أيام المرأة السينمائية بمهرجان الفيلم العربي في روتردام | هولندا

تايم نيوز أوروبا بالعربي | روتردام 

أعلنت إدارة مهرجان الأفلام العربية في مدينة روتردام بهولندا عن بدء فعالية  بعنوان “أيام المرأة السينمائية”، وذلك خلال الفترة من 26 إلى 27 مايو الجاري.

تتيح الفعالية فرصة لاستكشاف ثقافة النساء العربيات من خلال عرض ثلاثة أفلام مميزة من : ( مصر والأردن والمغرب العربي )، تبدأ  بعرض فيلم “بنات عبد الرحمن”،ويقدم الفيلم نظرة فريدة عن حياة النساء في الأردن وسيتم عرضه بمسرح لانتارن فينستر بمدينة روتردام.

كما سيتم أيضا عرض فيلم “حظر تجول” للمُخرج المصري أمير رمسيس، وتروي أحداثه قصة مؤثرة عن أم وابنتها تواجهان التحديات العاطفية والأسرار العائلية خلال فترة وحظرالتجول في مصر، ويعرض للمخرج المغربي محمد نظيف فيلم “نساء جناح ج”، وسيشاهد الحضور قصة تكريمية للمرأة من خلال شخصيات متنوعة يتشاركن تجربة الوجود في جناح ج في المُستشفى النفسي وقدرتهن على دعم بعضهُن بطريقة فريدة.

نساء الجناح ج

نساء الجناح ج”.. فيلم مغربي يبرز مُعاناة المرضى النفسيين وقيمة الصداقة،وتنطلق أحداث الفيلم من داخل الجناح “ج” بمستشفى الأمراض النفسية بمدينة الدار البيضاء، حيث آمال التي فقدت ابنها الوحيد في حادث.

تتشارك 3 نساء غرفة واحدة داخل مُستشفى للأمراض النفسية، وخلال رحلة علاج قصيرة من الاكتئاب؛ يلامس مخرج الفيلم المغربي “نساء الجناح ج” بعضاً من القضايا الاجتماعية المسكوت عنها عبر حكاياتهن، بينما على الجانب الآخر يبلور قيمة الصداقة، وكيف تصبح طوق نجاة في عالم تشتد قسوته.
تنطلق أحداث الفيلم من داخل الجناح “ج” بمُستشفى الأمراض النفسية بمدينة الدار البيضاء، حيث آمال التي فقدت ابنها الوحيد في حادث، وتلوم نفسها طوال الوقت على ذلك، وابتسام التي خدعتها أمها وزوّجتها من رجل مثلي الجنس بعدما أخفت عنها حقيقته، وريم الفتاة التي تعرضت للاعتداء الجنسي من والدها، وعندما جاهرت بالأمر وقف الجميع ضدها، حتى أمها شهدت ضدها بالمحكمة.

ورغم الصورة النمطية عن غالبية أطقم التمريض بمثل هذه المستشفيات، من قسوة وغلظة في التعامل مع المرضى، يقدم مخرج الفيلم نموذجاً حنونا متعاطفا، يتمثل في

مشهد من فيلم نساء الجناح ج

الممرضة حليمة، التي تساعد الثلاث نساء على الخروج سراً في بعض الليالي للسهر والترويح عن أنفسهن. لكن حتى هذه المرأة يتضح أنها على شفا الاكتئاب، بعدما خدعها خطيبها وأخذ مدخراتها للزواج من أجنبية، والحصول على جنسية أوروبية. وأمام ضغوط المرض والمجتمع وأقرب الأقرباء على كل من الأربع، يصبح اتحادهن قوة، وتتحول صداقتهن إلى مفتاح لمعظم المشاكل التي يعانين منها.

قالت منتجة الفيلم رشيدة السعدي، إن الفيلم استغرق تصويره 24 يوماً، وبلغت تكلفته نحو 600 ألف دولار، وجرى التصوير بكاميرتين في عدة مواقع مختلفة؛ منها مستشفى للأمراض النفسية، ومستشفى عام، ومدرسة ثانوية، وكلية للفنون.

بنات عبد الرحمن

كان فيلم بنات عبد الرحمن قد أثار جدلا كبيرا في الصحافة العربية والأردنية بوجه خاص حيث يخترق “بنات عبد الرحمن”، لمخرجه وكاتبه زيد أبو حمدان، بيوتًا مغلقة وينكش في علاقات أسرية يحرص أصحابها على بقائها وراء الجدران، لأن ثقافتهم المجتمعية والعادات المتوارثة لا تسمح بتسريب أي معلومة خارج إطار الأسرة الواحدة.
وأحدث ضجة واسعة على منصات التواصل الإجتماعي بطرحه مواضيع “جريئة” تضمنت شتائم وألفاظا نابية، كما أنه حقق نجاحا نقديا وحصل على 4 جوائز قدمها الجمهور في 4 مهرجانات دولية هي: مهرجان سينما وثقافة الشرق الأوسط المعاصرة في فلورنسا، و مهرجان إسبينيو السينمائي للمخرجين الجدد والعمل الأول بالبرتغال، ومهرجان الفيلم العربي في سان دييغو بأميركا، بالإضافة إلى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حيث شهد عرضه العالمي الأول.
تدور أحداث الفيلم حول 4 شقيقات، كل واحدة منهن لها حكاية، لديهن ميولهن ومزاجهن وفلسفتهن الحياتية المختلفة، إلى درجة التضاد، وتتّسم طرق تعاملهن مع الآخرين بفقدان الاحترام، وذلك يجعل علاقتهن مع بعضهن بعضًا تتأرجح بين مد وجزر.

وحسب تسلسل الأحداث التي صُوّرت في أحد أحياء عمّان الفقيرة، فضلت البنت الكبرى (الممثلة فرح بسيسو) العيش مع والدها الذي يشكو مرض الزهايمر وخدمته، عرفانًا بعاطفة الأبوة، على حساب مستقبلها وأحلامها كفتاة تحلم بالحبيب والزوج وعاطفة الأمومة، في حين كان نصيب الثانية (صبا مبارك) الزواج برجل متشدّد دينيا (الممثل أحمد سرور) أنجبت منه، وبعد فترة طلبت الطلاق، لكن والدها (الممثل والمخرج خالد الطريفي) كان قاسيًا في التجاوب مع رغبتها في الانفصال: “تعالي مقطّعة بشوال، ولا ترجعي لي مطلقة”.

وهذا بطبيعة الحال يعكس الصورة السوداوية للمطلقات -كما يراها صنّاع العمل- ونظرة الناس عمومًا إلى المطلقة التي “تعيش لقمةً في أفواه القريب والبعيد” ويحسبون عليها أي حركة ويحاصرونها بالقيل والقال، ظلمًا وجورًا.

بطلات فيلم بنات عبد الرحمن

والفيلم، كما قال مخرجه وكاتبه زيد أبو حمدان لوسائل الإعلام، يمثل “صورة واقعية لما حدث بين أمّه وشقيقاتها، وينسحب على أسر أردنية كثيرة. فالجفاء بين الشقيقات موجود وقد يصل إلى حد القطيعة، لكن لا يبرّر البعض المجاهرة به فنيا. وهؤلاء يتجاهلون أن كثيرا من الكلمات والتلميحات استُخدمت على خشبات مسارحنا وقوبلت بالضحكات العالية”، مشيرًا إلى أن تصوير الفيلم  استغرق 9 سنوات.

وعلى الرغم من حالة التنافر بين الشقيقات، فإنهن يلتقين في رحلة البحث عن الأب المفقود، متجاوزات غياب التناغم. وهذا ينسجم ومقولة شعبية متداولة مفادها أن “الأب أو الأم يجمع ولا يفرق”.

يمثل الفيلم معالجة درامية لمسألة النساء في الفن السابع، قد لا تروق لبعض الناس، وخصوصًا في ما يتعلق بالحوار بين الشقيقات واستخدامهن مفردات “غير مناسبة للذوق العام”، بينما يبرر صناع الفيلم أنها تتردّد كثيرًا على أرض الواقع.

حظر تجول

كما سيتم أيضا عرض فيلم “حظر تجول” للمُخرج المصري أمير رمسيس، وتروي أحداثه قصة مؤثرة عن أم وابنتها تواجهان التحديات العاطفية والأسرار العائلية خلال فترة حظر التجول في مصر.

وكان المخرج المصري أمير رمسيس قد اختار هذا الفيلم لعرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الثاني والأربعين ومن خلاله حاول إسقاط حظر آخر اجتماعي يتناول جريمة ارتكبتها زوجة مظلومة ودفعت ثمنها غاليا. وتدور أحداث الفيلم بالفعل خلال فترة “حظر التجول” التي عاشها المصريون بعد إسقاط حكم جماعة “الإخوان المسلمون” في عام 2013.

