كتب | سعيد السُبكي
كشف تقرير حديث لجهاز الاستخبارات الهولندية AIVD أن خطر اليمين المُتطرف تزايد عن العام الماضي، مٌشيراً إلى أن الاحتجاجات المُناهضة للحكومة أصبحت مشكلة أمنية أكبر العام الماضي، موضحاً احتمالية قيام المُتطرفين اليمينيين بارتكاب هجوماً إرهابياً.
جاء ذلك في التقرير السنوي لجهاز المخابرات والأمن العام لعام 2021. وقد قال المدير العام للجهاز إريك أكربوم: “العديد من التهديدات في هولندا في عام 2021 كانت مرتبطة بزيادة الانقسام والتصلب في المُجتمع”.
تقول استخبارات هولندا أن جميع أنواع الحركات اليمينية المتطرفة تشترك في رؤية عالمية “يكون فيها السكان البيض (بما في ذلك) هولندا محرومين من الناحية الهيكلية ، وحتى أنهم مهددون في بقائهم على قيد الحياة من خلال” إعادة التوطين “أو الإبادة الجماعية”. وزاد من تأجيج هذه الأفكار إجراءات جائحة كورونا ونظريات المؤامرة. وهي إلى ذلك غالبًا ما تكون مصحوبة بمعاداة السامية.
يُكرس جهاز المخابرات أيضًا اهتمامًا كبيرًا بحركة إرهابية يمينية متطرفة تسمى “التسارع”. يعتقد المؤيدون أنه ستكون هناك حرب عرقية ويريدون التعجيل بها من خلال شن هجمات. وفقًا لـ استخبارات هولندا، تضم هذه الجماعات “عدة مئات من الأتباع” ويتزايد حجمها. “من المتوقع أن أقلية صغيرة فقط سوف ترغب في استخدام العنف الإرهابي بنفسها، لكن من الصعب التكهن بمن سيتخذ هذه الخطوة”.
وفقًا لـ إستخبارات هولندا، اكتسب النشطاء اليساريون المتطرفون (وخاصة الفوضيون) موطئ قدم، لكن التطرف لا يمثل مشكلة بينهم. وتذكر عددًا من الإجراءات في مجال حقوق السكن والحيوان، من بين أمور أخرى. ونزلت عناصر من اليسار أيضا إلى الشوارع احتجاجا على اجراءات جائحة كورونا. ومع ذلك، كان العنف بين هذه المجموعة أمرًا نادرًا.
“هذا لا يعني أن الإجراءات لم تكن في بعض الأحيان خطيرة أو مزعجة أو عنيفة للمنظمات أو الشركات التي تم توجيه أفعال ضدها. هذا يعني فقط أن أفعالهم لم تهدد النظام القانوني الديمقراطي”، كما جاء في التقرير السنوي.
ويُضيف التقرير إن الجهادية لا تزال تشكل أيضًا تهديدًا لهولندا. ومع ذلك، فإن هذه المجموعة لم تكن لتكبر أو تصبح أكثر عنفًا. كما أشار التقرير الى أن هولندا مازالت تحت التهديد السيبراني المستمر، الذي يُعزى جزئيًا إلى البلدان الأخرى، وعواقب الحرب في أوكرانيا على حالة الاستقرار في هولندا.