الحجاب | هل هو فريضة إسلامية أم غير ذلك؟

بداية لابد من الاحتكام للعقل والمنطق ومعرفة واقع التركيبة النفسية والجسدية للإنسان وخاصة النساء بتوضيح لا يقبل الشك أن مفاتن المرأة التي تثير غرائز الرجال ليست في شعرها بالدرجة الأولي، ولكن في مُعظم أعضاء جسدها . وما من إنسان عاقل يختلف في ذلك، فكم يشاهد كل البشر معظم النساء المٌنتفبات في مُنافسات لإظهار عيونهم المكتحلة ، وبعضهن يلبسن ثياب غاية في الاغراء ويتعطرن بروائح فواحة تجذب الرجال.

أما كثير من المُحجبات فحدث ولا حرج . . حيث انهن لا يخلعن غطاء الرأس – نعم – ولكن مفاتن الجسد تزال باقية إما بسبب نوعية الملابس الغير فضفاضة ” أي ضيقة بشكل مُثير ” فضلاً على المساحيق ورسم العيون والشفايف. 

هناك من يؤكد بأن الحجاب ليس فريضة إسلامية ويطرح أدلة لايقتنع بها البعض، ولكنها جديرة بقرائتها بتأني، فبخصوص ما يُسمى بالحجاب الإسلامى ، والذى صحته غطاء الرأس الذي لم يُذكر لفظه في القرآن الكريم على الإطلاق ( أي غطاء الرأس )، صدر في عام 2001 كتاب يحمل عنوان : لا نقاب ولا حجاب فى ألإسلام.
، ولأن مسألة الحجاب، باتت تفرض نفسها على العقل الإسلامي وغير الإسلامي، لدرجة أن يخرج علينا بعض الجهلاء لقول بفرضية الحجاب دون أن يسوق لنا الدليل الصحيح على ذلك، ولأن الحجاب أصبح مقياسا وتحديدا لمعنى ومقصد وطبيعة الإسلام، في نظر غير المسلمين، مما حدا ببعض الدول غير الإسلامية، إلى القول بأن الحجاب الإسلامي هو شعار سياسي، يؤدى إلى التفرقة بين المواطنين، والتمييز بينهم، مما أدى لحدوث مصادمات وفصل من الوظائف في هذه الدول بسبب تمسك المسلمة بما يسمى الحجاب، لذلك فان هذا الموضوع يحتل اهتمامات كثير من أهل البحث والتنقيب بغية الاستدلال للتوضيح.

فما هى حقيقة الحجاب وما المقصود به، وما الأدلة الدينية التي استند إليها ما يدعون أنه فريضة إسلامية؟ . .  لذلك يجب مُناقشة أدلتهم بالعقل والمنطق والحجة، حتى لا نُحمل الإسلام بما لم يأت به.

فقد جاءت أدلة من يدعون بفرضية الحجاب متخبطة غير مرتبطة، فجاءت مرة بمعنى الحجاب، ومرة بمعنى الخمار، ومرة بمعنى الجلابيب، وهو ما يوضح ابتعادهم عن المعنى الصحيح الذى يقصدونه ،وهو غطاء الرأس، وهو ما يعنى أنهم يريدون إنزال الحكم بأي شكل لهوى وضعف نفسى عندهم.

تعريف الحجاب

هو لغة: – «بمعنى الساتر أو الحائط أو الحاجز وحجب الشيء أي ستره، والآيات القرآنية التي وردت في القرآن الكريم عن الحجاب 4 آيات وهى قوله تعالى في سورة الإسراء آية 45 (واذا قراتَ القرءانَ جَعلناَ بينكَ وبينَ الذينَ لا يؤمنونَ بالآخرة حِجاباً مَستوراً )، وسورة فصلت آية 5 (وقالوا قُلوبنا في أكنةٍ مما تَدعونا اليهِ وفي اذَانِناَ وقر ومِن بيننا وبينكَ حجابً فاعمل اننا عاملونَ) وفى سورة الشورى آية 51 (وما كانَ لبشرٍ أن يُكلمهُ اللهُ إلا وحياً أو مِن وراءِ حجابٍ أو يرسلَ رسولاً فَيوحِيَ بإذنهِ ما يَشَاءُ إنهُ عليٌ حَكيمً ) .

