لن تنتهي الطاعات

هدى عصمت | القاهرة

.كثيرا منا صام الايام البيض ( ال ست من شوال) إمتثالا لقول الرسول: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ السِتًّ مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ”.. هكذا أكد لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على فضل وأهمية صيام ستة أيام من شهر شوال ويمتد الصوم فيها حتي أخر ليلة في الشهر .

. انتهى شهر رمضان ولم تنتهي الطاعات ، فإن الأعمال الصالحة باقية طوال الدهر ..من كنت تطيعه فى رمضان( الله ) موجود ووجب عليك طاعته طوال العام ،الله سبحانه وتعالى فرض عليك رمضان وأمرك بالطاعات وهجر المعاصى فى رمضان وغيره ، إذ يجدر بالمسلم الحرص على الثبات؛ لِما قدّمه من أعمالٍ، وعباداتٍ، وقُرباتٍ في شهر رمضان المبارك؛ اقتداءً في ذلك بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ كان حريصاً على أداء الأعمال الصالحة دائماً، كما أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمَالِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قَالَ: أدْوَمُهَا وإنْ قَلَّ وقَالَ: اكْلَفُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ)،[١] بالإضافة إلى التوجّه إلى الله -تعالى- بالشّكر، والطاعة، والعبادة المستمرّة، والحفاظ على الوازع الإيمانيّ الذي كان في شهر رمضان، وعدم التوقّف عن الصيام بمجرّد انتهاء شهر رمضان؛ إذ شُرِع صيام النفل والتطوُّع…فاستمر

على أداء الصلوات الخمس جماعة فى المسجد إن امكن ذلك

على قراءة القرآن وختمه ، على صلاة الوتر والسنن الرواتب ،على أذكار الصباح والمساء وصلاة قيام الليل ،على الإكثار من الصدقات والإحسان …فإن من علامات القبول والتوفيق أن يتبع المرء الحسنة بالحسنة وتذكر دائما قول الله سبحانه

وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)الحجر

فالصوم لا ينتهي هو ممتدا لمن يتبع سنة محمد يومي الاثنين الخميس والليالي القمرية من كل شهر هجري وهن الثالث والرابع والخامس عشر ،، و كذلك القرآن لا يُهجر والمسجد لا يُترك ! أعبد ربك حتى يأتيك اليقين. “كُن ربانياً ولا تكن رمضانياً”.

ولتعلم جيدا أن الشيطان حريص على أن يبطل اعمالكم ويمحو كل ما فعلتموه من الخير طوال الشهر الكريم ،فيسول لبعض الناس أنه إذا إنتهى رمضان صار الإنسان حرا طليقا كأنه خارج من سجن فينطلق فى اللو الغفلة وإضاعة الصلاة وغيرها من المنكرات ،فلا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا …

قال – تعالى -: ﴿ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ﴾ [النحل: 92]، قال السُّديُّ – رحمه الله -: هذه امرأةٌ خرقاءُ كانت بمكة، كلَّما غزلتْ شيئًا نقضتْه بعد إبرامه، وقال مجاهدٌ وقتادةُ – عليهما رحمة الله -: هذا مَثَلٌ لِمَن نقض عهدَه بعد توكيده، وهذا القول أرجحُ وأظهر، سواءٌ كان بمكَّة امرأة تنقض غزلَها أم لا، وهذا مَثَل العمل الذي لا يكون له ثمرةٌ ولا نتيجة، إلاَّ التعب والنصب.

فإيَّاكم عبادَ الله، أن تكونوا مِن القَوم الذين لا يعرفون الله إلاَّ في رمضان، ولا يرتادون المساجدَ إلاَّ في بعض الأحيان

ولئن انتهى صيامُ رمضان، فإنَّ الصيام – بحمد الله – لا ينتهي، فبين أيدِينا صيامُ البيضِ، والاثنينِ والخميس؛ قال – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الأعمال تُعرَض فيها على الله، وأُحبُّ أن يُعرض عملي وأنا صائم))؛ رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وصحَّحه الألباني في “الإرواء”، وأوصى – صلَّى الله عليه وسلَّم – أبا هريرة – رضي الله عنه – بصيام ثلاثةِ أيَّام مِن كلِّ شهر، وقال: ((صَومُ ثلاثةِ أيَّام من كلِّ شهر صومُ الدهر كلِّه))؛ متفق عليه.

وإنَّ مِنْ متابعةِ الإحسانِ بعدَ رمضان صيامَ السِّتِّ من شوال، ندبَنا إليها رسولُنا – صلَّى الله عليه وسلَّم – كما في صحيحِ مسلمٍ عَنْ أبي أيوب الأنصاري – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَنْ صامَ رمضانَ، وأتبعهُ ستًّا مِنْ شوالَ، كانَ كصيامِ الدَّهرِ كُلِّهِ))، ووجهُ ذلك أَنَّ الله يَجزي على الحسنةِ بعشرِ أمثالِهَا، فصيامُ رمضانَ مضاعفًا بعشرةِ شهورٍ، وصيامُ الستِّ بستينَ يومًا، فحصلَ منْ ذلِكُم أجرُ صيام سنةٍ كاملةٍ.

من كان حصنه رمضان : فهو فى العراء الان!

ومن كان حصنه الله فهو فى الامان في كل آن !

اللهم فرّحْنا بك في كل شهر حتى لا نحزن لفراق شهر !

فإن من فرح بك لم يحزن ، ومن فرح بغيرك لم يطمئن ، فإن من وجدك ما فقد غيرك .

عن admin1

شاهد أيضاً

طريقة حفظ المفقودات في المسجد الحرام

تايم نيوز أوروبا بالعربي مكة المكرمة|ليندا سليم تيسيرًا على قاصدي المسجد الحرام وسعيًا لراحتهم، أطلقت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *