شعر | ذياب بن صخر العامريّ
يا ساجِيَ الطَّرْفِ رِفْقًا إنّنا بَشَرُ
فارْسِلْ لِحاظَكَ لا خَوْفٌ ولا حَذَرُ
لِعاشِقٍ مالَهُ في الحُبِّ أُمْنِيَةٌ
سِوى وِصالِكَ يا فَتّانُ يا قَمَرُ
ما ذاقَ طَعْمَ الكَرى يَوْمًا وما فَتِئَتْ
عُيونُهُ بِسَكيبِ الدَّمْعِ تَنْحَدِرُ
وَكَمْ قَضٰى لَيْلَهُ حَيْرانَ في وَلَهٍ
حَليفُهُ السُّهْدُ والآهاتُ والسَّهَرُ
بَريقُ عَيْنَيْكَ يا ما شاقَهُ ولَكَمْ
قد شاقَهُ السِّحْرُ والإيماضُ والحَوَرُ
وكمْ سألتُ دروبًا كنتَ تسلُكُها
عنْ ناظِرَيْكَ فلا عِلْمٌ ولا خَبَرُ
فَلَمْ تُجِبني دروبُ الحيّ عنك ولا
سُمْارُهُ ولياليه ولا السّمَرُ
أعيانِيَ البحثُ والإبحارُ من زمنٍ
ويشهدُ الرّملُ والشّطآنُ والجُزُرُ
أضنانِيَ الوَجْدُ والتّبريحُ والكَدَرُ
وهدّني الشوقُ والتّرحالُ والسّفرُ
فأينَ أنتَ الذي تأسو الجِراحَ وهلْ
تعودُ يومًا فذاكَ السّؤْلُ والوَطَرُ؟
دارٌ أقمتَ بها لا فارقَتْ دِيَمًا
ولا عدا أرْضَها الوَسْمِيُّ ينهمِرُ
يا ساجيَ الطرْفِ هذا حبُّنا قَدَرُ
والحبُّ في الناسِ حالٌ ما بهِ ضَرَرُ
الحبُّ يا فاتِني أعمى وليس لهُ
إلاّ القلوبُ ولا سَمْعٌ ولا بَصَرُ
الحُبُّ للمرءِ مثلُ الماءِ يَلزمُهُ
طولَ الحياةِ بِهِ يسمو ويَزْدَهِرُ
والحُبُّ مَنْ لم يَذُقْ في العُمْرِ مَشْرَبَهُ
فَيا لَعَمْرِيَ هذا قَلْبُهُ حَجَرُ!!