وهذه الآيات الثلاث توضح أن الحجاب هو ساتر أو حائط أو حاجز للرؤية الكلية دون لبس أو تورية , ولا صلة لها بغطاء الرأس أو الشعر مطلقاً ،والآية الرابعة تتعلق بزوجات النبي وحدهن، وتعنى وضع ساترأو سور أو حاجز بينهن وبين الرجال من الصحابة، ولا خلاف بين كل الفقهاء والمشايخ في ذلك المعنى مطلقا، وهى الآية رقم 53 في سورة الأحزاب تقول «ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتَ النبي إلا أن يؤذنَ لكم إلى طعامٍ غيرَ ناظرينَ إناهُ ولكن إذا دعُيتُم فادخلوا فإذا طَعِمتم فانتشروا ولا مستأنسينَ لحديثٍ إنَ ذَلكُم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحي من الحقِ وإذا سألتموهنَ متاعاً فسئلوهن من وراء حجابٍ ذلكم أطهرُ لقلوبكم وقلوبهنَ وما كان لكم أن تؤذوا رسول اللهِ ولا أن تنكحوا أزواجهُ من بعدهِ أبداً إن ذلكُم كانَ عندَ اللهِ عظيمًا»

ثم نأتى لإستدلال البعض بآية الخمار على فرضية الحجاب أي «غطاء الرأس» التي وردت بالآية 31 من سورة النور التي تقول: « وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”. » ص ق ،- وسبب نزول هذه الآية أن النساء في زمن النبي وما قبله كُنَ يَرتَدِينَ الأخمرة ويسدلنها من وراء الظهر، فيبقى النحر، أي أعلى الصدر والعنق وجزء من النهدين لا ساتر لهما.

وفى رأى آخر أن الخمار عبارة عن عباية–، وهنا طلبت الآية من المؤمنات إسدال الخمار على الجيوب ( أي فَتْحَة الصدر) ولم تقل الأية وليضربن على رؤوسهن لو كانت للشعر، وعلة الحكم في هذه الآية هي تعديل عرف كان قائما وقت نزولها، ولأن ظهورهن بصدر بارز عار هو صورةً يرفضها الإسلام، ومن ثم قصدت الآية تغطية الصدر دون أن تقصد وضع زي بعينه أو تنص على فرضية الحجاب أو غطاء الرأس والشعر فلم يكن وارداً وقتها،.

وكان الهدف والعلة من ذلك هو التمييز بين المسلمات وغير المسلمات والحرائر والأماء اللاتي كن يكشفن عن صدورهن وكل الجواري عند الصحابة كنَ غير محجبات ويخرجن بصدور عارية فلو كان حجاب الشعر أى غطاء الرأس فرض لوجب على الأماء والحرائر دون فرق لأن جميعهم نساء والفتنة قد تكون من الإماء أكثر من الحرائر لو كانت أكثر جمالاً وكلمة بخمرهن فى الاية لٲن العرف القائم في المنطقة الرملية المشمسة هو لبس الخمار للنساء حتى الرجال يرتدين الغطرة بسبب الرمال والشمس فكان لبس الخمار للكل المسلمة والكتابية والكافرة الوثنية لكن الٲمر في الآية أتي لتغطية الصدر بكل وضوح وليس الرٲس للمسلمة وإلا كانت الآية قالت وليضربن بخمرهن على رؤسه.

إستدلال البعض بفرضية الحجاب بآية الجلابيب من سورة الأحزاب رقم 59 والتى تقول: «يا أيُها النبىُ قُل لأزواجِكَ وبنَاتِكَ ونساءِ المؤمنينَ يُدنينَ عَليهنَ من جَلابيبهنَ ذلكَ أدنى أن يُعرفنَ فلا يُؤذينَ» ص ق، وسبب نزول هذه الآية أن عادة النساء وقت النزول كُنَ يكشفن وجوههن مثل الإماء «الجواري» عند التبرز والتبول في الخلاء لأنه لم تكن عندهم دورات مياه في البيوت.

وقد كان بعض الفجار – من الرجال – يتلصص النظر على النساء في أثناء قضاء حاجتهن، وقد وصل الأمر إلى الرسول – (ع) بعد قول عمر بن الخطاب لسودة زوجة النبي لقد عرفناكِ بعد تبرزها وهو الحديث الذى ورد فى صحيح البخارى في باب خروج النساء للتبرز حيث قال حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِى عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلَى الْمَنَاصِعِ – وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ – فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِلنَّبِىِّ – (ص)- احْجُبْ نِسَاءَكَ . فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ –- يَفْعَلُ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِىِّ – – لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِى عِشَاءً ، وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً ، فَنَادَاهَا عُمَرُ أَلاَ قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ )- فنزلت في اليوم التالى الآية59   من سورة الأحزاب لتصنع فارقا وتمييزا بين الحرائر والإماء «الجواري» من المؤمنات حتى لا تتأذى الحرة العفيفة، وكان عمر بن الخطاب إذا رأى أمة «جارية» قد تقنعت أي تغطت أو دانت جلبابها عليها ، ضربها بالدرة محافظا على زى الحرائر «ورد هذا عن ابن تيمية – في كتاب حجاب المرأة ولباسها في الصلاة – وهو من تحقيق محمد ناصر الدين الألبانى – المكتب الإسلامى – ص 37».

وهو مايعنى ان الآية نزلت بخصوص قضاء المرٲة لحاجتها بالخلاء لعدم وجود دورات مياه وابواب مثل الان فطلبت منهم التغطية الكاملة بسبب تلصص البعض عليهم اثناء قضاء الحاجة فلا صلة للآية بغطاء الشعر مطلقا لكن جهل المشايخ بسبب النزول جعلهم يكذبون ويكذبون
– إستنادهم إلى حديث منسوب للرسول – (ع) – عن أبى داود عن عائشة أن أسماء بنت أبى بكر دخلت على رسول الله – (ع)- فقال لها: «يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى فيها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفيه»، — والرد على من يستدل بهذا الحديث على فرضية الحجاب «غطاء الرأس» نقول إن هذا الحديث من أحاديث الآحاد أي ليس من الأحاديث المتواترة الصحيحة السند غير المنقطعة المجمع عليها.

،ولكنه حديث آحاد مقطوع السند أي مزور على سيدنا النبى ص لأن خالد بن دريك او مدرك الذى نقل عنه أبي داود الذى روى عن السيدة عائشة لم يعش فى زمانها ولم يقابلها ، فلا يكون إلا للإسترشاد والإستئناس، لكنه لا ينشئ ولا يلغى حكما شرعيا فكيف نجعله سندا لفرض إسلامى ،والفرض الإسلامى هو أعلى درجات الإلزام الشرعية ويأتى بعده الواجب والمندوب والمستحب إلى أخره .

والفرض لا يبنى على الظن أو التفسير الضمنى أو استخلاص المعنى بجهد بشرى متأرجح ولكن يُبنى الفرض على الأدلة القطعية الثبوت الواضحة الدلالة — لذا نرى ونفتى بكل ثقة وإطمئنان كامل– بأن الحجاب ليس فريضة إسلامية ، والقائل بفرضيته يحتاج للمراجعة والمناظرة وحتى لا يسيء للإسلام دون قصد ويتهم الفكر الإلهى بالسطحية ( حاشا لله ) لتوقفه عند خصلات شعر رغم أن العيون والخدود والشفايف أكثر فتنة وتأثيراً .

سامح الله كل جاهل يكذب على شرع الله ويضع شرع على شرع الله فيكون مثواه جهنم لقول سيدنا النبى ص من كذب عليا متعمدا فليتبوء مقعده من النار والنار للكفار .

 وحى الحجاب الكاذب ظهر في مرحلة السبعينيات بمصر بعد ان مكن الرئيس السادات الإخوان المسلمين من مفاصل الدولة ( القضاء والتعليم والإعلام والصحف حتى الشرطة ) فنشروا الفكر الوهابي المدفوع الأجر وبمساعدة الشيخ الشعراوى رحمة الله عليه مكن المال الوهابى للمتطرفين امتلاك المدارس والمصانع والشركات والقنوات بالمليارات ،كما كانت ترسل لهم ملايين الكتب مجانا تباع على الارصفة.

وللٲسف مازال هؤلاء السلفيين يسيطرون على كثير من مؤسسات الدولة المصرية ويقاتلون من اجل مصالحهم وثرواتهم على حساب المغفلين وهم موجودون ومعلومون بالقضاء والشرطة والإعلام والتعليم والصحف وغيرها .

والدولة تحارب الإرهابيين لكن اصحاب الفكر الذى يفرخ هؤلاء الإرهابيين لم تقترب منهم الدولة تواطؤ ام غباء الله اعلم .

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

خطر الذكاء الاصطناعي على النُخبة المُثقفة

 كتبت | دكتوره أميره إبراهيم الانتلجنسيا في الذكاء الاصطناعي بين الظاهرة التاريخية وصناعه الوعي الثقافي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *