كتب | سعيد السبكي
حتى لا تصطدم بكارثة عقائدية وأخلاقية وتعرف أساليب الوقاية من الوقوع في المحظور . . ومن أجل حماية أولادك وأحفادك ،من الضروري أن تتسلح أولًا بالمعرفة عن ثقافة الآخر في المُجتمع الذي تعيش فيه، وتكون على دراية بالقوانين ومُتغيراتها.
مُنذ حوالي ثلاث أشهر قالت لي صديقة تسألني : ” أستاذ سعيد هل لك حساب على Tik Tok التيك توك؟ ” فاندهشت وأجبتها بالنفي ، قائلًا بان التيك توك هذا للشباب الصغار وما لي أنا بهذا المجتمع التيكتوكي . . إلا أنها استطردت : لا يا أستاذ أنت لديك ما تقوله للصغار والكبار موضحة أن التيكتوك أصبح أكثر انتشارًا ومؤثر في الأجيال الصغيرة. .
فى ذات اليوم أمسكت بتليفوني وعملت جولة استطلع من خلالها ظاهرة التيك توك، وبالفعل راقت لي الفكرة واستسلمت لنصيحة صديقتي وقلت لما لا؟ . . إنها وسيلة إعلامية حديثة ضمن وسائط ومواقع التواصل الإجتماعي المتطورة، ورأيت أنه فعلًا من الصواب أن ما أبقى في المؤخرة في هذا المجال المجنون والمُفيد في آن واحد.
ومن التجارب الأولى خلال مُشاهداتي المتنوعة لمحتويات فيديوهات، وقعت عيناي على فيديو لـ ” تيري بوديت ” Thierry Baudet زعيم الحزب الهولندي جبهة من أجل الديمقراطية، يتناول بالانتقاد الحاد موضوع كتب مُخصصة للأطفال في أعمار مُبكرة عن ” التحول الجنسي، ويشرح كيف تروج هذه الكتب لصغار السن في هولندا.
وكان فيديو تيري بوديت من تجاربي الأولى فى عالم التيك توك حيث قمت بعمل ” دويتو” أي إعادة نشره وأنا بصورتي فى المقدمة، وقد حقق هذا المحتوى حوالي 43 الف مُشاهدة وتم اعادة نشره من آخرين عدد 159 مرة وتعليقات بلغت 57 وإعجاب 637 الأمر الذي أكد اهتمام شريحة كبيرة من مُتحدثي العربية في هولندا.
بعض من نماذج تعليقات المتابعين
قال فراس خميسي: نعم هذا واقع في المدارس الهولندية،أما المُتابع صليبة فقال : يعني فهمتو يلي فهم يفهمنا( وهذا واضح من التعليق انه لا يعرف الهولندية) وهو الأمر الذى يجعل من الضرورة تناول الموضوع باللغة العربية، متابع ثالث يقول: ” هذا مُخطط صُناع القرار في العالم لإنقاص السُكان، كما طالبت المُتابعة آمال بوجوبية قيام مسلمين أوروبا بإنشاء مدارس إسلامية وتري أن هذا هول الحل…. عل كل حال كل التعليقات جاءت رافضة لتعليم الصغار الأمور الجنسية في أعمار مُبكرة، وتراوحت بين انتقادرات سياسية واجتماعية وثقافية واخلاقية. . .
هولندا تتحدث عن نفسها
تتصف حقوق المثليات والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية والمتحولين جنسيًا (اختصارًا: LGBT) في هولندا بأنها من بين الأكثر تقدما في أوروبا وفي العالم.تم تشريع النشاط الجنسي المثلي في عام 1811م بعد أن قامت فرنسا بغزو البلاد وتثبيت القانون النابليوني، ومحو أي قوانين متبقية خاصة بالسدومية ولم يتم إصدار أي قوانين أخرى بعد استقلال البلاد، وتمت المساواة في السن القانونية للنشاط الجنسي عام 1971.
خلال أواخر القرن العشرين، تزايدت الحملات الإعلامية حول المثلية الجنسية وأسفرت عن نتائج جعلت المجتمع أكثر تسامحًا مع المثليين، مما أدى في النهاية إلى رفع تصنيفها كمرض عقلي في عام 1973 وحظر التمييز على أساس التوجه الجنسي في الجيش. و قانون المساواة في الحقوق الذي تم تشريعه في عام 1994، يحظر التمييز على أساس الميول الجنسية في التوظيف، والإسكان، والإقامة العامة، وأكثر من ذلك.
بعد أن بدأت البلاد بمنح الشراكات المسجلة للشركاء المثليين منذ عام 1998، أصبحت هولندا أول بلد في العالم يشرع زواج المثليين في عام 2001. كما يُسمح بتبني المثليين للأطفال. ويمكن للزوجات والشريكات المثليات كما سمح للزوجات والشريكات المثليات بالحصول على طفل الأنبوب وتقنيات التلقيح بالمساعدة الطبية وتقنيات التلقيح الإصطناعي.
أصبحت هولندا واحدة من أكثر الدول تحرراً اجتماعيا وثقافيا في العالم،مع إشارة استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن أكثر من 90٪ من الهولنديين يدعمون زواج المثليين. لطالما تم اختيار أمستردام كواحدة من أكثر المدن الصديقة للمثليين جنسياً في العالم،إذ تشتهر بأماكن الإقامة العديدة الخاصة بمجتمع المثليين بما في ذلك العديد من حانات المثليين، الحمامات، الفنادق، وأماكن التسوق بالإضافة إلى «بينك بوينت» (بالإنجليزية: Pink Point)، الذي يوفر معلومات ملائمة للهواتف الذكية والهدايا التذكارية للأقليات الجنسية، كما تشتمل على النصب التذكاري للمثليين في أمستردام الذي تم الانتهاء منه في عام 1987 وكان أول نصب تذكاري في العالم يخلد ذكرى مثليي الجنس الذين تعرضوا للاضطهاد والقتل خلال الحرب العالمية الثانية.
- اقتصر لفظ «سدومية»، المشتق من قصة سدوم وعمورة الواردة في سفر التكوين،على الجنس الشرجي حصرًا. قوانين السدومية.
- شاهد هنا
والى حلَقات مُقبلة إن شاء الله لنشر الوعي في أوساط عرب أوروبا