دعم تركيا لمؤسسات الإخوان وعلاقة هجوم فيينا | 1

يبدو أن جماعة الإخوان ومؤسساتها في النمسا باتت تواجه تضييقًا شديًا ومرشحًا بالتعاظم خلال المرحلة المقبلة نظرًا للأوضاع الأمنية بالبلاد وهو ما يظهر في الحملات الأخيرة لمداهمة بعض المراكز الدينية والمساجد.

وأن الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان هي الفاعل الأول في تحريك مؤسسات الجماعة للتلاعب بأمن النمسا وتحقيق مصالح سياسية واستراتيجية لأنقرة تترافق مع تنشئة مخيفة على الأيدلوجية التوسعية للإسلاموية غير المؤمنة بالحدود الجغرافية أو الوطنية.

 فى هذا الإطار نشرت وحدة الدراسات والتقارير  بالمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات فى تقرير لها جاء فيه : ” تمر النمسا بمرحلة دقيقة في تعاملها مع ملف الجماعات الإسلاموية بعد بروزها مؤخرًا كأحد الدول الأوروبية التي اختارها تنظيم داعش لعودة عملياته الكبرى بالمنطقة بتنفيذ هجوم فيينا ما يطرح تساؤلات حول الأيدلوجية المتطرفة وما ينشرها من مؤسسات وعناصر ترتبط بجماعات دولية لا سيما جماعة الإخوان المدعومة من قطر وتركيا بما تحمل الأخيرة من توتر في العلاقات مع النمسا.

سمات التحركات الإخوانية بالنمسا
تتسم الخريطة الإخوانية في النمسا بسمات مختلفة عن باقي دول أوروبا، فأولا تُشكل أبرز الدول المحركة للإخوان وهي تركيا غريم سياسي لفيينا لعدة أسباب ترتبط أساسًا بإرباك الأوضاع الأمنية ففي يونيو 2020 اتهم وزير داخلية النمسا كارل نيهامر الحكومة التركية باستخدام عناصر متطرفة لتأجيج صراع بين الأكراد والأتراك في مشاهد مثلت حرب شوارع بالعاصمة فيينا، وذلك عبر مراكز ثقافية تمثل غطاء سياسي لحشدالموالين للأيدلوجية الإسلاموية.

وتنضوي السمة الثانية على تذبذب في الأوضاع السياسية للنمسا حيال تواجد الإخوان بمعنى أن أنشطتهم وتحركاتهم ليس لها من الحرية والانتشار بقدر ما لها في عواصم أوروبية أخرى كلندن وباريس بل هناك بعض التضييق والخوف السياسي من تمدد عقيدتهم ما يترجم إلى إجراءات واقعية ولكنها لا تصل إلى الحظر النهائي والاستبعاد.

تشديد الحكومة النمساوية ضد الإخوان
قررت وزارة الداخلية في فبراير 2019 حظر الرموز الخاصة بالإخوان سواء كانت الأعلام أو الشعارات ومنع استخدامها بالأماكن العامة وإلا تعرض الشخص لغرامة تتراوح من( 4000) يورو إلى (10000) يورو. إستغلال بناء المساجد في أوروبا لأهداف سياسية…تركيا .وضمت إلى هذا القرار حزب العمال الكردستاني وجماعة الذئاب الرمادية التابعة للقوميين الأتراك، ما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للاعتراض على القرار وضم النمسا للذئاب في ذات القائمة المحظورة مع حزب العمال المصنف إرهابي بأنقرة.

ويُعول موقف فيينا المناهض لجماعة الإخوان والذئاب الرمادية على الدعم التركي لهما، فعقب الانقلاب الفاشل ضد أردوغان في يوليو 2016 نظمت الذئاب الرمادية مظاهرات شملت أحداث شغب كبرى مع موجات من الاشتباكات بالشوارع في العاصمة فيينا ضد العناصر الكردية أو حتى المعارضين لتجمعاتهم، ما أسهم في زعزعة الاستقرار بما يؤثر على الوضع الأمني ومن ثم السياحي كأحد مصادر الدخل للبلاد.

الإخوان والهجوم على فيينا
يشير حظر الرموز للجماعات المتطرفة إلى نهج سياسي يجتهد لإقصائهم من البلاد، ولكن تكرارهم للظرف ذاته في 2020 من حيث حرب الشوارع يطرح الاحتمالات حول حظرهم نهائيًا وبالأخص مع الحادث الداعشي الأخير الذي نفذه كجتيم فيزولاي وكنيته (أبو دجانة الألباني) البالغ من العمر 20 عامًا في2 نوفمبر 2020 لما أظهرته العملية من تعدد مناطق الاستهداف والتي وصلت إلى 6 مواقع من بينهم الكنيس اليهودي الرئيسي إلى جانب الحزام الناسف الذي ارتداه الجاني والسلاح الناري الذي كان بحوزته.

ويدل ذلك على تغير في نوعية العمليات فلم تُستخدم هذه المرة الأدوات البسيطة المتاحة كالأسلحة الحادة أو حتى السيارات كما أن العملية تمت بإيعاز من التنظيم وهو ما ظهر في خطاب التبني، ما يعني أن تسهيلات لوجستية ومالية قد حدثت لإتمام الهجوم.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

«حسام هيبة».. هل يخلف د. «مدبولي» في رئاسة مجلس وزراء مصر ؟!

شهدت بورصة توقعات المرشحين لرئاسة مجلس وزراء مصر الجديد، مؤخرًا؛ صعود عدة أسماء تصدرها اسم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *