القائمة

منيرة ثابت | المرأة التي فقدت بصرها كي ترى النساء النور – 1

غرفة الأخبار 3 سنوات مضت 1 7.3 ألف

باريس | كتبت – فابيولا بدوي

في الوقت الذي كان فيه الاتحاد النسائي المصري ينادي بحق المرأة في التعليم والعمل ومناقشة قوانين الاحوال الشخصية ومن قلبه قاسم أمين، كانت هناك فتاة شجاعة متحمسة صغيرة في العمر تكتب وتصادم من أجل حقوق المرأة السياسية والاجتماعية، ومن خلال كتاباتها حفرت درية شفيق في الصخر كي تتحول هذه المطالبات من كتابات ونداءات إلى حقيقة راسخة على أرض الواقع، أنها منيرة ثابت عميدة الصحافيات في مصر وإحدى أهم رائدات الحركة النسائية في مصر

ولدت منيرة ثابت 1906، التحقت بالمدرسة الإيطالية في القاهرة ثم التحقت بمدرسة ابتدائي حكومية وواصلت تعليمها حتى حصلت على الثانوية ثم التحقت بمدرسة الحقوق الفرنسية والتي كانت حينها تتبع نفس المناهج في  فرنسا ويتم الامتحان النهائي في القاهرة لكن الشهادة تمنح من باريس من دون سفر، فكانت منيرة ثابت أول فتاة مصرية تحصل على هذه الشهادة وقيدت أمام المحاكم كأول محامية عربية

منذ العام الأول من التحاقها بالجامعة كانت تعمل في صحيفة “الاهرام” وأثناء دراستها أيضا تمكنت في اواخر العام 1925 (لم تكن قد بلغت العشرين من عمرها)  من الحصول على ترخيص صحيفتين سياسيتين تصدر احداهما بالعربية والاخرى بالفرنسية وكلتاهما تحمل نفس الاسم ” الأمل” ولم يكن لها هما حينها سوى الكتابة عن الحرية والاستقلال وحقوق النساء السياسية

بعدها أضحت منيرة ثابت أول صحافية نقابية في مصر في صيف 1926. صحيح لم تكن اول صحفية أو مالكة صحيفة أو مجلة، لكنها باعتمادها في النقابة أصبحت تملك لقب عميدة الصحفيات المصريات عن جدارة، لأنها أول نقابية وأول كاتبة سياسية وأول رئيسة تحرير لمطبوعة سياسية

كل هذا وهي لا تزال طالبة، وهذه الصغيرة قد ازعجت الحكومة وقتها بانتقادها دستور 1923 لانه اغفل الحقوق السياسية للمرأة، فملأت الدنيا ضجيجا بكتاباتها، حول حقوق المرأة الاجتماعية أيضا حينما تبنت قضية حقوق النساء العاملات، فما كان من وزير المعارف إلا أن طلب من المسؤول عن مدرسة الحقوق منعها عن الكتابة السياسية أو تفصل من الدراسة، لكن المسؤول رد حينها انه لا يستطيع فالمدرسة العليا للحقوق تتبع نهج نظيرتها في باريس التي تمنح الحرية الكاملة لكافة الآراء مهما كانت جرأتها

لم تكن تلك المحاولات اول معارك سيدة الصحافة فمنذ أن تم الاعتراف بها كصحفية في عمر 17 عاما، كانت اول فتاة تقف أمام النائب العام دون السن القانونية للتحقيق معها   بأمر من المندوب السامي البريطاني في جريمة سب وقذف، فقد كانت جريمتها هي مهاجمة التدخل الاجنبي في مصر وظلت تحت التحقيقات إلى أن بدأت المحاكمة التاريخية والتي تم اعفاؤها خلالها من المسؤولية الجنائية باعتبارها قاصرا

ظلت منيرة ثابت تكتب وتقود بقلمها حملات وتنادي بحق المرأة في عضوية جميع المجالس والهيئات النيابية والمساواة المطلقة مع الرجل خاصة العمل في الوظائف الحكومية بل وكذلك في الأعمال والوظائف الحرة، وفي نهاية العام 1927 توقفت “الأمل” عن الصدور لزواج مالكتها ورئيسة تحريرها من أحد الكتاب المعروفين حينها، وتفرغت للبيت تماما، ولكن سرعان ما انفصلا لتعود من جديد إلى الصحافة ضمن أسرة تحرير صحيفة ” الأهرم الصحيفة الأبرز وقتها” وسرعان ما عادت الأمل للظهور من جديد ولكن بشكل شهري هذه المرأة بدلا من أسبوعي، لتبدأ في تصعيد معركتها حول قضايا حقوق المرأة حتى قال عنها انطوان الجميل رئيس تحرير ” الاهرام”  1948 بأنها الكاتبة الأولى في مصر.

للحديث بقية

كتب بواسطة

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

تعليق واحد

تعليق واحد

  1. يقول اسعد جابر:

    بوركت جهودكم حقا البحث والتقصي سمة العصر وليس النقل من العم غوغل..

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *