تايم نيوز اوروبا بالعربي|نسيمة طايلب|جامعة الشلف
يوم من زيارة صالون الجزائر للكتاب ليس يوما عاديا، تضاهي سعادة اللقاء فيه عمرا من الشوق، تتلمس فيه دفء الأزقة و تتنفس عبق الكتب وتستشعر حب الاطلاع ، و يشتعل فيك فتيل الشغف بالإستزادة.
على أنغام الإشتياق، يحتضن قصر المعارض بالجزائر في جناحه المركزي، من11إلى 20 مارس الجاري، على مدار 9 أيام كاملة صالون الكتاب تحت شعار “الكتاب حياة “، و صدق الشعار قولا فيما يمنحه الكتاب للقارىء من نبض بالحب و الحياة.
و قد تم تنظيم الصالون تحت الرعاية السامية لوزارة الثقافة و الفنون الجزائرية بالشراكة مع المنظمة الوطنية لناشري الكتب.
تم الإكتفاء في هذه الطبعة المميزة من الصالون بحضور دور النشر الوطنية ووكلاء عن دور النشر الأجنبية فقط، نظرا للظروف الصحية الإستثنائية، التي حالت دون تنظيم النسخة الدولية للمعرض خلال السنة الفارطة و الحالية.
رغم ذلك، شهدت المشاركة الوطنية حضور أزيد من 216دار نشر لعناوين ثرية، متنوعة، و من مختلف التخصصات الأدبية، التقنية، العلميةو الطبيعية، بعدة لغات أهمها العربية، الأمازيغية، الفرنسية و الإنجليزية مع تفاوت في الأسعار بين المقبولة والمرتفعة.
و قد عرفت الأيام الأخيرة من الصالون تخفيضات مهمة على العديد من الإصدارات التي قدرت نسبة التخفيض عليها بأربعين من المائة (40%) على إصدارات المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية (ENAG)، إلى غاية سبعين من المائة (70%) على منشورات ديوان المطبوعات الجامعية(OPU)، و هي مبادرة تحفيزية لرفع المبيعات و زيادة المقروئية.
ما شد انتباهنا أيضا خلال زيارة المعرض، استهدافه لمختلف الشرائح والفئات القارئة و المولعة بالمطالعة والبحث، بدأ من الإصدارات المتخصصة الموجهة لفئة نوعية ومحددة من جمهور القراء كالكتب العلمية، فيما استهدفت الروايات، والكتب الأدبية، والشعرية، و كتب التنمية البشرية، وكذا الكتب الدينية والفقهية فئات واسعة من الجمهور، بحيث عرفت اقبالا خاصا من الفئات الشابة.
و على ذكر الفئات الشابة، عرف صالون الكتاب حضورا شبابيا متميزا ، كمتعطشين للقراءة أو كمشاركين بمؤلفاتهم، بفضل دعم دور النشر الناشئة للمواهب الإبداعية الفتية و مرافقتهم في خوض تجربة الكتابة في مجال الأدب.
كما حظي الأطفال بنصيبهم من العروض و المنشورات الموجهة لهم، خاصة بتزامن الصالون مع العطلة الربيعية لمختلف الأطوار التعليمية، غير أن فرحتهم لم تكتمل لحرمانهم من متعة الإنتقاء و التنقل بين أروقة المعرض، نظرا للإجراءات الصحية الإستثنائية التي تمنع دخول الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة، ما يمنح الأولياء حرية اختيار ما يناسب أبناءهم من مقتنيات وفقا لأعمارهم، ومستوياتهم، واهتماماتهم بحضور الكتب الدراسية الخارجية الداعمة للمناهج التربوية وكذا الكتب المعرفية التثقيفية، بالإضافة إلى الألعاب التربوية و التفاعلية المساعدة على تنمية المهارات اللغوية والإدراكية.
أما زيارة أروقة كتب الإعلام و الإتصال، فتفتح شهية القارىء للإطلاع على عناوين متعددة، من دور نشر مختلفة كدار ألفا، دار هومة، دار الكتاب الحديث، و دار المسيرة … التي أتاحت عددا لا بأس من الكتب في التخصص أمثال: إعلام المراهقين و الشباب، التلفزيزن التعليمي في عصر الأنفوميديا، الإعلام الجديد وتطوير النظم التربوية، الدعاية و حروب الإعلام، جرائم العالم الإفتراضي…
انتهت زيارتنا لصالون الكتاب، و في جعبتنا ما لذ وطاب من الكتب، على أمل معناقتها مجددا في موعد قريب.
بعد تسع أيام من استضافة صالون الكتاب بالجزائر لزواره، سيتم إسدال الستار على هذه الفعالية المتجددة يوم 20 مارس 2021، لتضرب لنا موعدا آخرا قريبا بإذن الله .
معرض الكتاب مساحة للتلاقي مساحة لاسترجاع الرجوع
حيث وجد التعلق، حضر التعالق والتلاقي، والرجوع.