كتب | عـبد الله الحاج
انظر الى الاعلى يا أخي
هناك
في أزقة السماء
واختر ما تريد
وجبة دسمة؟
أم قنبلة؟.
نار وحديد
أمن طائرة كبيرة؟
أم مسيرة خفيفة
الغرب لديه ما تشتهي
خبز ولحم بطعم النار
ودم العبيد
وموت بأشكال بسيطة
وموت بأشكال مخيفة
لك ان تختار
شكل موتك
كل موت وانت سعيد
ولك ان تجوع
وأن تقاوم
وتصرخ
وتزمجر كالرعد
قبل ان تصل حضنك القذيفة.
لا تنظر خلف الجدار
أتنتظر عوناً؟
فجميعهم غرقى
في وحل العبودية
يطوفون حول كعبة
وجوههم مخيفة
يطوفون حول حانة
تعلق على جدرانها
قصائدٌ تمجد الخليفة
ويسعون ما بين اللقمة والماء
ويُرجمون كالشيطان
إن حدقوا بمائدة الخليفة
فزم ثم زم ثم زم
ولملم الماء
فحراس الجدار بالمرصاد
بأمر السلطان
وقرار تعطيشك صدر
من اعلى قمة الهرم
ومن خلف البحار
ومن أصحاب السيادة والجلالة
ومن أصحاب المعالي
ومن أصحاب اللحى التي
ظننا يوماً أنها نظيفة
خلف الجدار يا أخي أمة جياع
يرضعون الحزن من جفن القمر
يبكون جوعك وفوق سرتهم حجر
يخشون طاغية
ولكن قد يلعنونك ويلعنون القدر
يقتلهم صراخك المكتوم
وفي آذانهم تنبح كلاب
وذباب
ومولانا بمنسأته الضعيفة
يحرك الذئاب
تنهش ما تبقى من لحمك
تبيعك دمك وأوجاع أهلك
سماءك
وماء بحرك
وتتاجر حتى في الرمل
بين حنايا حذائك
وتنتزع حتى
ملابسك الخفيفة
وما ادراك ما خلف الجدار
ومن خلف الجدار
وما شكل القلم الذي سيكتب اسمك
وما لون الحبر
وما اسم الصحيفة
وستُعَلّم يا أخي لحظة عبورك
كيف سيختفي صوتك
وكيف تبتلع صراخك
وكيف تنام وماذا تحلم
وكيف تنسى جراحك
وركام بيتك
وأن بكاء أطفالك ممنوع
ورسم خريطة الوطن ممنوع
وصنع كعكة العيد ممنوع
فالعالم خلف الجدار يا أخي
صار كالوحوش
تحكمه الشياطين
فلا إنسانية
ولا نخوة
ولا اخلاق شريفة