صورة تعبيرية لذكرى النصر

العاشر من رمضان ذكرى انتصار ورد إعتبار | ويبقى جيش مصر درعنا الواقي

كتب | سعيد السبكي

يوم العاشر من رمضان ليس فقط من أعظم الانتصارات بشهادة خبراء عسكريين من كل دول العالم، ولكنه انتصار ورد اعتبار لكرامة مصر والأمة العربية في تاريخها الحديث، فقد جسد أصالة شعب مصر وقواته المسلحة وعظمة ولائهم للوطن بتضحيات ستظل محفورة في تاريخ وعقول ووجداننا نحن أبناء مصر.،

تحية لشهداء الواجب الوطني الأبرار . . وتحية لكل من هو على قيد الحياة وشارك فى معركة الكرامة . . وتحية لشقيقي الأكبر الراحل الرقيب أول عزت السبكي الذي كان يخدم في سلاح المُدرعات بالخطوط الأمامية . . وتحية لأخي الأصغر الضابط بالدفاع الجوي حمدي السبكي . . وتحية لإبن عمي الراحل زينهم السبكي . . وغيرهم الكثيرين من أرحامي،  لمصر ولهم ولي الشرف أن أذكرهم في هذا اليوم المشهود.

لقد أصبح انتصار ( السادس من أكتوبر – العاشر من رمضان ) نقطة تحول كبرى في التاريخ ومرحلة انتقال أيضأ في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، حيث تمكنت مصر من تحطيم أسطورة الوهم بأن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل.

العاشر من رمضان هو اليوم الذي تمكن فيه جيش مصر العظيم من عبور قناة السويس والتوغل شرقا داخل سيناء التي كانت تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967، بعد تحطيم خط بارليف، أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث والذى يعتبره العسكريون الغربيون إنه لا يمكن تدميره إلا إذا استخدمت القنبلة الذرية، إلا أن القوات المسلحة المصرية أستطاعت تدمير هذا الخط خلال ساعات من بدء الحرب، وأفقدت العدو توازنه في أقل من ست ساعات .

كانت تلك الحرب قد بدأت في  تمام الساعة الثانية ظهرا من يوم العاشر من رمضان الموافق يوم 6 أكتوبر1973، حيث نفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، وحلقت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادي الرادارات الإسرائيلية. واستهدفت الطائرات المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.

وبعد عبور الطائرات بخمس دقائق بدأت المدفعية بعمليات قصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تحضيراً لعبور قوات المشاة، وتقدمت وقتها عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، وفي تمام الساعة الثانية والثلث توقفت المدفعية ذات خط المرور العالي عن قصف النسق الأمامي لخط بارليف ونقلت نيرانها إلى العمق حيث مواقع النسق الثاني، وقامت المدفعية ذات خط المرور

الضابط حمدي السبكي

المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها.

في تمام الساعة السادسة والنصف كان قد عبر قناة السويس ألفا ضابط وثلاثون ألف جندي من خمس فرق مشاة، واحتفظوا بخمسة رؤوس كباري واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية، ما عدا لواء برمائي مكون من 20 دبابة برمائية و80 مركبة برمائية عبر البحيرات المرة في قطاع الجيش الثالث وبدأ يتعامل مع القوات الإسرائيلية.

في الساعة الثامنة والنصف إكتمل بناء أول جسر ثقيل وفي تمام الساعة العاشرة والنصف إكتمل بناء سبعة كباري أخرى وبدأت الدبابات والأسلحة الثقيلة تتدفق نحو الشرق مستخدمة السبع كباري و31 معدية .

لقد جحت حرب العاشر من رمضان “6 أكتوبر” في إعادة الملاحة بقناة السويس في يونيو 1975 ،كما مهدت الطريق لإتمام اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في سبتمبر 1978 ،وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في مارس 1979، واسترداد مصر لسيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس في 25 أبريل 1982 ، ما عدا طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في 19 مارس 1989 .

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

ليندا سليم تكتب|مجاعة الشرف

تايم نيوز أوروبا بالعربي | ليندا سليم بصراحة وبدون مقدمات شاحبة لم تروقني فرحة البعض …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *