كتب مدير مكتب القاهرة | عباس الصهبي
الأدهى من كل ما سبق أن مكاتب الصُحف العربية ومكاتب قنوات التليفزيون الإعلامية في القاهرة أصبحت لا تنتظر نشر الصُحف المصرية لمُعظم هذه الحوادث، بل أصبحت “تسبقها” في نشرها، وبـ”انفراد” واضح حتى في مساحات النشر، ودون الرجوع لأي مصادر أمنية مصرية أو محايدة؛ ما يؤكد النيَّة المبيَّتة في الإساءة المتعمدة لسمعة مصر!!
إنَّ “دلق” الزيت على النار المشتعلة، وفي هذه الآونة الصعبة على كل المصريين والعرب، وانتهاز ما يظنه الأعداء وضعاً حرجاً من أجل ممارسة الضغط الخببث على الدولة المصرية لا يمكن أبداً أن يخدم القضايا المصرية أو العربية العادلة!
كاميرات.. في كل مكان!
أصبح المراقبون يدركون أنه حتى لو كان ماتفعله المكاتب العربية في القاهرة بحسن أو سوء نية، وسواءً كانت مكاتب للصحافة أو للإعلام المرئي التليفزيوني؛ فإنه في كل الحالات قد أصبح «مضحكاً»، أو على الاقل؛ داعياً للسخرية؛ إذ ثبت وبالدليل القاطع، ومن خلال المؤشرات الأمنية العالمية المحايدة أو المصرية الدقيقة؛ أن نسب الجريمة في مصر، ورغم أنها أكبر الدول العربية حجماً من ناحيةعدد السكان؛ تعتبر أقل وبكثير من دول عربية أخرى أقل منها بكثير في عدد السكان!!
أما سرّ ذلك فيعود في رأي المراقبين الأمنيين الدوليين المحايدين؛ إلى فطنة المسؤولين الأمنيين في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة إلى معالجة أسباب الجريمة من أساسها، مثل: إلزام كل المحلات في الشوارع بتثبيت كاميرات تكشف حركة اللصوص والجناة، وسرعة القبض على الجناة والمشبوهين أولاً بأول!
ألا يخافون من: «العدوى»؟!!
الغريب في أمر بعض المكاتب العربية، والتي بدا وكأنها صارت “متخصصة فقط” في تغطية الحوادث المصرية، ترويجاً لبضاعتها في هذا المجال الجرائمي؛ أنها- أي المكاتب- لا تدرك أن الجرائم يمكن أن تصيب عدواها مجتمعاتها بمزيد من الفكر الإجرامي؛ باعتبار أن “الجريمة” «ظاهرة اجتماعية»، وككل “الظواهر الاجتماعية” تكون “قابلة للعدوى” بسهولة، ومن مجتمع لآخر؛ متغافلين أو غافلين؛ حتى عن “الحس الأمني” المفروض مراعاته في بلدانهم الشقيقة!!
(وللتقرير بقية)