تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
كتب | سعيد السبكي – رئيس تحرير تايم نيوز أوروبا بالعربي
كلما كنت أسمع أحد أبناء بلدى الأصل مصر يُسيء بكلمات لرفقاء مهجرنا أغضب، خاصة ان الإساءات تشوه سُمعة بني جلدتنا، وتخلق صورة نمطية سيئة تلتصق بالجالية المصرية، يكون من الصعب محوها من ذهنية الآخر.
ومنذ ان استقر بي المقام فى هولندا وهي سنوات تزيد عن 45 سنة أسمع من البعض وهم نفر ليس بالقليل تكرار عبارات ماتزال بالنسبة لي مرفوضة تماماً شكلاً وموضوعاً، فيحلو لهم قول: ( لا ياعم إبعدني عن المصريين – لا أحب التعامل معهم – لا يأتي منهم إلا المشاكل – مُستحيل يجتمعوا على عمل خير – دايما على خلافات ولا يثقوا فى بعضهم ) وهي تعبيرات مؤلمة لمن لديه مشاعر أمينة وصادقة تجاه أبناء بلده الأصل، حتى وإن كانت بعضها نتيجة تجارب وخبرات رديئة.
والسؤال المنطقي هو إذا كانت هذه الأحكام والإتهامات من أطراف بعينها فما هى أسبابها؟ وهل هى نتيجة صراعات ومنافسات على المجهول؟! . . أم هي نتاج أمراض إجتماعية تصيب بعض المغتربين من أبناء مصر فى الخارج؟ . . أعتقد أن الأسباب غالباً تكون فى المقام الأول عند أصحاب من أصابتهم حالات التكبر والتجبر والغرور، نتيجة أحقاد داخلية هى نوع من المرض النفسي، ولا تقل إجابة السؤال الأول عن ما يليه.
هناك قاعدة إجتماعية وقانونية أيضا فى علم الجريمة تتمثل فى ان ( الصادق يكشف الكاذب، والأمين يكشف اللص ، والجريئ يكشف الجبان ، ومن حباه الله بالمعرفة والثقافة يكشف الجاهل ، ومن يمارس أعماله بدقة ونظام يكشف الغوغائية والعشوائية ) وهذا يحدُث دون قصد أو عن تعمد، فقط هى ردود أفعال الضعفاء فهم الذين يكشفوا أنفسهم بالدرجة الأولى، دون ان يقصد الطرف الآخر فعل ذلك.
المُثير للدهشة انه في بلد مثل هولندا تتوافر فيها حُرية الإختلاف، الا أن البعض يفهم بجهلة حُرية الإختلاف فى المنهج والأسلوب على أنها حق مُكتسب لزراعة الخلافات، وبذلك يفقد تعلم البناء الصحيح، ويتخذ من الهدم وسيلة لإثبات ذاته الهشة، الاختلاف فى الرأى فى الأحزاب السياسية أو فى مؤسسات المجتمع المدني، أو حتى عدم الرضا عن أسلوب التناول فى قضية ما بهولندا لا يؤثر عادة على روح التعاون والمشاركة فى عمل ما يخص العطاء والعمل فى المشروعات الخيرية، لكن الأمراض النفسية عند البعض تشكل عقبات لديهم، فى الفهم والعمل حتى ان تظاهروا بغير ذلك.
البعض من ( الجهلة ) خاصة الذين تعلموا اللغة الهولندية من الشوارع، ويكرروا مفاهيم مثل الببغاوات لا يفقهوا ما يقولون، يفهموا بالخطأ ان الاختلافات هى الفرقة والخلافات، وان لم يكن منهج وأسلوب كلام الآخر على أهوائهم المريضة، تكون النتيجة هى تدبير مؤامرات فى الخفاء أقل وصف لها انها قذرة، وغير أخلاقية حيث تتسم بتلفيق الأكاذيب، واستخدام الهجوم أسلوب للإفتراءات الكلامية والفعلية.
الملف مفتوح والى الحلقة المُقبلة ان شاء الله
Said.sobki@timenews.nl
