كتب : د.كتور – عنتر المصيلحى
تتسارع في عالمنا هذا وتائر التغيير لتجريد بعض الشعوب من هويتها حيث برز مفهوم الإحتلال الناعم كأحد الأساليب الأكثر فاعلية والأعم سيطرة على الشعوب دون الحاجه لإستخدام القوة العسكرية..
يعتمد هذا النوع من الإحتلال على إستخدام الأدوات الثقافية والإعلامية لتغيير توجهات القيم لدى المُجتمعات المستهدفة بهدف تسهيل عملية الهيمنه السياسية والاقتصادية عليها..
كما يشير مفهوم الإحتلال الناعم إلى مجموعة من الأساليب غير المباشرة التى تستخدم للتأثير على السياسات والقيم الثقافية لمجتمع ما من خلال الوسائل الثقافية الإعلامية بدلاً من الوسائل العسكرية فقوته تكمن فى قدرتة على التأثير والتغلغل فى النسيج الإجتماعي والثقافى للمجتمعات دون إثارة مقاومة كبيرة أو تنبيهها لحقيقة ما يحدث..
نستعرض بعض الأساليب والآليات التى يستخدمها الإحتلال مثل؛
1_نشر الثقافة عبر وسائل الإعلام المُختلفة بما فى ذلك السينما والموسيقى والأدب.
2_ترويج الأفكار والقيم الخاصة بالقوى المُحتلة من خلال الجامعات والمراكز الثقافية.
3_إستخدام التكنولوجيا والشبكات الإجتماعية لنشر أيديولوجيات محددة.
4_تأسيس مؤسسات تعليمية تعمل على تنشئة الأجيال الجديدة على قيم ومبادئ تخدم أهداف القوى المهيمنة.
ومما لا شك فيه ان الإحتلال الناعم يمثل خطراً جسيماً على الثقافة الشعبية للمجتمعات المستهدفة حيث يعمل على تذويب الهوية الثقافية ويستبدلها بثقافات غريبة من خلال نشر عادات وتقاليد وقيم مختلفة كلياً عن الموروث الثقافى الأصيل لهذة المجتمعات، مما يؤدي إلى فقدان الشعوب لهويتها وتاريخها تدريجياً..
ومن الأمثلة على الإحتلال الناعم فى العالم؛
1_تأثير الثقافة الأمريكية السائدة على الثقافات الأخرى من خلال الأفلام والموسيقى
2_ إستخدام القنوات الإخبارية الدولية لتشكيل وجهة نظر محددة حول أحداث سياسة معينه
3_الإستثمارات الثقافية والتعليمية لبعض الدول فى مناطق نفوذها بهدف نشر ثقافة وقيم تلك الدول.
وبالرغم من التحديات الكبيرة يمكن للمجتمعات المستهدفه التصدى للتأثيرات الثقافية للإحتلال الناعم من خلال عدة إستراتيجيات منها
تعزيز الوعى بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية.
تشجيع إستهلاك المنتجات الثقافية المحلية
تطوير محتوى إعلامى يعكس قيم وتقاليد المجتمع
تبنى الدول سياسات تعليمية تعزز الأصالة الثقافية والتاريخية للشعوب والعمل على تأسيس منابر إعلامية تعبر عن وجهة نظرها مما يساهم فى بناء حصانة ثقافية تقى المجتمع من مخاطر الإحتلال الناعم.