تايم نيوز أوروبا بالعربي | نسيمة طايلب – جامعة الشلف
احتضن قصر المعارض Safex بالجزائر في جناحه المركزي الصالون الدولي للسياحة والاسفار SITEVفي طبعته الواحدة والعشرين، والذي تم تنظيمه من قبل وزارة السياحة والصناعة التقليدية الجزائرية بالتعاون مع مركز التجارة العالمي بالجزائر على مدار أربعة أيام متتالية (من 29 سبتمبر إلى 02 أكتوبر2022).
شهدت هذه التظاهرة الدولية الهامة مشاركة أكثر من 300 عارض وطني و240 فضاء، وحوالي واحد وثلاثين دولة على غرار تونس، مالي، نيجر، تنزانيا، الصين، تركيا… فيما حلت المملكة العربية السعودية ضيف شرف على طبعة هذه السنة بـحضور سعادة وزير السياحة السعودي السيد أحمد بن عقيل الخطيب إلى جانب وزراء السياحة لعدد من الدول العربية كتونس وأعضاء من السلك الدبلوماسي لـمختلف الدول المشاركة كسفير دولة الأردن، تركيا وتنزانيا…
ضمت المشاركة أيضا وفودا من أهل الاختصاص في المجال السياحي كممثلي المؤسسات السياحية والفندقية العمومية والخاصة، المقاولين والمستثمرين، مسيري وكالات السياحة والسفر، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات متخصصة، كالمؤسسات المالية، الدوواوين المحلية للسياحة، المنظمات السياحية، مدارس التكوين الفندقي… بالإضافة إلى الوفود الإعلامية المحلية والأجنبية.
وقد حظيت المملكة العربية السعودية، كما سبق الذكر، بمكانة ضيف الشرف في فعاليات هذه الطبعة، ممثلة في وفد رفيع المستوى في مقدمتهم سعادة وزير السياحة السعودي، الذي حضر مراسيم الافتتاح والاختتام الذي أعقبه زيارة فندق الجزائر العتيق أحد أهم الصروح الثقافية التي تمتاز بهندستها المتميزة وهياكلها الفريدة. وقد أكد سعادة الوزير “حرص المملكة على تعزيز افاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات لاسيما قطاع السياحة الذي يعتبر من أكثر القطاعات الحيوية، و له دور مهم في زيادة النمو الاقتصادي للبلدان” لافتا أن الجزائر تزخر بإمكانيات هائلة في هذا المجال، ومشيدا بالإنجازات التي حققتها السياحة الجزائرية ومستعدا لإبرام صفقات التعاون المشترك بالنظر إلى افاق الانفتاح السياحي في ظل القانون الجديد للاستثمار.
فيما حظيت البعثات الرسمية لبعض الوفود المشاركة كتونس وموريتانيا، على هامش الصالون، بجولة سياحية إلى قصور مدينة القصبة العتيقة بغرض اكتشاف الوجه الثقافي والتاريخي للسياحة بالجزائر، تخللها ابرام العديد من اتفاقيات الشراكة على غرار ما أمضى عليه الديوان الوطني الجزائري مع ممثلي وكالات سياحية وأسفار إيطالية بهدف زيارة المعالم الأثرية الرومانية بالجزائر.
حرص وزير السياحة الجزائري، السيد ياسين حمادي على متابعة مجريات الصالون وتفاصيله، بما فيها مرافقة الوفود الأجنبية المشاركة، وتشجيع الوفود الوطنية المشاركة والعارضة لمنتجاتها السياحية، من خلال تكريم أحسن جناح سياحي والذي عادت جائزته لـ “الطاسيلي ناجر والأهقار”، فيما حظيت مؤسسة “أوسايل إيريس” بجائزة أحسن مساهمة شبابية، أما جائزة أفضل عرض سياحي فعاد لـ “قولدن توليب”، هذا وقد تضمن الصالون برامج ثرية موزعة ضمن فضاءاته المتعددة، كجناح المؤسسات الناشئة، جناح الديوان الوطني للثقافة، وفضاء الأطفال بالإضافة الى تنظيم العديد من المحاضرات والندوات العلمية ذات الصلة بالمجال السياحي .
كما عرف الصالون إقبالا جماهيريا كبيرا، بالنظر لكونه فرصة سانحة للتعرف على الوجهات والامكانيات السياحية للجزائر القارة، والتي تتربع على مساحة 2.381.740 كلم2 وهي بذلك الأكبر مساحة في إفريقيا وأكبر دولة في البحر الأبيض المتوسط، هذه المساحة التي تجمع تنوعا تضاريسيا وثراء ثقافيا مصحوبا بتعدد الأنشطة الحرفية والمنتجات السياحية المتاحة؛ وهذا ما حاول القائمون على الصالون تجسيده، إذ أكدت الأمينة الوطنية للإعلام والاتصال بالمنظمة الجزائرية للسياحة السيدة حميدي حياة (أستاذة بجامعة الجزائر3)، أن التنوع الثقافي كمرتكز سياحي كان حاضرا بقوة في الصالون من خلال مشاركة العارضين لمختلف المنتجات الحرفية التقليدية، التي أخذت البعض منها لمسة عصرية مواكبة لتطلعات السياح وزوار المعرض تحديدا، بما فيها الحلي الفضية وأكسيسوارت من المرجان والأحجار الكريمة، الملابس التقليدية، الزرابي التراثية، الفخار والأواني النحاسية… بالإضافة الى استعراض تنوع الأنشطة السياحية الممكنة في ربوع الوطن بما في ذلك السياحة الصحراوية، السياحة الساحلية والاستجمامية، السياحة العلاجية، الدينية، الجبلية، المغامراتية والاستكشافية …
فالصالون حسب وزير السياحة الجزائري “فرصة هامة لفتح صفحة جديدة في تاريخ السياحة الجزائرية، وجعلها تساهم في التنمية الاقتصادية بامتياز، وفق النهج الذي خطه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، للرقي بهذا القطاع وايلائه الدور المنوط به في ظل الجزائر الجديدة”.