القائمة

فانوس رمضان أصل الحكاية

غرفة الأخبار سنتين مضت 1 3.7 ألف

بقلم: د. قمرات السيد محمود
يحتل شهر رمضان مكانة خاصة وفريدة في قلوب ووجدان المسلمين عامة والمصريين خاصة، فالجميع يستقبلونه بحفاوة شديدة، تختلف مظاهرها من دولة لأخرى، تبعاً لاختلاف العادات والتقاليد السائدة داخل الدولة، حيث تنفرد كل دولة بعادات وطقوس احتفالية واجتماعية خاصة تعبر بها عن شخصيتها وتراثها الثقافي والفكري، فما إن يهل الشهر الكريم وتثبت رؤية الهلال، حتى يضج الشارع المصري بالزحام، وتنشط حركة التجارة بشكل ملحوظ لتوفير الاحتياجات الرمضانية المختلفة من الأسواق والمعارض ومنافذ البيع الأخري التي تحرص الدولة دائماً على إقامتها لتوفير السلع الغذائية الأساسية بأسعار مخفضة تخفيفا عن كاهل المواطنين، ويتبادل المصريون عبارات التهنئة والدعوات التي تنم عن بهجتهم، ويجوب الأطفال الشوارع حاملين الفوانيس، مرددين الأغاني التي ارتبطت في التراث المصري بشهر رمضان، من أمثلة “وحوي يا وحوي الياحة”، و”حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو.. حل الكيس وادينا بقشيش لتروح متجيش يا حالو”.

ويعد الفانوس من أهم وأشهر الطقوس الشعبية الرمضانية، وهو جزء من الزينة ومظاهر الاحتفال بقدوم شهر رمضان، ففي صدر الإسلام كان يستخدم الفانوس كوسيلة إنارة يهتدي بها المسلمون عند ذهابهم إلى المساجد في الليل، وقد نسجت العديد من القصص والروايات حول أصل الفانوس وتاريخه، حيث اختلفت الآراء حول بداية ظهوره في مصر، فهناك من يرى أنه تقليد قبطي مرتبط بالاحتفال بعيد الميلاد، وهناك من يرى أن بدايته جاءت منذ الخامس من رمضان 358هـ فور دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي لمدينة القاهرة ليلاً قادماً من الغرب، حيث أستقبله الأهالي بالترحاب الشديد حاملين المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة بأبهى زينة وذلك لإضاءة الطريق له، وهكذا بقيت الفوانيس تُضيء الشوارع حتى آخر شهر رمضان لتُصبح عادة يلتزم بها كل عام، ويتحول الفانوس رمزاً للفرحة وتقليداً محبباً في شهر رمضان المبارك.

وهناك من يرى أن الحاكم بأمر الله الفاطمي أصدر مرسوماً جاء فيه التنبيه بعدم خروج النساء من بيوتهن إلا في ليالي شهر رمضان شريطة أن يسير غلام أمام كل إمرأة حاملاً بيده فانوساً، حتى يعلم الرجال أن هناك أمرآة تسير بالشارع فيُفسح لها الطريق، وبالتالي تستطيع أن تستمع بالخروج وهي في مأمن من أعين المارة، ويقال أيضاً أنه في سنوات لاحقه من حكمه أراد أن تكون كل شوارع القاهرة مضيئة طوال ليالي شهر رمضان فوجه الأمر بتعليق الفوانيس على أبواب المنازل ومآذن المساجد بحيث يتم إضاءتها بالشموع من المغرب وحتى طلوع الفجر.

ومن الروايات الأخرى التي قيلت في هذا الصدد هي أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق حاملين الفوانيس ومرددين معاً الأغاني والأناشيد الجميلة تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان.

حقيقة تعددت الروايات التي لا يتسع المجال لسردها؛ لكنه سواء تلك الرواية أو ذاك، فسوف يظل الفانوس عادة رمضانية جميلة تجلب السرور والبهجة على قلوب الأطفال والكبار معاً، وتحتفي بقدوم شهر رمضان المبارك، وسوف يظل المصريون هم أول من عرف استخدام فانوس رمضان، وأخذوا على عاتقهم مهمة تطوير شكله والمادة الخام المصنوعة منه حتى وصل إلى الشكل الذي أصبح عليه اليوم، ففي البداية كان الفانوس يصنع من النحاس ويوضع بداخله شمعة، ثم بعد ذلك أصبح يصنع من مواد أخرى كالصفيح والزجاج الملون والبلاستيك والخشب والحديد وهو ما أظهر براعة المصري وقدرته على الإبداع.

اسمع فى راديو أوروبا بالعربي

[button color=”blue” size=”medium” link=”https://timenews.nl/archives/24864″ icon=”” target=”false”]وحوي يا حوي اسمها أهلاً قمر الزمان[/button]

  • دكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر
كتب بواسطة

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

تعليق واحد

تعليق واحد

  1. يقول وائل ابوطالب:

    الرواية الاكثر شيوعا مصادفة دخول المعز لدين الله مصر وكان هناك احتفال قبطي وفيه ظهر حملة الفانوس .اعجب الخليفة بالمنظر وقال فانوس رمضان وبعدها ارتبط الفانوس القبطي برمضان كما ورد في كتاب المقريزي الخطط المقريزية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *