طُوفااان

بقلم : عـبد الله الحاج

ليسَ هذا مستحيلْ
لمّا تَباهى أبرهةَ بفيلهِ
جاءتهُ الطيرَ أبَابيلْ
وَلمّا فرعونَ طَغى في الأَرضْ
وَ تجبّر في الطُّولِ وفي العرضْ
أَصغرُنا يعرفُ قصَّتَهُ
لَا تحتاجُ إلى تأويلْ
وثمودَ وعادَ ونمرودا
قصصاً للظلمِ وللتضليلْ
مُحْكَمَةٌ في كُلِّ التَّنزيلْ
الظالمُ دوماً متوسّدْ
أعوانَه ترسمُ وتُخطّطْ
يعطوه لبقاءِ المُلك
في الساّعةِ ستّينَ دليلْ
فيجورُ ويطْغى ويعربدْ
سُلطانُه باقٕ متمددْ
تحميهِ سيوفٌ ورماحٌ
وَهديرُ التُّبَّعِ بالتهليلْ
هَلْ تذْكرُ قارونَ وَمُلْكَه؟
سلطانٌ.. جاهٌ.. وجواهرْ
وزروعٌ لها ظلٌّ وَظَليلْ
وكثير لنْ أرويَ عنهم
تعرفُهم كتبُ التّاريخِ
في طولِ الأرضِ وفي العرضِ
لا تَحتاجُ إلى تَدليلْ

وبيومٍ من أيَّام الله
أرسلَ ربُّك آياتِ البأسْ
البعضُ أَخذتهُ الصيحةُ
والبعضُ ماتَ منَ الخسفِ
وكثيرٌ منهم عادَ ذليلْ
تلكَ هي سُنَنُ الجبّارْ
تشفي في القلبِ كلَّ غليلْ
مسكينٌ ذاكَ المُتَجبّرْ
لَا عقلَ وَلَا قَلبَ يفكِّرْ
مثَلُه كمثلِ الشيطانِ
تدبيرهُ.. كيدهُ في تضليلْ
وكما لنوحٕ طوفانٌ
للأقصى طوفانٌ هادرْ
مَابَعدَهُ ليسَ كما قَبْلَاً
تَملَأُ ساحاتِهِ صوتَ صهيلْ
فَاعلمْ يَا غَافلَ عَنها
سُنَنُ القيُّومِ بلا تَبديلْ