الوعي والوعي الأخر

عدم وجود وعي بمتطلبات ومهارات الزواج الناجح هو الذي يَدفع الزوجين لإهمال سلوك التدليل والترقُّق بينهما

تايم نيوز أوروبا بالعربي|شوقي سراج الدين

كما أن هناك اعتبارات أخرى تعوق إمكانية أن يتعامَلا بدَلال ودلع، خصوصًا أن كثيرًا من الزيجات يضطر فيها الزوجان أن يَعيشا في بداية حياتهما الزوجية مع الأهل؛ مما يَخلُق نوعًا من الحرج الشديد لدى الزوجين في إظهار عواطفهما بصراحة؛ لأنهما قد يتعرضان للوم والتقريع من قبل الحماة مثلاً، وقد تبدأ أطراف أخرى في اتهام الزوج الذي يدلِّل زوجته بأنه ضعيف الشخصية؛ مما يدفع بالزوج المخدوع إلى الشدة والجدية الشديدة في تعاطيه مع زوجته؛ ليثبت أمام الجميع أنه “سي السيد”.

يقول أهل اللغة: الدَّلال والتدلُّل من المرأة: حسن حديثها ومزحها، وفي الدلال على الزوج تكسر وملاحة محبَّبة تسعد النفس وتنعش الفؤاد، وفي الدلال جمال وأي جمال، ويقولون: امرأة دل؛ أي: ذات شكل تدل به.

تَختلِف آراء الرجال حول المرأة التي يَرغبونها زوجة، لكنهم يتفقون في شيء واحد، هو أن تكون “أنثى
بمعنى الكلمة، الأنوثة هي رأس جمال المرأة، وأهم ما يميزها، فإذا ما استهانت المرأة بأنوثتها فأَخْفَتْها، أو تجاهلت أهميتها ودورها، فإنها سوف تفقِد مكانتها عند الزوج، الأنوثة هي السحر الحلال الذي يحرك مشاعر الزوج ليجعل منه محبًّا، وليس شرطًا للأنوثة أن تكون المرأة فائقة الجمال، ولكن الأنوثة تَحمل معاني كبيرة، وأساسها أن تكون امرأة بمعنى الكلمة، امرأة ظاهرًا وباطنًا، بشَكلها، ونُطْقِها، ودقات قلبها، بروحها التي تتوارى داخل جسدها، امرأة تُتقن فنَّ الأنوثة.
إياك والحياء المزيَّف، والمقصود به الحياء في غير موضعه، بينك وبين زوجك؛ فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم رغَّب في تنمية العواطف بين الزوجين، وحثَّ على اختيار المرأة التي تمتلك صفة “تداعبك” و”تلاعبك” من النساء

ويدخل في ذلك كله طريقة اللبس والعطور، والحركات والكلمات، والإشارات والإيماءات، وكل وجوه الجاذبية والتفنُّن في إشباع الحواس
تغيَّرت أشياء كثيرة على مدى العقود الماضية، ولكن بقي شيء واحد على حاله، وهو أن تقدير الزوج لذاته وثقته بنفسه مرتبطان بمدى إتقانه لوظيفة الرجل الكامل، فإذا لم تعبري لزوجك عن إعجابك به، لن يثقَ بنفسه حتى لو كان دخلُه ألوفًا مؤلفةً، وسيظل في دوامة جلْد الذات، لكن احرصي أن يكون ثناؤك عليه حقيقيًّا وصادقًا، ويُشعِرُه برجولته أيضًا.

جدِّدي في أسلوب الحديث مع زوجك، انتقي عبارات عذبة وسريعة الوصول للقلب والعقل.
• حاولي أن تكون طريقة تجميل وجهك وتصفيف شعرك بأسلوب متجدِّد، مع إضافة لمسات وابتكارات، فهذا يجعلك تتمتعين بمظهر جذاب على الدوام.
• الزوجة الناجحة يجب أن تعلم – بحسها الأنثوي وخبرتها – ما يغري زوجها ويرغبه فيها؛ فتحرص على الالتزام به، وهذا له تأثير كبير على المزاج النفسي للزوج، وفي تحقيق الانجذاب بين الشريكين.
التفاني في الاهتمام بالآخر مفتاح سحري لقلبه وعقله، حين تشتري لزوجك معجون الأسنان الذي يفضِّله قبل أن ينفد القديم سيطير فرحًا، وحينتأتين له بكوب الماء الدافئ الذي يشربه على الريق قبل أن يطلبه، سيقول فيك شِعرًا.. هذه الأفعال البسيطة تكشف له مدى مراعاتك لمشاعره واهتمامك الخاص به.
• عندما تغادرين المنزل اتركي له ملحوظة بأسلوب جميل ومَرِح، واختميها بعبارة “أنا أحبك”؛ هذا الأمر من شأنه أن يزيد من محبة زوجك لك، ويحافظ على دفء العلاقة الزوجية بينكما.

الابتسامة الصادقة تأسر القلوب، وتسحر النفوس، ولها رونق وجمال وتعابير، وتُضفي على وجه صاحبها ما لا يضفيه العبوس، فالابتسامة تعتبر بمثابة الكنز الذي لا يكلفك درهمًا ولا دينارًا، فهي مفتاح كل خير، ومغلاق كل شر، ولها أثر عجيب في نفوس الآخرين؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:

((تبسُّمك في وجه أخيك صدقة))

وقال أيضًا: ((لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق))
ويقول الإمام ابن عيينة: البشاشة مصيدة المودة، والبر شيء هيِّن: وجه طليق، وكلام لين.
لا تلاحقيه بحبك حتى لايهرب
فمن الحب ما قتل

عن admin1

شاهد أيضاً

الإبادة الفكرية والثقافية

كتب | وائل أبو طالب إن ترسيخ وصناعة الكذب والمعلومات المغلوطة ولا سيما تلك التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *