الكاتب الصحفي محمود الشربيني
الكاتب الصحفي محمود الشربيني

ضوء في آخر النفق..رمضان الـ 1442 | بقلم محمود الشربيني

بقلم | محمود الشربيني:

– بحسب التقويم الهجري صام المسلمون في السنة الثانية من الهجرة، وبالتالي فقد صاموا ١٤٤٢شهر رمضان (نحن في العام ١٤٤٣ الهجري) منذ أن أمر الله الناس بالصيام.

وقد أدرك النبي محمد (ص) تسعة أشهر من شهر رمضان، ورغم هذا الذي استقر عليه الفقهاء فإنني تلقيت على بريدي الخاص مقاًلا من الدكتور مصطفى راشد كان له فيه تفسير غريب حول فريضة الصوم والتى استقر الناس عليها كأحد أركان الاسلام الخمسة!

رؤية مصطفى راشد – وهو أستاذ شريعة وخريج جامعة الأزهر ويعرف بتصديه للفتوي في أستراليا حيث يقيم – تقوم على قوله “أن الفقهاء قالوا بفرض الصيام وجعلوه ركنا من أركان الإسلام بحديث غير صحيح، وبسبب تفسيرهم الخاطيء للآيات بسورة البقرة التى تقول “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون” (الآية ١٨٣)وقال إن الفقهاء والشراح توقفوا عند قوله تعالى (كتب عليكم) وقالوا بتفسير قاصر – على حد كلام الدكتور راشد – إن “كُتِبَ”أمر فيكون صيام رمضان فرضًا، ولكنهم أغفلوا باقى الآية (كما كتب على الذين من قبلكم) وان الفقهاء والشراح قالوا إن المقصود هو اليهودية والمسيحية، وهذا – فى رأي راشد – تفسير خاطئ، لأن أتباعهما لم ولا يصومون رمضان، لأنه ليس مفروضًا عليهم حتى يكون مفروضًا في الإسلام.

ويري راشد أن المقصود بـ”كُتِبَ عليكم “هم “الصابئة “لأنهم أول من صام رمضان، وأطلق التسمية حاكم مكة الوثني كلاب بن مرة، قبل نزول الاسلام بحوالي ٣٠٠ سنة، وجاءت من الرمضاء أي شدة الحرارة، وقد أمر الناس بأن يناموا نهارًا ويعملوا ليلًا، وبالتالى يأكلون ليلًا، وبعد مرور ٥٠ سنة على هذا الأمر أعتبره الصابئة طقسًا دينيًا.

وأضاف راشد يقول إن صابئة حران- بحسب المصادر التاريخية! – كانوا يصومون رمضان عندما يظهر الهلال ويختمونه كذلك أيضًا، وفي هذا مطابقة كاملة مع الصوم الإسلامي.

وخلافا لما استقر عليه العلماء من أن المسلمين صاموا رمضان منذ العام الثاني للهجرة وأن النبي محمد أدرك ٩ رمضانات كاملة قبل وفاته، إلا أن الشيخ مصطفي راشد يقول إن الإسلام لم يأمر بصيام رمضان حتي العام ١٥ من البعثة، وأرجع المسألة إلى أنه عندما سأل أحد الصابئة بالمدينة من الذين دخلوا الإسلام الرسول (ص) إن كان يصوم كما كان يفعل بمكة، فنزلت بعدها الآيات لتقول (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) وهم الصابئة، وأراد القرآن الكريم الكريم أن يستمر المسلمون في هذا الطقس الديني الذي فيه تهذيب للنفس والاحساس بالفقير الجائع دون أن يفرضه بدليل أن الله خيرنا بقوله من تطوع خيرًا فهو خير له وإن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون (١٨٤) لأن الفرض لا تخيير فيه، كما إن الله قال لمن لا يستطيع ولايريد “فدية طعام مسكين”.

هذا ملخص فتوي الشيخ مصطفي راشد! كلام يحتاج إلى بحث ومراجعة، بعد أن صام المسلمون رمضان ١٤٤٢ مرة، واستقر في وعي الناس أن هذا خير الشهور وأعظمها، وأن الله سبحانه يقول كل عمل بن آدم له الا الصوم فهو لى وأنا أجزي به، وهو ما لم يتطرق الشيخ راشد إليه مطلقًا!

يتبع..

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

الإبادة الفكرية والثقافية

كتب | وائل أبو طالب إن ترسيخ وصناعة الكذب والمعلومات المغلوطة ولا سيما تلك التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *