بقلم : يحي سلامة
برز إسم الحريديم (اليهود المتشددين دينيا الذين يرفضون التجنيد فى الجيش والعمل بالوظائف الحكومية ويتفرغون لقراءة ودراسة التوراة حسب اعتقادهم ) خلال الحرب الحالية على قطاع غزة .
ويبدو أن الحريديم أصبحوا فكرة لا تقتصر على اليهود فحسب بل امتدت لنرى حريديم من العرب على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي .
حيث تفرغ الحريديم العرب لدراسة الفقه والحديث والعقيدة لتقديم الفتاوى بخصوص حركة حماس ومحور المقاومة المساند لها وقد خلص هؤلاء الحريديم إلى تحريم الدعاء لحركة حماس فهي حركة مارقة خارجة عن الإجماع وتنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين ذات السمعة الإرهابية فى أذهان الحكومات و المجتمعات العربية وأن محور المقاومة المساند لها (إيران وحزب الله والحوثيين )هم من الشيعة الروافض الخوارج وهم أشد خطرًا على الإسلام والمسلمين من الكفار واليهود الذين أفتى بعض الحريديم الجدد بأنهم أهل كتاب نأكل طعامهم وننكح نساءهم وهم بذلك أقرب إلينا من الشيعة الخوارج ومن يواليهم .
هكذا دارت فتاوى الحريديم والتى تستند في مرجعياتها إلى الكيبورد (لوحة المفاتيح فى الموبايل أو التاب )وتنتشر عبر اللايكات والمشاركات لتصبح هى القول الفصل والحقيقة الوحيدة التى يجب على الجميع تصديقها .
ولم يقتصر الأمر على الجانب الديني بل امتد بطبيعة الحال والواقع على الأرض إلى فريق أخر من الحريديم السياسيين العالمين بمجريات السياسة الإقليمية والدولية ووفقا لتنظيراتهم أن هجوم 7 أكتوبر تم بالتنسيق والتعاون بين حركة حماس وإسرائيل (حماس في رأيهم صناعة إسرائيلية)بهدف إعادة إحتلال قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية وإيران ساندت هذا الهجوم وباركته هي وحلفاءها في اليمن ولبنان والعراق وسوريا بغرض زعزعة الإستقرار في المنطقة وإمتداد النفوذ الإيراني السياسي والإستراتيجي تمهيدا لنشر المذهب الشيعي وهدم الكعبة المشرفة في الأخير بعد توريط أو محاولة جر مصر إلى الحرب مع إسرائيل.
والحقيقة أنى أستغرب مقولة جر مصر للحرب فالمعروف في عالم السياسة أنه لايوجد دولة أو حركة تجرجر دولة أخرى أو تورطها في حرب رغما عنها فبديهيات الحروب أنها تقوم لسببين لا ثالث لهما إما صد عدوان من دولة على دولة أخرى وإما للتوسع وتأمين الحدود لدولة ما
واستمرارًا لنظرية المؤامرة فقادة حماس متأمرين على الشعب الفلسطيني ويعيشون فى قصور في الخارج هم وعائلاتهم وثرواتهم بالمليارات حتى أن البعض تساءل عن ثروة الشهيد بإذن الله اسماعيل هنية(وبالمناسبة كان هذا التساؤل قبل دفنه )وحساباته في البنوك حتى ظننت أن صاحب الصفحة من ضمن الورثة الشرعيين المستحقين للميراث
وبالطبع انسحب هذا الكلام على المقاومة في الأنفاق والخنادق أنهم يحصلون على الأموال وكأن الأنفاق فى غزة تنتهى فتحاتها عند حدود بنوك سويسرا ومنتجعات موناكو وجزر المالديف
هذا بعض مارصدته من بعض الصفحات التى لم أقرأ فيها ترحما على أرواح الشهداء المدنيين أو تعاطفا مع أحوال أهل القطاع المأساوية فطبقا لفتاوى الحريديم العرب الدينية ونظرياتهم السياسية أن حماس ومحور المقاومة هم المسؤولين عن إراقة هذه الدماء وتدمير قطاع غزة أما دولة الكيان وحكومتها المجرمة فهم أهل كتاب نأكل طعامهم وتتزوج نساءهم .