«ثرثرة» على مقهى «تايم نيوز»:
من أجل شخص «واحد» فقط.. «يموت» الآلاف!!
________________________
(ذهب “الأستاذ” في الموعد الأسبوعي المعتاد بالـ«كافيه» المعروف، بإحدى العواصم الأوروبية؛ ولمَّا لم يجد صديقه “التلميذ تناول فنجان قهوة إضافي في انتظاره)!
التلميذ ( أتى مهرولاً): عذراً أستاذي، تأخرت عليك!
الأستاذ: لماذا التأخير؟!
– ( يتصبب بالعرق): عُذراً، نشرات الأخبار.. السبب!
– عن «غزة»، بالتأكيد كنت تتابع التطورات، وماذا كنت تتوقع أن تستمع إليه.. إلا المزيد من “جنون إجرام الانتقام الشامل” بوحشية الذئاب؟!!
– ظننت إمكانية توقف التدمير، ولو ساعة واحدة؛ وبالذات بعد تدمير “المعمداني” وكنيسة الروم!
– (بابتسامة مريرة) هذا في ظنك أنت يا بُني، بسبب خبرتك المحدودة؛ فالذئاب اليمينية المتطرفة لن تشبع أبداً من مزيد الانتقام!
– بعد كل هذا التدمير، والقتل “العشوائي”؟!!
– نعم، ولو كانوا يأمنون عدم ارتداد “الغبار الذري” على مواطنيهم لألقوا أيضاً إحدى قنابلهم الذرية!!
– وما الفرق؟! فحرب الإبادة، وبكل الأحوال؛ خطيرة ومدمرة جداً.. جداً.. وغير إنسانية!!
– معك حق، أستاذي الغالي! ولكن، من أجل “من” يحدث كل هذا الدمار؟! بخبرتك الطويلة مع الذئاب قل لي!
– (يضع ساقاً على ساق): لـحماية “ذئب” واحد!!
– ومن تقصد؟!
– رئيس وزراء ذئاب اليمين المتطرف، مع أن عمره 67 عاماً الآن فهو يريد حماية نفسه، أصلاً؛ لا يهمه مستقبل مواطنيه بل كل همّه مواصلة مستقبله السياسي!
– ولماذا؟!
– يريد إنقاذ نفسه من المحاكمة في 3 قضايا، تُسرع بإنهاء مستقبله السياسي، مع أنه شغل منصبه 4 مرات، منذ عام 1996 !
– آه، ذكّرتني؛ بأن الشرطة هناك في بيانها، بمنتصف فبراير/شباط 2018، يعني من 5 أعوام؛ أعلنت جمعها أدلة لتورطه في “الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة”!
– ولذا، قرر المدعي العام الإسرائيلي توجيه اتهامات له تتعلق بالفساد، ضمن لائحة اتهام تتعلق بتلقي رشاوي والاحتيال وخيانة الأمانة!
– آه، فهمت، لهذا، إذن؛ أسرع بتشكيل حكومة الذئاب، أقصد حكومة أقصى اليمين المتطرف، بعضهم بقائمة إرهاب أمريكية، وممنوعون من دخول أمريكا!
– نعم، فعل ذلك ليضمن أغلبية، على حساب اليسار المعتدل، ليُشكِّل، وللمرة الرابعة؛ حكومة جديدة!
– وفوق ذلك أراد تغيير نظام القضاء ليضمن عدم محاكمته عن قضاياه الجنائية حين يترك الحكم!
التلميذ (يرتشف آخر رشفة من فنجانه): وهل لهذا السبب، وبعد فشل تغييره القضاء نتيجة مظاهرات الشعب العارمة ضده، هل “ربما” يكون قد تلقف أحداث «طوفان الأقصى» كـ«طوق نجاة» لتمديد وجوده مع مجلس الذئاب في الحكم، على حساب آلاف الآمنين في “غزة”!
الأستاذ (ينهض للانصراف): نعم، ربما!!
«عباس الصهبي»