فتوى العلماء هى مصدر هام للتوجية والإرشاد للناس فى مختلف القضايا الدينية و الإجتماعية، ومع ذلك قد تواجه فتوى العلماء بعض المشكلات عندما لا تراعى الواقع وتكون غير مناسبة للزمان والمكان يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على مصداقية العلماء لدى الجمهور.
تايم نيوز أوروبا بالعربي|عنتر المصيلحى
بعض العلماء قد يصدرون فتاوى تجاوزت أرائهم الشخصية وتجاهلت الواقعية فى البيئة المحيطة مما يؤدى إلى عدم قبول الناس لهذة الفتاوى وعدم إتباعها، أذكر على سبيل المثال الفتاوى التى إنتشرت مؤخرًا بأن الزوجة غير ملزمة بخدمة الزوج وخدمة أهله والانفاق مع الزوج وان كان هذا فى جوهره سليم إلا أنهم تناسوا أن الدين الاسلامى مبنى على اساس الترابط والتعاون والاعتصام لا الفرقه والعزلة والوحدة، فما بالك بإقامة الأسرة التى هى عصب المجتمع، السيدة خديجه رضى الله عنها لم تبخل بمالها عن النبى صلى الله عليه وسلم فى دعوته ولم تقل أنها غير ملزمة، السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما إشتكت لرسول من مشقتها فى عمل البيت وطلبت منه أن يطلب من زوجها يوفر لها خادم علمها النبى كلمات وقال هى خيرًا لك من خادم ولم يحمل زوجها فوق طاقته وهو يعلم بحاله ولم يقل له إبنتى غير ملزمة بخدمتك وخدمة بيتها بل راعى النبى صلى الله عليه وسلم حال الزوج ولم يفسد إبنته على زوجها، ايضا الفتاوى التى إنتشرت بإباحة الصداقة بين الفتيان والفتيات وإيجاز الخروج معًا والسهر متناسيًا أن الدين قد قيد الإختلاط ونهى عنه وحظر منه بل ووضع له شروط وأحكام، فضلا عن أننا فى مجتمع إسلامى عربى شرقى له عاداتة وتقاليدة الصارمة، وذلك فى الوقت الذى ترتفع فيه الأصوات بالمطالبة بالمساكنة وهو أمر غريب على مجتمعاتنا العربية والإسلامية فضلاً عن رفض الدين لهذا الأمر وعدم إباحت،فضلاًعن الكثير والكثير من مثل هذة الفتاوى، لذا يجب أن يكون العلماء حاذرين فى إطلاق فتواهم آخذين فى إعتبارهم الظروف والتحديات التى يواجهها الناس والبيئة المحيطة والواقع الذى يعيشة الناس فى حياتهم اليومية لذا يجب على العلماء مراعاة هذة العوامل فتجاهلها قد يقلل من مصداقية العلماء عند الجمهور سلبًا على تأثيرهم وتأثير فتواهم على الجمهور، إن الاتزان بين الواقع والمبادئ الدينية هو مفتاح للحفاظ على مصداقية العلماء لدى الجمهور وتأثيرهم الإيجابي على المجتمع.