لم تغادر سحب الدخان سماء الخرطوم، وإزاء استمرار وضع مشتعل على الأرض في العاصمة ومدن سودانية أخرى بين الجيش وقوات الدعم السريع بدأ إجلاء جاليات ودبلوماسيين من الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي وأمريكا ودول آسيوية متعددة!
“متابعات” مكتب القاهرة | عباس الصهبي
نبدأ من العاصمة المصرية حيث دعت الخارجية في بيان لها الأحد المواطنين المتواجدين خارج مدينة الخرطوم للتوجه لأقرب نقطة لهم تمهيداً لإجلائهم بواسطة السلطات المصرية المختصة، بما يسمح في إطار خطة إجلاء لكل المصريين!
معركة.. لن تنتهي قريباً!
وكشف بيان منفصل للمتحدث باسم خارجية مصر، سعادة السفير أحمد أبو زيد؛ أن أحد أعضاء السفارة المصرية أصيب بطلق نارى بالفعل؛ ما يؤكد من جانب آخر الحاجة إلى عملية تخطيط منظمة لضمان إخلاء آمن.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن أن قوات أمريكية قامت بعملية إجلاء دبلوماسيين أمريكيين وعائلاتهم من السودان؛ ويرى مراقبون أن قرار واشنطن إجلاء دبلوماسييها جاء بعد دراسة سيناريوهات محتملة للحرب في السودان بشكل معمق والتوصل إلى نتيجة أنها حرب لا يتوقع أن تتوقف قريباً، سواء عبر المفاوضات أو عبر حسم أحد الأطرف المعركة لصالحه سريعاً؛ فيما أكد سامح شكري-وزير خارجية مصر- لقناة CNN الإخبارية الأمريكية أن النزاع في السودان داخلي وتحافظ القاهرة على الالتزام بالحياد التام.
وقد أكد بايدن في بيانه أن سفارة بلاده في الخرطوم أصبحت مغلقة بشكل مؤقت؛ بينما تسعى دول عديدة، بينها بريطانيا ودول في الاتحاد الأوروبي، لإجلاء دبلوماسييها ورعاياها من السودان.
محاولات مستمرة.. للإجلاء!
واستقبل ميناء جدة أول دفعة من الرعايا الأجانب القادمين من السودان؛ حيث وصل أكثر من 150 شخصاً على متن سفينة تابعة للبحرية السعودية، كما أعلنت الخارجية السعودية عن وصول 91 من رعاياها ورعايا من الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة ومصر وتونس وباكستان والهند وبلغاريا وبنغلاديش والفلبين وكندا وبوركينا فاسو؛ وفي نفس الصدد أكدت المملكة الأردنية إنها تستعد لإجلاء 300 شخص؛ كما ينظر الإتحاد الأوروبي في إمكانية إجلاء دبلوماسييه من السودان.
وأكدت الخارجية الفرنسية قيامها بعملية اجلاء لمواطنيها ومواطني عدد من الدول الأوروبية من العاصمة السودانية الخرطوم، كما عقد وزيرا الدفاع والخارجية الألمانيين “اجتماع أزمة” يوم السبت لبحث إجلاء محتمل لرعايا ألمان.
حفظ الله شعب السودان من ويلات الحرب*