رئيس تحرير تايم نيوز | كتب – سعيد السبكى
كشفت جائحة كورونا التى اجتاحت كوكب الأرض انها أزمة مُتشابكة مُتعددة الأطراف، أكبر ضحاياها المُتضررين هم البشر.
بنو الإنسان هم الذين دفعوا حياتهم جراء فيروس كورونا، الذى لم يثبُت حتى الآن بالأدلة القاطعة ما اذا كان انتشاره فى العالم هو بفعل فاعل، أى نتاج مؤامرة من عدمه.
هناك البعض يُعلن «من وجهة نظره» ان جهاز استخبارات فى دولة كُبرى خطط لمؤامرة كانت تستهدف دولة بعينها، «يُشير الى انها ضد الصين» بغرض ضرب وتحجيم اقتصادياتها العالمية، وتحجيم تقدمها العلمى والتكنولوجي، بهدف تقليص نفوذها المُتنامى فى كثير من دول العالم خلال العقد الأخير، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن أعلنوا ذلك قالوا ان خيوط اللعبة خرجت من بين أصابع فاعليها، البعض الآخر يزعم انها أحد الأسلحة البيولوجية الفتاكة التى تسربت بالخطأ من معامل تصنيعها، فى إحدي الولايات الأمريكية.
أيضاً أوضحت أزمة كورونا أين تقع الأخطاء فى الاقتصاد القديم الذى كان موجودا قبل تفشى ذلك الفيروس، اقتصاد وقوى سوق لهما الكلمة العليا واليد الطولى بالتحكم فى خريطة التنافس والصراعات من أجمل جمع أكبر قدر من الأموال، على حساب الفقراء والمرضى، الأمرالذى يدفع لسؤال غاية فى الأهمية، ألا وهو: أين ذهبت أصوات حكومات كانت تنادى لسنوات طويلة بتضامن الشعوب والدول وتعاونها من أجل الانسانية.
نأخذ على سبيل المثال قوة وسيطرة الشركات الكُبرى لصناعة الأدوية فى العالم، التى تملك الأدوية واللقاحات، تلك الشركات الراسمالية الكُبرى التى كان العالم يأمل فى مثل هذه الأزمة ان تعلن هذه الشركات بمعاملها «المُتقدمة علمياً» سرعة توصلها لعلاج ينقذ البشرية، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السُفن، وخابت آمال البشرية بعد ان أعلنت كُبريات تلك الشركات انها لا تستطيع صناعة دواء ولا أمصال للمُكافحة، وبعضها أعلن عدم قدرته على انتاج دواء يكفى للعالم كله.
تجدر الاشارة الى ان كُبريات شركات صناعة الأدوية التى تحقق المليارات من الأرباح تملك وحدها حقوق براءات الاختراع، وتحول دون قيام شركات أخرى صغيرة بإنتاج الأدوية ولقاحات الفيروسات، وهذا يحدث فى الأوقات الطبيعية بدون أزمات، ويبقى بنو البشر فى خنادق الاحتياجات الدائمة للأدوية، ضحايا لقوى السيطرة والاحتكار، ليس ذلك فحسب بل انها – شركات الأدوية – تتحكم فى الأسعار وآليات السوق، والتآمر على البشرية جنبا الى جنب مع شركات التأمين الصحي، خاصة فى الدول الأوروبية.
ابسط ما تطالب به الشعوب المتضررة التى تعانى من جائحة كورونا هو أنه فى حالة ما اذا توصلت شركات صناعة الأدوية الى لقاح لمكافحة الفيروس أو أى نوع آخر من العلاج ان لا تكون صناعة الأمصال الجديدة حكرا على شركة دون غيرها. وللحديث بقية .