المصرية الراحلة، كما أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارين رئاسيين عاجلين بغرض تكريمها وتخليد ذكراها، حيث تم بمقتضى هذين القرارين منحها “وسام الكمال”، وإطلاق اسمها على محور «الفردوس».
‏وكان د. محمد أنور السادات، ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات؛ قد أعلن منذ أيام قليلة في مداخلة تليفزيونية؛ أن السيدة «چيهان السادات» كانت مصابة بعدة أمراض منذ فترة طويلة، استدعت سفرها إلى الخارج لتلقي العلاج، ثم عادت إلى مصر بعد تحسن صحتها، وأوضح أنها ظلت تتلقى العلاج في منزلها لعدة شهور، إلّا أن حالتها الصحية قد تدهورت منذ أسبوعين بصورة مفاجئة، فتم نقلها إلى أحد المراكز الطبية المتخصصة بالقاهرة، لتكون تحت رعاية فريق طبي.

وأكد أن علاجها يحظى باهتمام ورعاية مؤسسة الرئاسة، ومتابعة شخصية من الرئيس السيسي وحرمه، وأنهما قد وجَّها بتوفير الرعاية الطبية الكاملة لها.

تحديات حياتها..
‏وقد تميزت مسيرة حياة چيهان السادات بالإختلاف نظرًا لخوضها العديد من التحديات بصفتها قرينة رئيس الجمهورية، ‏فمنذ جلوس زوجها الرئيس الراحل أنور السادات على مقعد الرئاسة، دأبت على تقديم مختلف الإسهامات المتعلقة بقضايا النهوض بأحوال المرأة المصرية.

 ‏ولدت جيهان السادات يوم التاسع والعشرين من شهر أغسطس/آب عام 1933، بحي المنيل في القاهرة، وخلال قضاؤها إحدى الإجازات الصيفية بمدينة السويس مع والدها الطبيب صفوت رؤوف ووالدتها البريطانية “جلاديس تشارلز كوتريل”، وكان ترتيبها الثالثة بين أربعة أخوة أشقاء؛ حيث التقت هناك بالضابط الشاب محمد أنور السادات، فأحبته، ونجحت في إقناع والديها بالزواج منه في التاسع والعشرين من شهر مايو/آيار عام 1949، على الرغم من قلق والديها من جراء هذا الإرتباط، حيث كان السادات قد عاد لتوه إلى الجيش بعد فصله من القوات المسلحة المصرية، ومطاردته من الإنجليز، وبعد ذلك تمت تبرئته في قضية مقتل “أمين عثمان”، بسبب موقفه الوطني المعادي للإحتلال البريطاني، حيث كان وقتها أحد قادة تنظيم “الضباط الأحرار”، الذي قاد الجيش المصري للقيام بثورة 23 يوليو عام 1952.

‏‏انتصرت على كل.. العقبات!

أسرة الرئيس الراحل محمد انور السادات
أسرة الرئيس الراحل محمد انور السادات

ورغم فارق السن الكبير بين جيهان السادات وزوجها، وما تحملته من فقر الزوج الثوري الذي كان قد سبق له الزواج الذي كان قد أنجب منه ثلاث بنات، وأصبح بالتالي مسئولاً عنهن، فإنها تحملت الكثير حتى قيام الثورة المصرية؛ وبعد اختيار الرئيس جمال عبد الناصر، في أواخر سنوات حكمه للرئيس السادات نائباً له، وتولي السادات الحكم من بعده؛ لتتوالى الأحداث البطولية المثيرة في حياة السيدة «چيهان السادات» وقد أصبحت «سيدة مصر الأولى»؛ حيث أثبتت قدرتها على مساندة زوجها «بطل الحرب والسلام» قبل وبعد حرب «العبور العظيم»، عام 1973، وحتى استشهاده، ودون أن تتزعزع صلابتها بعد رحيلها، لتستمر في كفاحها على المستويين العام والشخصي، فنالت درجة الدكتوراه في الأدب العربي، وأكثر من «20» دكتوراه فخرية، وقامت بالتدريس في جامعة القاهرة، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم بعدد من الجامعات الأمريكية والأوروبية.
‏رحمها الله، رحمة واسعة، وأجزل لها ثواب الآخرة؛ جزاء عطائها الوطني والقومي والإنساني الحافل والمخلص؛ وهو ما قد يستحق منا العديد من الوقفات، والتقارير؛ حول مسيرتها الحياتية كنموذج يُحتذى في الكفاح وإخلاص العطاء لأجيالنا الجديدة والقادمة.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

«حسام هيبة».. هل يخلف د. «مدبولي» في رئاسة مجلس وزراء مصر ؟!

شهدت بورصة توقعات المرشحين لرئاسة مجلس وزراء مصر الجديد، مؤخرًا؛ صعود عدة أسماء تصدرها اسم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *