القائمة

تطبيق الليل وأخره.. Tik Tok

admin1 3 أشهر مضت 0 8.5 ألف

هدى عصمت | القاهرة

غزا تطبيق Tik Tok التيك توك الاجتماعي في الفترة الأخيرة بقوة وحقق في مدة سنتين انتشاراً كبيراً في الدول العربية, والتيك توك عبارة عن منصة على الانترنت يقوم مستخدميه بتصوير أنفسهم بفيديو قصير ونشره مع أصدقائهم لمشاركتهم لحظات حياتهم بكل سهولة, ويضيفون اليه عدد من المؤثرات الصوتية والموسيقية مأخوذة من أغاني عربية أو أجنبية أو أفلام وغيرها من المواد المتوفرة عبر الانترنت؛ وتعتبر طريقة استخدام تيك توك سهلة جدًا، إذ لا تتطلب سوى تصوير المستخدم لذاته لمدة 15 ثانية فقط لإبراز المواهب الدفينة, ولطالما كان استعمال التطبيقات التواصلية ومنها التيك توك أمر مثير للجدل بين الباحثين والدارسين وخصوصا لأنها ارتبطت في الحياة الشخصية لدي البعض, فلقد كشفت الدراسات والابحاث عن نتائج مخيبه للآمال ومحطمة للوجدان لوصول التيك توك لحد الإدمان لدى الكثير من مستخدميه.
تطبيق أصبح بمثابة الملهي الليلي للعرىّ والإيحاءات والرقص الماجن بلباس مثير وحركات ساخرة ولا أخلاقية, فهل التطور والبرستيج أضحي هو السبب لمشاكلنا مع التكنولوجيا أم أننا نسيء استخدامها بشكل بات واضحاً, فبدل أن نسخرها لخدمتنا فيما هو ايجابي ونفعي نستغلها فقط في الجوانب السلبية, وهل التطور والانفتاح فتح الباب على مصراعيه للعديد من الظواهر الشاذة للظهور بهذه الحالة المخزية؛ فالمثلي الجنسي الذي كان يخاف ويرتعب من حاله واستنكار المجتمع له أصبح بإمكانه الاعتراف بمثليته بكل حرية وانفتاح, وظهور المرأة بالعلن وإظهار مفاتنها أصبح من الحرية الشخصية, والكثير من الفيديوهات تحتوى على تنمر بالسخرية ممن هم اقل جمالا او مستوي اجتماعي او ثقافي او غيره, كما أن بعض أولياء الأمور انساقوا خلف سحر الشهرة فبدأوا بمشاركة أطفالهم بتلك الفيديوهات والمقاطع والظهور معهم, والمصيبة أن تلك الظاهرة أضحت تنتقل متل الفايروس شيئا فشيئا الى العالم الواقعي فأصبح الكثير من الشباب والفتيات يعرضن تفاصيل حياتهم اليومية على الانترنت للتباهي والشهرة ولصناعة صورة شخصية لامعة داخل أروقة مواقع التواصل.
والغريب بالأمر كيف تعلق الناس بهذا العالم الافتراضي فصار الواحد منهم يعتبر نفسه نجماً يغزو الصفحات, هدفه فقط أن يلهث وراء بضعه إعجابات وتعليقات على صورة لتقفز به من عالم مجهول الى عالم الشهرة داخل مواقع التواصل الاجتماعي,وأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي مرتعاً للأفكار الغريبة, الخطر الأكبر يكمن في التأثير على النشء فهم الأكثر عرضة للتأثر بالأفكار الغريبة والمتطرفة بسبب قلة الخبرة خصوصاً في مرحلة النضج.يعتبر اكثر المستخدمين للتطبيق من الفئات العمرية الصغيرة وهذا يجعل التطبيق مكان يعج باصحاب الميول الجنسية نحو الاطفال حيث نشرت عدة تقارير في دول مثل الهند والبرازيل وعدد من الدول العربية لقيام اشخاص باستدارج اطفال عن طريق هذا التطبيق واغتصابهم وفي بعض الحالات تم قتل الاطفال , وقد قامت دول من الهند بحظر التطبيق لكنه لا يزال متاحا في الدول العربية.
لقد صنعت تلك التطبيقات أنسانا غير مسؤول عن حياته انسان يقضي ساعات كثيره في العبث غير مكترث لالتزاماته الحياتية أو اعباءه العملية والشخصية, إنسان يهدر وقته وعمره ومستقبله يشبع رغباته باستعراض ومساحة مخزية وزائفة للمرضى ومساحة من التلوث البصري الغير واع والغير لائق بعقولنا وفكرنا مساحة من نشر المحتوي التفاهة كطواحين الهواء ليس له فائدة؛ حاله من الفراغ والخواء بين الشباب دفعتهم للهث وراء الأضواء الزائفة للظهور, لا عيب في أن يبقي الانسان على تواصل مع العالم يتفاعل ويؤثر ويتأثر قد الامكان في محيطة الافتراضي يعرض قضايا إنسانية واجتماعية يتطلع بها لحل مشاكل وهموم أمته وتطلعاتها بالمستقبل ويناقشها , لذا يجب على الحكومات محاربه الافكار الغريبة وناقوس الموت التكنولوجي عبر التعليم والتثقيف ووضع قوانين تمنع التطبيقات التي تستغل المستخدمين لأجل الحفاظ على بيئة مجتمعية سليمة بعيدة عن السيطرة على العقول, وفرض رقابة أسرية صارمة بعد رصد العديد من مقاطع تخالف العادات والتقاليد المجتمعية والقيم الانسانية من خلال تحديد التطبيقات المسموح بتحميلها عبر الأجهزة الذكية التي يمتلكها أبناؤهم لكي لا يقعوا فريسة الإدمان وللاستعمال السيء, ويجب أيضا تكاتف الجهود المجتمعية في نشر التوعية حول تلك التطبيقات وبيان فائدتها من دونه في الوقت ذاته ونبذ وحجب مثل هذه التطبيقات غير المجدية والتي تؤثر سلبا على الشباب والأطفال بشكل خاص….
وهذا ما شهدناه مؤخرا ضمن قضايا تعرف إعلاميا بفتيات التيك توك وتواجه الدولة التطبيقات المشبوهة بقوانين قوية لحماية قيم المجتمع والأسر من التفكك بعد ما نشغل الأب عن مسؤولياته وتناسى واجباته ونسيت الأم توجيه إرشادتها ورقابتها على ذويها ،فتعقدت المسائل لدى الأبناء واضطربت أفكارهم فى مرحلة ڜبابهم فقرروا البحث عن عالم موازى يمكن من خلاله أن يحققوا ذاتهم ويلهو كما يخلو لهم دون اتباع اى ضوابط.
فجولة واحدة في هذا الفضاء تدعونا الى دق ناقوس الخطر فعليا بعالم بلا قيود , لذا يجب تسليط الضوء الأحمر على هذا الوباء المتفشي في مجتمعاتنا , حفظ الله ابناءنا من كل شرور العالم, إن كل إناء ينضح بما فيه أن كان جيداً، أو مسيئا اذا استطعنا تغيير ذهنية شعبنا في تربية الأبناء, وتقديم يد العون والمساعدة والمساندة لانهم لن يلجؤوا الى اللهث لإخراج كبتهم في أفعال مشينة وسيئة وعلى كل أسرة أن تتجه إلى كيفية الحفاظ على أبنائهم، ومتابعتهم من أجل السيطرة على اخطائهم، وإرشادهم إلى الجانب المضيء والمشرق في حياتهم الواقعية.
ولذلك يجب التصدي لهذه الظاهرة المُرعبة التي تنتشر كالنار في الهشيم؟ فالتقدم والتطور ليس بالعري والرقص واستباحة خصوصية الغير؛ بل بترسيخ القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية، واستغلال التكنولوجيا الحديثة في مواكبة التقدم العلمي بما يعود بالنفع على المجتمع؛ ولذلك لابد من وقفة جادة لنشر الوعي في المدارس والجامعات، وكذلك الإعلام والمؤسسات الدينية؛ ليكتمل دورها مع الدور الأسري وإلا سيضيع جيل بأكمله. ولعل ما سمعناه وشاهدناه فى الفترة الأخيرة من قضايا فتيات التيك توك بداية من فتاة التيك توك الملقبة بهرم مصر الرابع وانتهاء بالقبض على شيرى هانم وابنتها زمردة ، ما يبين ويوضح لنا ان التيك توك اصبح وباءا متفشيا ،لا يقل فى خطورته عن فايروس كورونا ،لما له من تهديد للأسر العربية وعاداتها وتقاليدها المتوارثة .
كتب بواسطة

اترك تعليق

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *