الكاتب الصحفي محمود الشربيني
الكاتب الصحفي محمود الشربيني

سؤال التقدم | ما بعد الفرار إلى الوطن!

بقلم – محمود الشربيني:

– الذين فروا إلى الوطن فى ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، كانوا مؤمنين بأنهم في الوقت ذاته يفرون إلى الله. ما أجملها من آية: “ففروا إلى الله” صدق الله العظيم.

لحظة إزاحة الإخوان عن السلطة فاقت فى عنفوانها لحظة إزاحة مبارك ..في ظهيرة يوم إسقاط محمد مرسي وإخوانه لم يتخلف أحد..الناس جميعا مأمورون بحماية الأوطان.

جوهر الدين والشرائع السماوية والتراث الإنساني المقاوم يحض على ذلك، عقيدة الجندي المصري منذ القدم هي: الله-الوطن-بالأمر انتصر الفارون إلى الوطن يوم ٣-٧، وتغيرت الأحوال.

خضنا فى المعارك اليومية الكبرى، شقت القناة الجديدة، انطلقت قاطرة التعمير والبناء، شُيدت المحاور والجسور، اتسعت الطرق، انطلقت كتائب محاربة الإرهاب، لكن فقط على محوري الجيش والشرطة، بقيت محاور أخري مهمة.

منذ عصر السادات، حينما بدأ الإرهاب يدمي قلب مصر، فيغتال شيوخ الإسلام (الذهبي نموذجًا) وتتفجر كنائس، ويلعب الإرهاب لعبته الطائفية في المناطق الساخنة، أكد المتخصصون أن المواجهة ليست بالأمن فقط.

في عصر مبارك بدأت لعنة الإرهاب تطارد الكتاب والمفكرين (نجيب محفوظ وفرج فودة) وارتكبت المجازر في مناطق سياحية فصرعت العشرات من السائحين.

لم يبق في الوطن مكان لجرح، أيادي جماعة الإخوان تماثل أيدي لاعبي السيرك في الخفة والخداع، و تضارع في سرعتها لاعبي “التلات ورقات”، ورغم ذلك كانت تغمسها بالدم في الماء البارد.

فلا هي تدين اغتيال الأبرياء ولا هي تؤيد قتلهم، رغم خروج الجماعات الإرهابية من معطفها، الجهاز السري الذي أنشأه عبدالرحمن السندي مع تأسيس الجماعة، لم يتوقف ولم يُحَل رغم أكاذيب حسن البنا.

صحيح أنه بعد اغتيال النقراشي باشا قال: “ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين”، ولم تكن سوى محاولة خبيثة لغسل أيديهم من دماء رئيس وزراء مصر الأسبق.

حل الجهاز السري نظريًا، فلم يتوقف منذ محاولات اغتيال الخازندار و عبد الناصر، ومع هذا لم يعترفوا يومًا بجرائمهم. سياسة التبرؤ من القتل والإرهاب استمرت برغم اندلاع أحداث عنف جماعات أخري كالتكفير و الهجرة والتبليغ والدعوة وممارساتهم المتطرفة محفورة فى الذاكرة (ضرب الطلاب بالجنازير فى أسيوط، تخويف غير المحجبات، حرق محال ذهب المسيحيين، الخ).

لم تكن هذه الجرائم تلقي إدانة منهم كما لم يعلنوا تأييدهم لها، فقط بعد سقوط حكمهم لم يتورعوا عن الاعلان عن جرائمهم.

صيحات الاعتراف والتهليل والتكبير لم تبدأ إلا بعد سقوط الإخوان، بعد عام فاقت تجاوزاتهم فيه الخيال، استخدموا ذلك “كارت إرهاب” لتأكيد إصرارهم على استعادة عرشهم الساقط.

ولأول مرة تهدد منصاتهم فى رابعة بإشعال الحرائق، فيما أذرعهم الاعلامية تدعو الوشاة لتزويدهم بعناوين إقامة الضباط “والباقى عليهم”!

– هي إذن حرب وجود، والكل يثق أن المواجهه الأمنية وحدها لا تكفي، وباليقين هناك أدوار مؤثرة لوزارات التربية و التعليم والثقافة والإعلام والشباب والرياضة والأوقاف.

هنا مربط الفرس، صدق او لاتصدق أنه حتى اليوم ورغم مرور نصف قرن تقريبًا على موجات العنف التي تمارس ضد هذا الوطن، ورغم كل الكتابات والافكار والندوات التي تحض على المواجهة الشاملة، لا تجد في مصر سوى الحلول الأمنية لمقاومة الإرهاب؟

ألا تثور التساؤلات: أين الآخرون وماذا يفعلون ومتى يدخلون المعركة ؟

للحديث بقية!

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

سعيد السبكي أضاف لموهبته في الصحافة والأدب مجال «الإرشاد النفسي»؟!

سعيد السبكي.. لماذا أضاف لموهبته في الصحافة والأدب إضافة جديدة بمجال «الإرشاد النفسي»؟! “سعادته الخاصة” …

2 تعليقات

  1. مقال رائع وصادق ويلخص التاريخ الاسود للاعمال الارهابيه والذي كنت شاهد عيان عليها في جامعه اسيوط في منتصف السبعينات وظهور الجماعات التكفيرية المتطرفه واستيلاءهم علي الاتحادات الطلابيه وكنت وقتها أمين عام اللجنه الفنيه علي مستوي كليه الهندسه جامعه اسيوط وعضو لجنه الجامعه والجمهوريه وكان رئيس اتحاد الجامعه المهندس /جمال عثمان اسماعيل ونائب ألرئيس المهندس محمود خاطر . وفي عام ١٩٧٧ اكتسح الفكر المتطرف الجامعه واستولو علي رئاسه اتحاد طلاب الجامعه المهندس / عادل الخياط والذي كان صديق لي قادما من المعهد العالي بالمنصورة ليصبح رئيسا للاتحاد بتعاون الجماعه الاسلاميه وكان علي رأسها في ذلك الوقت الدكتور ناجح ابراهيم وغيرهم من طلاب الجامعه .ومنذ ذلك الحين تغيرت الجامعه بل الجامعات تغيرا كليا وظهرت كل الاعمال التكفيريه والارهابيه لجماعات مختلفة ومتطرفة منها التكفير والهجره شكري مصطفي والجهاد الخ الخ ومن ذلك والي الان تعاني مصر من هذه الجماعات .تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *