سد النهضة
سد النهضة

سد أبواب الدبلوماسية دون نهضة نحو حل سِلمي | هل يؤدي تعنت اثيوبيا لإشتعال حرب ؟

كتب | رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي – سعيد السبكي

يبدو ” حتى الآن ” ان زمن ” الحل الدبلوماسي” لأزمة السد الإثيوبي يتقلص، بسبب تعنت حكومة أديس أبابا التي يقف ورائها عدد من الدول تجمعها مصالح سياسية وإقتصادية وأمنية تهدف لحصار مصر وتحجيم دورها الاقليمي والدولي؟
الإدارة السياسية المصرية تبذل جهود دبلوماسية منذ عام 2013 من أجل التوصل لإتفاق يحقق مصالح كافة الأطراف التى تعتمد على مياه النيل،وتعمل – مصر- على عدم تصعيد أزمة سد النهضة الى مرحلة ” قد تؤدي الى حرب عسكرية ” تجلب خسائر من الممكن ان توقع المنطقة الافريقية وجزء من أسيا فى حالة من الدمار للبنية التحتية فى بلاد أنفقت أموالا طائلة لبناء مرافق حيوية لتحسين الحياة المعيشية لمواطنيها، ومصر على رأس هذه الدول، التى تسعى للسلام ولا تريد الاعتداء على دولة مجاورة أو غيرها.

رصدت مؤخراً ان بعض من وسائل إعلام عربية قد تناولت محتويات بين مقالات رأي وتحليلات عن احتمالية “هجوم عسكري” مصري سوداني لضرب سد النهضة الإثيوبي في ظل بدء الملء الثاني لخزان السد. وأخرى أكثر توازنا وحكمة شددت على أهمية التوصل إلى اتفاق ملزم بين جميع الأطراف.

آفة الصحافة وتساؤلات منطقية

فى تلميح يحمل علاما ت استفهام يقول: – عبد الباري عطوان – في رأي اليوم اللندنية “لا أحد في مصر يملك معلومات مؤكدة عن خطة المؤسسة العسكرية المصرية

الكاتب الصحفى عبد الباري عطوان

للتعاطي مع هذا التهديد الوجودي الإثيوبي لمصر والسودان وحقوقهما المائية، ولا توجد أي مؤشرات توحي بأن هناك حالة من التعبئة للجبهتين الداخليتين للحرب، وهذا ليس مفاجئا بالنسبة إلينا الذين عشنا في مصر زمن حرب أكتوبر 1973، فقد كانت الحياة تسير بشكل طبيعي، ولم تكن هناك أي مؤشرات على التوتر أو إقدام الحكومة على أي تعبئة للرأي العام، واتخاذ إجراءات طوارئ تموينية، ولا نعتقد أنه سيحدث أي خروج عن هذه القاعدة، إذا قررت القيادة المصرية اللجوء للخيار العسكري للتعاطي مع الغطرسة الإثيوبية، فالكتمان هو كلمة السر فيما يبدو – الى هُنا إنتهى كلام عطوان” .

كأن عطوان يقول للقراء والادارات السياسية ( إحذروا من هجوم عسكري للجيش المصري على أثيوبيا ) ويُذكر الجميع بخطة السادات السِرية التى سبقت حرب اكتوبر عام 1973 التى فاجئت العالم كله بضرب اسرائيل من أجل استرداد الأرض والكرامة المصرية وكان العمل حق مشروع لمصر.

أى بصريح العِبارة ان احتمالية قيام مصر بضربة عسكرية مصرية على سـد النهضة أمر وارد، وبالطبع عبد الباري عطوان حُر فيما كتب، وحُر فيما يعتقد، وحُر فى تلميحاته، سواء كانت النوايا خالصة أو تحمي فى طياتها أهداف وحسابات مًستترة.

أما عن التوقعات والتكهنات الإعلامية التي تنتشر هنا وهناك بإحتمالية حدوث ( هجوم مصري – سوداني مُشترك )  لضرب سد النهضة الإثيوبي ،  لوقف إكمال حكومة أديس أبابا للمرحلة الثانية من ملء خزانه بالمياه، وتعريض أكثر من 40 مليون من مواطني البلدين لأخطار المجاعة والفيضانات، في ظل انهيار كل الوساطات، والأمريكية آخرها، في التوصل إلى حل سياسي بسبب التعنت الإثيوبي، فهذه تكمن فى تخمينات لا تستند على أسس وأدلة واقعية.

مصر لن تشن حرب عسكرية على اثيوبيا ولديها بدائل ذكية
إدارة مصر السياسية وقادة جيشها لهم بدائل وحلول تتسم بالحكمة، كما ان لديها خبرات دبلوماسية تفوق القدرات العسكرية ، حيث ان مصر بدبلوماسية النفس الطويل واستخدام القانون الدولي استردت طابا المصرية من اسرائيل، وحديثاً استطاعت مصر درء الخطر من على الحدود الليبية، وتمكنت من تحجيم مطامع تركيا المتمثلة فى أردوغان بأحلامه العُثمانية، وكثير من الأمثلة الحية لساسات مصر الدبلوماسية الراقية.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

سعيد السبكي أضاف لموهبته في الصحافة والأدب مجال «الإرشاد النفسي»؟!

سعيد السبكي.. لماذا أضاف لموهبته في الصحافة والأدب إضافة جديدة بمجال «الإرشاد النفسي»؟! “سعادته الخاصة” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *