تعودت مكاتب الصحافة العربية بالعاصمة المصرية، ومنذ منتصف القرن الماضي، العشرين؛ أن تنشر بصدر صفحاتها الأولى في جرائدها، وبعناوينها الرئيسية، وبـ”البنط العريض”؛ أحدث أخبار القاهرة الفنية والأدبية، والفكرية الثقافية بوجه عام؛ عندما كان محرروها ومراسلوها يفخرون بعروبتهم فيصفون القاهرة بـ”هوليوود الشرق”!
كتب مدير مكتب القاهرة | عباس الصهبي
ماذا، إذن؛ حدث للسادة الأشقاء العباقرة الأحباء رؤساء تحرير الصحف ذات المكاتب القاهرية؟ وهل تراجعت مكانة «هوليوود الشرق»؟ أم تراجعت “نظرتهم” لقيمتها الإعلامية الثقافية؟ أم تراجعت مواهب مراسليهم في حرفية وفن صناعة الخبر المثير واللائق بقرائهم سادتنا الأفاضل الذين ينتظرون، وبكل الوعي؛ أن يعرفوا “جديد القاهرة” في كل ماله قيمة فكرية وثقافية نافعة ومفيدة!!
من أين تبدأ.. الحقيقة !!
لم يحدث أبداً في تاريخ الصحافة العربية، وعلى مدى كل عقود سنوات تميزها وازدهارها ونهضتها- فيما عدا الصحف المشبوهة والمأجورة- كتابة أخبار جرائمية عن مصر، وبهذا الشكل الذي بدا في السنوات الأخيرة كأنه “حملات منهجية متعمدة”؛ لتشويه سُمعة مصر الأمنية!!
ومعروف لكل من عملوا في مكاتب الصحافة والإعلام العربيين، ولهم بها دراية وخبرات طويلة؛ أن “سياسات” هذه الصحف؛ تبدأ في العادة بعرض “خطط التغطية” عبر مقترحات “المراسلين”- مصريين وعرباً- على السادة «رؤساء ومدراء التحرير”، لإبراز مواهب المراسلين وقدراتهم على التواصل مع مصادر الأخبار- الصحيحة- في القاهرة؛ ليقوم إثر ذلك كبار مسئولي تلك الصحف بإعطاء إشارة “الموافقة” على ما يرونه صالحاً، واستبعاد ما يرونه من “مقترحات” يُسيء، في مظهره أوجوهره؛ لسمعة وسياسات الصحيفة!
«أم الكوارث».. الإعلامية!!
يبرز هنا التساؤل المتعدد الوجوه والإلغاز: هل نشر “أم الكوارث” الصحفية والإعلامية، عن العاصمة المصرية، وتشويهها، وبهذا “الشكل المفرط”؛ أصبح جزءاً، والآن فقط؛ من سياسات السادة رؤساء ومُدَراء التحرير؟ أم هل أصبح كبار المسؤولين هؤلاء يختارون مراسليهم ومندوبيهم من عينة تخصص واحد ووحيد؛ هم: السادة “محررو الحوادث” فقط، وإلا فأين هم مراسلوهم الأكفاء للحياة الثقافية الأدبية والنقدية والسياسية والاجتماعبة والاقتصادية والصحفية والإعلامية، وغيرها من مناحي الحياة اليومية المصرية المتعددة النابضة، والمتجهة يميناً أو حتى يساراً، وللخلف وللأمام؛ بخطى ثابتة وقوية ومدويَّة ومزدهرة!
«براءة».. محرري الحوادث الأكفاء!!
ويرى المراقبون الأمنيون المحايدون أن محرري “الحوادث المصريين الأكفاء” لا يمكن أن يكونوا إلا”أبرياء”بالفعل،ولا بمكن أن يشاركوا في مثل هذه الحملات المسعورة؛ لأن خبراتهم القانونية والأمنية المتميزة، والمشهود بها؛ في تغطية كبرى الجرائم، وعلى مدى سنوات طويلة؛ تؤهلهم لمعرفة أنه ينبغي عدم النشر “في جريمة ما” على أحد المتهمين قبل صدور حكم نهائي من القضاء؛ للتأكد من صحة الخبر، وبكل تفاصيله، وتحديد الجناة الحقيقيين، وليس فقط “مجرد المتهمين” فيها، وإلى أن تثبت إدانتهم بحكم قضائي نهائي عليهم، وبعد الاستئناف والنقض؛ عملاً بمنجية نشر الخوادث في كبرى الصحف المصرية العريقة!
ليس “تلويحاً” بسحب رُخص بعض هذه المكاتب السادرة في غَيِّها دون رادع، ودون شعور بمسؤولية وجب تنبيهها إليها؛ فأي مصير ينتظر هذه المكاتب بمراسليها، طبقاً للقوانين المصرية السابق صدورها، حتى من قبل “اشتعال” هذه الحملات المسعورة الشرسة على مصر؛ إذا استمرت فيما تقترفه بحق مصر المؤمنة بعروبتها، وباختيار تاريخي لا مناص للتملص منه؛ ولآخر مدى “صبر المصريين”؟!
(والبقية تأتي)