أيهم رَبيت..

كثيرا ما نحاول كأمهات وآباء ترقيع إخفاقتنا في الألية التي ربينا عليها أبنائنا غير مؤيديون تماما أنهم عكس ما تصورنا أن يكونوا ولذلك نضاعف إخفاقتنا بتبرير سلوكياتهم او قلة إهتمامهم بنا وان صل الأمر نسب كل ذلك إلى ذاتنا وكأننا نفديهم من وعكات عاطفتنا التي احتضنتهم بدون وقار..

تايم نيوز أوروبا بالعربي| ليندا سليم

لن نُشكك في كون ابنائنا لديهم عاطفة وحنان تجاهنا بالعكس ولكنهم يدركون محبتنا بأسلوبهم وبأنانيتم التي ربيناهم عليها بغرض منع حرمانهم ما يرونه متاح لدى الأقارب والأصدقاء من ادوات واشكال عدة للتكنولوجيا، وتداعى الأمر في تقييم محبتنا لهم بقدر استنقاء البرند المعروف والشائع بينهم ليقاس بكم دفعت مقابل اقتناؤه؟!
كل ذلك نفعله بضغوطات كثيرة تتجاوز المدخول ولا اعمم هنا هذا السلوك الذي يحتاج لإستشارة بعض الإخصائيين للأهالي لا لأبنائهم في مرحلة توازي إدراك العلة على ألا تتفاقم وتتوسع حد الأبناء للعدول ولم شمل الأسرة دون متطلبات تستنزف شقاء الوالد وحرمان الوالدة حتى يشبعوا رغبات أبنائهم الجامحة والتي لا تتناغم مع حجم امكانيتهم مهما بلغ مستواهم الإجتماعي والمادي لأن لكل طبقة مطامعها ومطامحها..
عندما تعد الأم طاولة الطعام ولم تبدء هي بعد تناوله وتجدهم يتناولونه وتشبع لمجرد رؤيتهم يأكلون ويفاجأها احدهم  وكأنه يوقظها بتوجه يداه الصغيرتان نحوها قائلا طعمها طيب ويطعمها فتبتسم وهي تكاد تدمع عيناها ما بين فرحتها بإبنها الحنون وتجاهل أشقاؤه الذي لم تلتفت إليه قبل ،وفي جوف قلبها همس يقول هذا الذي ربيت فأحسنت ،ويبدأ جلد الذات كيف سأعدل ما أخفقت كي أنجد قلوبهم التي جفت نحوي وبالفعل تبدأ الأم تمييز من اطعمها أمام إخوته حتى يدركوا السبب ويحاولوا التعلم للعدول ..
قد يرى البعض المقال رتيب او ما المغزى ( ومكنتش لقمة.. ولكن الأمر يعود لتقدير الأم وفطرة ابنائها وبمن ما زال يحتفظ بفطرته السليمة ربما لصغر عمره أو ربما  كان يلازمها اكثر او أنها قلوب لا يتحكم فيها إلا خالقها يقلبها كيف يشاء ،وما علينا هنا كأهالي إلا محاولة التقويم والله وحده القادر على ثبات القلوب ..

عن Linda Sleem

شاهد أيضاً

سعيد السبكي أضاف لموهبته في الصحافة والأدب مجال «الإرشاد النفسي»؟!

سعيد السبكي.. لماذا أضاف لموهبته في الصحافة والأدب إضافة جديدة بمجال «الإرشاد النفسي»؟! “سعادته الخاصة” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *