الصداقات الجميلة لا تموت

بقلم ولوحة بريشة | يوسف المرغني

الصداقات الجميلة لا تموت  كان يجلس في إحدى زوايا المقهى قرب النافدة في صباح هادئ ينظر إلى البحر ومراكبه مر رجل غريب فسلم عليه قائلا كيف حالك يا صديقي ؟ فرد عليه لا تستعجل مصاحبتي وصداقتي فقد لا أكون ذلك الصديق الذي تمنيته ليس الأمر كذلك يا أخي ولكن أحببت فقط أن أسألك لأن هناك شبه كبير بينك وبين صديق عزيز علي رحل منذ سنين وانقطعت أخباره لكن نظرة عينك بهما حزن عميق وصاحبي كانت له عينان تشعان بالفرح والحياة كان الرجل الغريب ينظر إليه وكأنه يبحث عن جواب في عيون تخفي الحقيقة شعر بالقلق الشديد وأشاح بوجه صوب النافدة ينظر إلى البحر حتى لا تكون عيناه في مرمى سهام النظرات الجارحة كانت يده ترتجف وهو يرتشف فنجان قهوته باختصار شديد حتى لا تنتهي سريعا ويكون أمام خيارين أحلاهما مر إما أن يطلب فنجانا جديدا أو يغادر المقهى أحس بأنه بحاجة إلى سماع هدير البحر وقبل أن يغادر المكان حاول ان يدفع ثمن القهوة فرد عليه النادل لقد دفع صديقك ثمن فنجانك وترك لك رسالة الصداقات الجميلة لا تموت إذا كنت تحن إلى المكان الذي كنت تجلس فيه منذ عشرين سنة فأنا أحن الى صديق عزيز كان يجالسني فيه حتى ولو غاب عن عينيه ذلك البريق وامتلأت بالحزن العميق غادر المقهى في صمت دون وجهة تاركا العِنان لقدميه فلم يمض وقت قصير حتى وجد نفسه على أطراف المدينة على ضفاف النهر جلس فوق ربوة ينظر إلى الغيمات الممطرة وهي تسافر فوق الحقول و يتأمل شمسا تتسلل خُلْسَة بين السحاب لتعيد ترتيب الظلال فوق الزهور المنسية

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

الإبادة الفكرية والثقافية

كتب | وائل أبو طالب إن ترسيخ وصناعة الكذب والمعلومات المغلوطة ولا سيما تلك التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *