ليندا سليم تكتب | رُوحي مكرمشة

تايم نيوز أوروبا بالعربي | مهاجرة

قد لا يظهر على وجهي بعد  تقدم العمر كحال نساء عهدي فكسرات الروح لا تتجعد الوجوه ..
لم يغزو الشيب رأسي إلا في بعض الشعرات ،وما زالت تحملني قدماي طوافا وسعيا دون شهقة الأنفاس ،ونعم  أسجد في صلاتي وأطيل تسابيحي بيقين الراجيات ،ولكني حقا حقا روحي اصابهتا الكسرات ..روحي  غزاها الشيب كليا ..روحي عرجاء الخطوات.. روحي تلف وتدور دون قرار وتخر ساجدة دون ثبات .. حقا حقا روحي مكرمشة ..
فما عدت تلك البنت المدللة فقد اصبح علي ان ادلل من يصغرونني لأكون حانية ومن يكبرونني لأكون بارا ومن يماثلونني حتى لا تفتقهم غيرة شمطاء في غير محل ..
ما عدت اتنهد شغفا بعد ان نال مني الخزي الترف ،شيدت بنيان ناطحات فمال عوجا على من ظننتهم في حياتي الأولى متكئا وطال الزمان لأراهم من يميلون علي بأطراف جارحة تخزق ثنايا روحي بسلاحا صامت الطلقات..ألم أقل لكم ” روحي مكرمشة”
في عمر مضى كنت اغفر للكثير الزلات وتحدثني نفسي صوبهم بلومها انت من التزمت الصمت حين كان قلبك يصرخ الأهات فلا دفاع يكفل مرافعة مجني عليه لم ينكر الطعنات ..حقا روحي مكرمشة..
اغلب نهاري ملهاة يين واجبات والتزامات والليل خلوة اراجع فيها ما مضى وارجو ربي ان لا يكون هناك مزيدا ينتظرني فيما هو ات ،فلا اطيق حديثا  ولا اتحمل مخابرة هاتف ولا نصيحة فارغ ولا حتى من يزنونه حكيما بين الحكماء واهرول متكئة في ركنتي وحيدة لسويعات طويلة لا أريدها ان تنتهي قبلي.. نعم روحي مكرمشة
حتى كتاباتي التي كانت متنفسا لما يجول خاطري ملت سطوري ومللتها وصات  كالسياج لا تمرر الا الأمواج العالية تجلد دون رحمة ثم تغرق دون انتظار شهادة ولا رفع إبهام ..  تلك هي روحي المكرمشة..
حتى في تلك اللحظة لا رغبة تزكيها لتخرج ما في جوفها لتعلن علتها ،فلا راحة ترى تنتظرها و لا  سعادة ستصيبها حال إرهاق ظالميها عدلا..
فلتتركوا روحي المكرمشة في عزلتها رحمة، فليس بينكم أمل في رفقته رحمة..

عن Linda Sleem

شاهد أيضاً

سعيد السبكي أضاف لموهبته في الصحافة والأدب مجال «الإرشاد النفسي»؟!

سعيد السبكي.. لماذا أضاف لموهبته في الصحافة والأدب إضافة جديدة بمجال «الإرشاد النفسي»؟! “سعادته الخاصة” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *