كتب | سعيد السبكي – رئيس تحرير تايم نيوز
مرارة الحلق فى نفس رجب طيب أردوغان بسبب استمرار رفض الإتحاد الأوروبي انضمام تركيا لعضويته تخرج – تلك المرارة – على لسانه فيلعب دور البطل المغوار المُدافع عن الاسلام والمسلمين، وكلما غضب الرئيس التركي من أوروبا يُخرج من جعبته السياسية حينما تحين الفرصة ما يُريد أن يصفع به الاتحاد الأوروبي أو دولة بعينها من أعضاءه الـ 27، حيث تواجه تركيا وفرنسا بعضهما البعض في مُختلف الصراعات الدولية. ففي داخل الاتحاد الأوروبي يُعد الفرنسي ماكرون المُترجم الأهم والأشرس لتوجيه الانتقادات الحادة لتركيا، والذى يُنصب نفسه مُتحدثاً بإسم الاتحاد الأوروبي، ويذكر لها ويُذكر العالم بإنتهاكات حكومة أنقرة لحقوق الانسان فى تركيا، وخاصة ملف الأكراد.
استدعت فرنسا سفيرها في تركيا يوم أمس السبت مُتعللة بان السبب هو إجراء “مشاورات” كما تفعل معظم دول العالم حينما تتعكر صفو العلاقات الدبلوماسية، وقد جاءت الخطوة الفرنسية بعد أن قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحاجة إلى “علاج نفسي”.
ورد المُتحدث باسم ماكرون بان “تصريحات الرئيس أردوغان غير مقبولة”، رداً على ما وصفته الادارة السياسية الفرنسية بان أقوال أردوغان هي ” إهانة ” .
وكالة الأنباء الفرنسية من جانبها قالت: أن الحكومة التركية لم تُعرب عن كلمة تعزية بعد مقتل الفرنسي مدرس التاريخ صمويل باتي على يد شاب شيشاني مُتطرف.
في الأسابيع الأخيرة ، ركز الغضب التركي بشكل خاص على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية ضد المسلمين فى بلادها، وبحسب أنقرة ، مشيرة الى ان الاجراءات الفرنسية لن ستؤدي إلى مزيد من تأجيج العنصرية وكراهية الأجانب.
ورد في خطاب أردوغان أمس السبت في تجمع حاشد لأنصار حزبه “العدالة والتنمية” في مدينة قيصري قوله مُتسائلاً : ماذا يمُكن قوله عن رئيس دولة يُعامل الملايين من أقلية دينية – يقصد مسلمين فرنسا – فى بلاده بهذه الطريقة؟ ووجه كلامه للرئيس الفرنسي ماكرون قائلاً : ” قم بتقييم صحتك العقلية، وقد بث التلفزيون التركي هذا المقطع على الملأ.
لقد أثارت عملية ذبح المُدرس الفرنسي في باريس الأسبوع الماضي انتقادات أساسية في أنقرة، إزاء رد فعل الحكومة الفرنسية، والتعامل مع المساجد والمنظمات الإسلامية باجراءات قاسية، واتفقت الدول الاسلامية فى الرأى وبعض دول العالم فى ان التصرفات الفرنسية ستؤدي لكراهية الأجانب وتزيد من حدة التناقضات الاجتماعية.
أما عنوان العمود الذي نشره هلال كابلان يوم الجمعة في صحيفة ديلي صباح الموالية للحكومة الذى جاء على النحو التالي: “الحرية والمساواة والأخوة باستثناء المسلمين” ، فقد جسد أشد معاني العُنصرية .
في شهر نوفمبر العام الماضي وجه أردوغان إهانات لـ ماكرون، ورد سياسي تركي على بيان الرئيس الفرنسي بأن الناتو “ ميت دماغياً ”: “ بقوله : “يجب أن يجري ماكرون تحقيقًا فيما إذا كان هو نفسه ميتًا دماغياً ”.
أيضا توجد ملفات فى السياسة الدولية تتعارض فيها كل من حكومتي أنقرة وباريس تمامًا.
ففي العام الماضي ، كانت هذه بشكل رئيسي حول ليبيا وسوريا. في مارس ، كان هناك تهديد تركي (تم تنفيذه جزئيًا) بفتح “بوابة إلى أوروبا” لملايين اللاجئين في تركيا.
وفي صيف هذا العام ، نشأ صراع حول إمدادات الغاز والمناطق البحرية في البحر الأبيض المتوسط ، حيث انحازت فرنسا صراحةً وباستخدام السفن البحرية إلى جانب اليونان. ثم اندلع القتال حول منطقة ناغورنو كاراباخ. تركيا تدعم أذربيجان ، وفرنسا تقف إلى جانب أرمينيا.
رجب طيب أردوغان، يستخدم “سلاح الدفاع عن الاسلام والمسلمين لتثبيت استبداده في الداخل وتبرير أطماعه الاستعمارية بالخارج، حسبما، فهو يوظف المساجد في بلاده للحصول على تأييد كتل انتخابية، ولخدمة أغراضه السياسية وأطماعه في ليبيا وسوريا واليمن”.