القائمة

أوراق مسافرة | هلاوس فى زمن كورونا – الحلقة الثالثة

غرفة الأخبار 4 سنوات مضت 0 3.5 ألف

بقلم | فكريه احمد

أحملق فى ظلام الغرفة المعزولة عن العالم، يكاد سقفها يطبق على أنفاسى المتقطعة داخل تشعبات الرئة المجهدة، تتكاتف مع الظلمة إحدى نظريات المؤامرة المجنونة، صانعو الدراما يدعون أن كل هؤلاء سيموتون، أتذكر بذهنى المشوش بالهلاوس مانشيت تلك الصحيفة البريطانية التى أصيب بالعته، وأصابت البشر بالهلع ووضعت مانشيت رئيسي «سيموت الناس»، الدكتور والمؤلف البريطانى «فيرنون كولمان» صاحب المائة كتاب من طب وعلوم وفكر رد عليهم بالعلم والمنطق، حسنًا الناس يموتون حال سقوطهم من السلم، يموتون إذا سقطوا من فوق ظهر الحصان، الناس تموت لأسباب مختلفة، ولا داعى لكل هذا الخوف، مال لم يكن لديك التقديرات الحقيقية التى تعتمد عليها من الموتى بفيرس كورونا لا الموت بأمراض غيرها أو المصابين بها وليس بغيرها من أنواع الإنفلونزا.

ويواصل الطبيب البريطانى طرح وجهة نظره قائلًا، إنها ليست بالطبع المرة الأولى التى تعمل فيها حكومات ووسائل إعلام رسمية على تضخيم المخاوف والمبالغة فيها، سبق هذا الذعر من الإيدز فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، عندما قالت الجمعية الطبية البريطانية إن كل شخص سيتأثر بالإيدز، آلاف الملايين من البشر أصيبوا بالرعب وفقدوا صوابهم، وانتحر كثيرون لأنهم كانوا قلقين للغاية، وفى بريطانيا كان عدد الناس الذين تم توظيفهم لرعاية مرضى الإيدز أكثر من عدد المرضى أنفسهم، نعم إنها ليست المرة الأولى التى يتم تكثيف بث الذعر العالمى على هذه الشاكلة، فقد سبق كورونا الأيدز، وسارس، وإنفلونزا الخنازير، وإيبولا، من وقت لآخر تشعر الحكومات بأنها بحاجة إلى إخافتنا، وهذا ما يفعلونه لإبقائنا تحت السيطرة.

ويتابع فيرنون الطبيب البريطانى بصوته العميق الواثق: ما يحدث هذه المرة أمر مختلف، فالحكومة البريطانية وغيرها من حكومات أوروبا تستهدف من هم فوق السبعين عامًا، ويتم إبلاغ أى شخص فوق السبعين بالبقاء بمنزله أربعة أشهر ولن يسمح لهم بالخروج، أو الذهاب إلى الطبيب، ولن يتمكنوا حتى من تمشية كلابهم، وسيتم وضع إمدادات الطعام على السلم أمام أبواب منازلهم، ولن يتمكنوا إلا من أخذها وإدخالها، حتى السجناء يحصلون على معاملة أفضل من ذلك، يمكنهم الوصول إلى الأطباء.

من أعطى حكومات ما فى العالم الحق بأن تصدر أوامرها بموت المسنين لتوفر قيمة المعاشات والتأمينات الصحية والمنازل، لماذا يتم حبس من هم فوق السبعين فى بيوتهم، رغم أن هناك أشخاصًا أعمارهم 90 عامًا يشاركون فى مسابقات المارثون، وهناك أشخاص بعمر 30 و40 يموتون من أمراض خطيرة قبل أن يموتوا بفيرس كورونا، يتم التلاعب بالأرقام لإثارة الرعب، ويقول الأطباء إن الأزمة فى العالم سيئة للغاية، لدرجة انهم لن يتمكنوا من معالجة المرضى الذين هم فى السبعينيات والثمانينيات.

فإذا كانت الكارثة بهذه الخطورة، كان عليهم القول إنهم لن يتمكنوا من معالجة كثير من المرضى دون ذكر العمر، ولكن ما يحدث شيطنة وتهميش وتجريد المسنين من إنسانيتهم، لأن المسنين أصبحوا مشكلة عالمية من الناحية الاقتصادية، بما يشكلون من تكلفة معاشات وتأمينات ومساكن، دون أن يكونوا طاقة منتجة، لذا تقوم الحكومات الغربية بأشياء غريبة وشريرة للتخلص من المسنين، فى بريطانيا مثلًا لا يعالجون المسنين الذين يعانون من الضمور البقعى فى العين، لعدم توافر أموال، فى حين هناك أموال كثيرة مرصودة لعمليات التجميل، ولتغيير نوع الجنس، لكن لا يوجد مال لإنقاذ المسنين من العمى، لذا ترحب هذه الحكومات بذلك، بترك المسنين يموتون أو يفقدون أبصارهم، وإذا كان هناك شباب يوافقون على ذلك الآن، فإن دورهم قادم ليصبحوا مسنين وتتخلص منهم حكوماتهم، فإذا كانت حكومات الآن وضعت سن السبعين خطًا للنهاية لعدم توافر موارد مالية، فغدًا تضع خط النهاية عند الستين أو الخمسين وفقًا لرؤيتها ومصالحها الاقتصادية.. وللحديث بقية.

Fekria63@yahoo.com

كتب بواسطة

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *