ما يُخبَئهُ الغد | الفصل العاشر

الفصل العاشر

تايم نيوز أوروبا بالعربي | ريم حسام الدين

بعد نصف ساعه وصل معاويه اخيرا كانت الساعه قاربت على السابعه تقريبا : لسه بدري يا بيه كل ده ..
زفر ثم ادارها بيده لتتقدمه ثم دلفوا الى المنزل ..
المنزل كان بسيط مكون من طابقين يحتوي على درج فى المنتصف للطابق الخاص بغرف النوم يحتوى على اثاث هادئ كلاسيكي بعض الشئ ..
دخل كل منهما الى المنزل لتستقبله والدته بحفاوه فهذه اول مره يصل فيها حدة الخلاف الى تلك الدرجه ..
القت مسك التحيه لتقابلها نظرات والدته الحاده يبدو ان الوضع سيكون اسوء مما اعتقدت .. ربت والد معاويه على كتفها و حياها لتبتسم هي .. انتقل اليه معاويه ليحتضنه بشده فمهما كان لم يكن يقصد ان يزعجه ..
بعد الغداء جلسوا جميعا فى غرفة المعيشه ..
كانت مسك تحاول الا تتدخل حتي وصل الامر لنقطه تعلمها جيدا فاندفعت : لا يا عمو الموضوع مش كده هو بس قصده ..
صاحت والدته بعنف لتقاطعها : انتى مين سمحلك اصلا انك تتدخلى .. بتتكلمى بصفتك ايه ..
فى العاده هي لا تظهر مشاعرها لكن الموقف كان اكبر من طاقه تحملها …
اخفضت ناظريها الى الارض تحاول جمع شتاتها .. استدار والده الى الجهه الاخرى فى غضب لردت فعلها المبالغ فيها لكنه اثر الصمت هنا تكلم معاويه : ماما من فضلك ..
قبل ان يثار شجار اخر قالت مسك و هي تاخذ كوب الشاي الخاص بها ثم قالت بصوت جاهدت ان يبدو هادئاً : معاكي حق انا اسفه يا طنط .. انا اصلا عندي كام تليفون هعملهم لحد ما تخلصوا ..
تحركت الى البلكون تركت جسدها يهوي على الكرسي ثم اخرجت السماعات الخاصه بها .. فتحت هاتفها على احد الافلام يجب ان تشتت عقلها عن ذلك الموقف و بدئت تشاهد الفيلم و هي تكرر : اهدي يا مسك اهدي .. جايه تساعدي الدنيا تهدي و لا جايه تولعيها ..
على الجهه الاخري و بعد كثير و الكثير من النقاش و طرح فكره مسك صمت معاويه فى النهايه فهو يحتاج الى دراسه الامر .. فالخطه برمتها قد اختلفت الان لا يستطيع الموافقه و غير مقتنع بالرفض ..
تذكر امر مسك بالخير فذهب الى البلكون ليراها قد غطت فى النوم و هي جالسه و قد سقطت راسها على حافه السور ..
مسح على وجهه فلم يتمكن حتى من الاعتزار لها .. تحرك اليها و بعد ان اغلق الهاتف و نزع عنها السماعات حملها بين ذراعيه صعد الى غرفته و وضعها بالفراش ..
ترك اشيائها بجانب السرير و خلع عنها حذائها و تركه قريبا ثم دثرها فى الفراش …
تنهد و قال فى النهايه : انا اسف تعبتك معايا النهارده .. ابتسم ثم اكمل .. كل ما اشوف وشك انام على الكنبه منك لله ..
اغلق نور الغرفة و الباب ثم ذهب للمبيت فى غرفة اخري ..

فى الصباح كان معاويه يجلس مع والدته يتناول الشاي فقد ذهب والده الى العمل بينما قرر هو ترتيب افكاره اولا قبل ان يقوم باي خطوه .. سمع جلبه ليبتسم و قبل ان تسئله والدته عن ما هناك قال هو : متقلقيش دي مسك .. اعرفها من 8 سنين ولا يوم كانت فيه مش متاخره ..
كانت مسك تنزل الدرج مسرعه و هي تحمل الحذاء بيدها و الحقيبه باليد الاخري ..
لم تلحظ والدته لتوجهه كلامها الى معاويه و هي تقفز على قدم واحده لتتمكن من ارتداء الفرد الاخر : مصحتنيش ليه الله يسامحك ..
– صباح النور يا ميمي و انا من امتى بصحيكي ..
– متقوليش يا ميمي و انا متضايقه .. و كمان ما اوضتك الى زى الكهف دي هي السبب ..
– على الاقل منيمتكيش على الكنبه .. تدارك ما قاله ليكمل حتى يتفادي اسئله والدته : علشان تعرفى اني جنتل و عندي ذوق مينفعش اخلي ليدي زيك تنام على الكنبه ..
طوحت بيديها و قد كانت وصلت الى الباب ليسرع قائلا : هنتغدي سوا ..
– طيب .. طيب ..
و رحلت .. تكلمت والدته اخيرا : و تتغدوا سوا ليه ..
– و منتغداش ليه يا زوزو ايه الجديد يعنى .. براحه على البت ..
– و انا عملت حاجه ..
– و انا اقدر اقول كده ..
نظرت اليه و كانها تحاول قراءه افكاره ليتحرك هو : هروح انام بقى انتى عارفه مبعرفش انام غير في سريري ..
– يعنى بقالك يومين صاحي ..
– المخابرات خسرتك و الله يا زوزو .. تصبحي على خير ..
دخل الى غرفته فوجدها قد رتبت الفراش قبل ان ترحل و الغرفه كما تركها ليحدثه عقله : لو كانت بتهتم بنفسها زى ما بتهتم بكل التفاصيل دي كانت بقت غير ..
صمت لوهله قبل ان يضرب وجهه : لا فوق يا اسطي انت بتقول ايه صباح الفل ..

كانت تجلس على الكورنيش المطل علي البحر تنظر الى الفراغ لياتى فى الاخير هو يحمل اكياس الطعام و يجلس بجانبها ..
– متاكده انك كده احسن ..
اماءت براسها ليتكلم هو : حقك عليا هي مكنتش تقصد احنا ضغطنا عليها اليومين الى فاتوا ..
– محصلش حاجه ..
– الموقف كان تقيل انا عارف ..
– مش الفكره انتوا اهلي .. الفكره بس ان فى كلام غصب عنك بيفكرك بكل الى انت فيه ..
فهم انها تقصد امر والديها فلم يعلق اراد ان يغير دفه الحديث ليقول اخيرا : الهانم بقى الى عيد ميلادها بعد بكره عايزة هديه ايه ..
جاهدت لتتكلم : و من امتى بتفتكره فى معاده ..
– كان معايا يومين اكتئاب كنت فاضي فيهم .. ها فكري ..
– مش عارفه .. هفكر هبقى افكر ..
– مسك ..
– نعم ..
– انتى عايزة البطاطس دي ..
اخدت العلبه فى احضانها قائله : ايدك لو جت على البطاطس هزعلك ..
– مش عايز منك حاجه ..
ظل شجارهم الدائم حول لا شئ فمن يراهم يكاد يقسم انهم يختلقون شيئا من الهواء للشجار ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان يوم عمل هادئ و لكنها كانت شارده معظم الوقت لم تجب على رسائل معاويه او اتصالاته او اتصالات اصدقائها ..
خرجت من العمل و اغلقت الهاتف و رمت به على الكرسي و انطلقت ..
انها اول مره يتذكر عيد مولدها فى موعده فقد اوصي على قالب كعك لشخصين فى الساعه 12 لاجلها ..
اتصل بالمحل و اكد الحجز و اعطاه العنوان الخاص بها ليحضر لها مفاجاه فقد اراد تعويضها عما بدر منه الفتره الماضيه ..
لكنها منذ خروجها من العمل و هاتفها خارج النطاق و لم تجب طوال اليوم .. اعتقد هو ان هاتفها قد فرغت بطارياته فقرر الاتصال فى وقت لاحق نظر الى الهاتف قائلا : اكيد محصلهاش حاجه هي عشوائيه بس ..

عن admin1

شاهد أيضاً

الخديوي المديون

بقلم : يحي سلامة استمتعت بقراءة كتاب (محمد علي وأولاده) للأستاذ الكبير الراحل /جمال بدوي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *