كتبت | د . هبه توفيق أبو عيادة
إنطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة شبابية بعنوان (ارجع صلي) للتشجيع على الالتزام بالصلاة وتحفيز الآخرين على الصلاة في وقتها، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين وركنه الركين.
وقد فرضها الله عز وجل على المسلمين، ومنها ما شرع وجوباً، وهو الصلوات الخمس، فهي أول حق الله على عباده، ومنها ما يؤديه المسلم تطوعاً وتحبباً إلى الله الذي خلقه وأنعم عليه بآلائه التي لا تحصى.، وهي فرضٌ على كلّ مُسلمٍ بالغٍ عاقلٍ، وأداء الصلاة هيصلةٌ بين العبد وربه، وخيرُ ما يتقرّب به العبد إلى الله تعالى.
والصلاة مفتاح للرزق والتيسير والحفظ والرعايةالإلهية. وقال الله جل وعلا في كتابه المبين: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43] في آيات كثيرات يأمر فيها سبحانه بإقامة الصلوات، وما ذاك إلا لعظم شأنها وكونها عمود الإسلام كما جاء في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروه سنامه الجهاد في سبيل الله، وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: أول ما يحاسب عليه العبد من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر.
فالصلاة أمرها عظيم وشأنها كبير، وهي أعظم فريضة، وأهم فريضة بعد الشهادتين، وقد أكثر الله من ذكرها في كتابه المبين تعظيما لشأنها وحثا للأمة على القيام بها والعناية بها والمحافظة عليها، ومن
ومقالي هذا دعمًا للحملة وتحفيزا للبقية لتشجيع ودعوة الآخرينللحافظ على الصلاة وأدائها على وقتها كركيزة راسخةً في حياتنا، فالصلاة على وقتها أحب الأعمال إلى الله تعالى. وأقدم بعض النصائح والإرشادات التي تُعينُنا على الحفاظ على الصلاة، ونُضيء بها دروبنا لننيرها بنور الإيمان والخشوع.
أولاً تعلّم أحكام الصلاة:
فالصلاة ليست مجرد حركات وتمتمات، إنما استشعار للوقوف بين يدي الله عز وجل، وعلينا التجهز والاستعداد في كل صلاة للوقوف بين يدي الله عز وجل على الوجه الذي يرضيه منا،فيجب على كل مسلم أن يتعلّم أحكام الصلاة وفقهها وشروطها وأركانها وواجباتها وسنّنها، وذلك ليتأكد من صحة صلاته، وليُدرك عظمة هذه العبادة ومكانتها بطمأنينة وخشوع على أكمل وجه.
ثانيًااتقان الوضوء:
فالوضوء مفتاحٌ للصلاة، وهو يُطهرُ الجسد ويُطهّرُ الروح، ويُهيّئ المسلم للقاء الله تعالى، فعلينا تعام الوضوء والطهارة والنية واعطاء الوضوء حقه وإسباغ الماء على المكاره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين لم يحدث نفسه فيهما بشيء من الدنيا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وفي لفظ آخر : ولم يسه فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه وقال صلى الله عليه وسلم أيضا : ألا أنبئكم بما يكفر الله به الخطايا ويرفع به الدرجات إسباغ الوضوء على المكاره ونقل الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط ثلاث مرات. الاستعداد للصلاة قبل أوقاتها:
يجب على المسلم أن يُهيّئ نفسه للصلاة قبل دخول وقتها، بأن يتوضّأ ويستقبل القبلة ويُنظّم ثيابه، وذلك ليتمكن من الصلاة بِخُشوعٍ وتركيزٍ. وتم إنشاء العديد من التطبيقات للتذكير بأوقات الصلاة للاستعداد والتهيئة والالتزام بوقتها.
رابعًا مكانٍ للصلاة:
يُفضّل تخصيص مكانٍ للصلاة في المنزل، ليكون مُهيّئًا للصلاة ومُحفّزًا عليها. طهارة المكان والهدوء للخشوع وعدم التشتيت.
الانصات إلي الأذان وترديده :
عند سماع الأذان، يجب على المسلم أن يُسرع إلى الصلاة، وأن يترك كلّ ما يشغله عنها. لقولالنبي ﷺ: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول.
سادسًا الصلاة في المسجد:
يجب على المسلم أن يُحرص على الصلاة في المسجد، فالصلاة فيه فضلٌ عظيمٌ، وجمعٌ للمسلمين، وتقويةٌ لِروابطِ الأخوّةِ الإيمانية. آن الصلاة في الجماعة لها فضلٌ عظيمٌ، فهي تُضاعف الأجر، وتُقوّي الروابط الاجتماعية بين المسلمين.
سابعًا الدعاء بعد الصلاة:
يُستحبّ للمسلم أن يدعو بعد الصلاة، ويُناجي ربه تعالى بأدعيةٍ خالصةٍ من القلب.ويجب على المسلم أن يُحاسب نفسه على أداء صلواته، وأن يسعى جاهداً لتحسينها وتلافي أيّ تقصيرٍ فيها.
ختامًا إنّ الحفاظ على الصلاة بشكلها الصحيحوعلى وقتها يُساعد المسلم على أن يُصبح أكثر إيمانًا وتقوى، ويُحسّنُ من أخلاقه، ويُنيرُ دروب حياته، ويُقوده إلى الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة.كُن أنت نواة الخير والداعي والمذكر والمشجع لنفسه ومن حوله بالتذكير بالصلاة والتشجيع عليها. وتذكر دومًا أن تلجأ إلى الله تعالى بالدعاءِ والتضرّعِ، ليُثبّتك على دينه ويُعينك على أداء صلواته وأذكركم بهذا الدعاء (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ) فالقلوب بين يدي الرحمن، فالله نسأل الثبات والقبول.