لا يتناول فيلم “حظر تجول” موضوعا سياسيا بامتياز كما يتبادر إلى الأذهان، لكن المخرج أمير رمسيس سعى من خلال هذا العمل السينمائي  إلى إسقاط حظر آخر اجتماعي يتناول جريمة ارتكبتها زوجة مظلومة ودفعت ثمنها غاليا.

 وفي بعض تصريحات رمسيس للوسائل الاعلام قال : “خلال أيام تطبيق حظر التجول، شعرت بالاختناق (…). وقتها فكرت كيف يمكن لي أن أكون موجودا 12 ساعة في مكان مُغلق مع شخص لا أريد مواجهته؟”.

من هذه الفكرة، تطورت لديه فكرة اختيار هذا الزمن بالتحديد لسرد أحداث فيلمه. ويروي الفيلم قصة امرأة سُجنت عشرين عاما بسبب قتل زوجها، لكنها لم تُفصح لابنتها عن أسباب الجريمة لحمايتها من حقيقة مرة، وهي أن والدها كان متحرشا ويسيء معاملتها.
ويضيف رمسيس أنه بدأ كتابة السيناريو عام 2017 بعدما تابع في الصحف “مجموعة كبيرة من قضايا مُتتالية عن العنف ضد المرأة في فترة زمنية قصيرة جدا، وكلها يجمعها شيء واحد ألا وهو الصمت”. ويستطرد “قضايا التحرش أو الاغتصاب أو الزنا التي تقع في المُجتمع المصري أو العربي” المُحافظ “تنفجر عندما تتحول إلى جرائم قتل”. ويرى “أن الفعل نفسه لا يتم تجريمه مُجتمعياً بما يتناسب مع حجم الجريمة”. ويشير إلى أن بين “تلك القضايا التي قرأ عنها كانت سعي أم إلى تبرير محاولة ابنها اغتصاب أخته”، مضيفا “هذا الموقف استفزني أكثر من الفعل نفسه. هذا التبرير المجتمعي أصبح سؤالا يؤرقني”.

الممثلة الهام شاهين

تجسّد الفنانة إلهام شاهين شخصية “فاتن” في “حظر تجوّل”، وهي الأم المضحية حتى النهاية. وقد نالت جائزة أفضل ممثلة في الدورة الثانية والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي عن هذا الدور.

ويأمل رمسيس في أن يغير الفيلم “نظرة المجتمع أولاً” تجاه قضايا الانتهاكات الجنسية، “حتى يصير في الإمكان مواجهتها قانونيا”.

وبعرض للمخرج المغربي محمد نظيف فيلم “نساء الجناح ج”، وسيشاهد الحضور قصة تكريمية للمرأة من خلال شخصيات متنوعة يتشاركن تجرِبة الوجود في الجناح ج في المستشفى النفسي وقدرتهن على دعم بعضهن بطريقة فريدة.

تأتي فعاليات “أيام المرأة السينمائية” كجزء من مهرجان الفيلم العربي الذي سيقام في روتردام خلال الفترة من 5 إلى 10 سبتمبر 2023.

وعبر مدير المهرجان، روش عبد الفتاح، عن سعادته بفتح باب التسجيل للمهرجان بداية من اليوم وحتى نهاية شهر يونيو المُقبل، حيث يمكن لصناع السينما تقديم أفلامهم للمشاركة في المهرجان من خلال الرابط التالي:

التسجيل هنا

وأوضح “عبد الفتاح” أن المهرجان يُشجع جميع المُخرجين والمُبدعين من جميع أنحاء العالم العربي على الاستفادة من هذه الفرصة وتقديم أفلامهم للمُنافسة والمُشاركة في هذا الحدث السينمائي المميز.

وأضاف روش عبد الفتاح: “يسرنا أن نعلن أن مهرجان الفيلم العربي ليس مُجرد حدث سينمائي، بل هو أيضًا مناسبة ثقافية تتجاوز حدود السينما، ففي هذا العام سنحتفل بالموسيقى العربية، وسيكون هناك العديد من المفاجآت والعروض التي سنُعلن عنها في القريب العاجل، بالإضافة إلى العروض السينمائية، وتتميز الفعاليات هذا العام بورش العمل والمُناقشات وتكريم الشخصيات المؤثرة في صناعة السينما العربية”.

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

تصاعد كراهية المسلمين في أوروبا

أكدت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا (PACE) في 15 مارس 2024، الزيادة المستمرة في مظاهر الإسلاموفوبيا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia