تايم نيوز أوروبا بالعربي أخبار عالمية وعربية
مقالات مشابهة
ليندا سليم|مديرة تحرير تايم نيوز هولندا:
-تأثرت كثيرا بموت الأستاذ الفنان المصري ‘محمود يس” فقد كان وجوده بعالمي هذا كأحد الأعمدة التي أتكأ عليها إفتراضيا ،حتى اتصالاتنا تكاد تكون مفقودة ، فقد فقدت طنينها منذ سنوات عدة، إلا أن مجرد متابعته تشعرني بأن هناك كبيرا ما زال ينبض في عالم ندُر فيها من نوقره.
-“محمود يس” ليس مجرد فنان ولن أتحدث هنا عن ما قدمه وما تميز به من أدوات استخدمها في توصيل رسالته بشكل محترم ومتناسب مع مراحله العمرية دون إيقاف ولا تصابي.
ولكني هنا سأتحدث عن ” محمود يس”، “الزوج” وبرغم كونه أكثر الفنانين التزاما في زواجه ومحبة لزوجته إلا أن سلوكه لم يكن فقط سطحي بل كان في أدق التفاصيل المتوارية عن أعين الجميع ،فقد كان محبا لدرجة الولاء ،يحفظ غيبتة زوجته ويُقدس حياته الزوجية ويراعي أدق التفاصيل التي كثيرا من الرجال يتخطوها دون شعور بالذنب كالأكل بالخارج دون زوجته والاستمتاع بذلك على سبيل المثال وعلى غراره كان الفنان الراحل إسماعيل يس كان يرفض تناول وجبته في البلاتوه أو الاستوديو الذي يصور فيه أفلامه وعندما يلح عليه زملاءه يتركهم متأففا ويقولها جهريا ما في لقمة تنزل جوفي بدون زوجتي وقرب انتهاء التصوير يجري الى الهاتف وهو مرهق وجائع محدثا إياها بحب وخجل طالبا أن تجهز له الغداء أو العشاء .
-“محمود يس” رجل ضرب بعرض الحائط مقاييس دنچوانات السبعينات والثمانينيات خاطفا الكاميرا بكل زواياها صوبه بعد أن كانت لها معاييرها في انتقاء الوجوه الملونة أشباه الفنان “حسين فهمي” الذي كان منافسة في تلك المرحلة باختلاف تناول كل منهما لأدواره وكذلك سلوكه في انتقاء شريكة حياته فقد انتقى” يس” زوجة واحدة والتزم بها طوال حياته دون أن يتأثر بأي من مغريات المجتمع الفني ولا المعجبات ،بل كان مقدما زوجته في كل واجهة يقصدها وكأنه يقولها جهرا بكل الإطلالات ” شهيرة” وبس …
“محمود يس” روح هاجرت عن عالمنا تاركة غصة الفقدان مع صبر الايمان والاحتساب وعزاءنا تركته التي تركها من صلاح الأبناء وكذلك الأحفاد فكل منهم وإن ترقبت منهجه لوجدت أنهم عائلة متماسكة ،مترابطة بشكل يستدعي كل حاسد بقدر ما يستدعي المقدرين بإعجاب .
-“محمود يس”روح هاجرت إلى ربها راضية مرضية وها هى الشمس الاولى غربت وهو في قبره ،نسأل اللهم له الثبات وأن يجعله نافذة نورا لبلوغه جنة الرحمن .
-“محمود يس” الاستاذ المحترم والصديق الخلوق ” إنا لله و انا اليه راجعون” نراك على خير تحت ظل الرحمن .
