الكاتب الصحفي محمود الشربيني

ضوء في آخر النفق: طوابق .. أم خرابة! | بقلم محمود الشربيني

بقلم – محمود الشربيني:

– تمامًا .. مثلما تخفي ست البيت أو الخادمة كناسة البيت تحت السجاد لأسباب أو لأخرى .. يمكن القول إن كثيرين في مصر يفعلونها!

حاجة تكسف .. كتبت ذات ملاحظة مماثلة مقالًا عنوانه “الكناسة تحت السجادة” ولكن ستات البيوت عملوا”ودن من طين وأخرى من عجين”.

هن أحرار .. البيوت بيوتهم .. ومثلما يقول الناس : “فيه كدة وفيها كدة” ويكملون :”من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله”! لابأس فللبيوت رجال يحاسبون نساءهم على ما يجري فيها .. لكن من يحاسب بيت الصحفيين؟

أصل الحكاية هنا هو هذا المبلغ الضخم الذي تم انفاقه على تجديد واجهة النقابة واستبدال الكلادينج – وهو عبارة عن واجهات حديثة – بالرخام الأصلي الذي أشيع أنه خطر لسقوطه علي المارة!

هل عدمنا الحلول غير المكلفة .. حتى تدفع نقابتنا المتخمة بالعجوزات المالية ولا تلبي احتياجات الصحفيين .. حتى أن مرشحًا حاول مغازلة الناخبين بجلب كراتين البيض بأسعار مخفضة من وزارة الزراعة لمساعدة زملائه الغلابة؟

هل من المعقول إنفاق 8 مليون جنيه على هذه الواجهه؟ حسنًا فعلت “العمومية” برفضها الميزانية الختامية .. وإن كانت التساؤلات تثور حول جدوى هذا الاجراء .. وكيف سيتعامل معه المجلس الجديد وهل سيحقق في الموضوع .. ويحاسب المهدرين إن وجدوا؟ أم أن المجلس الجديد سيصبح مشغولًا بميزانيته هو التي ستناقش قبل الانتخابات الجديدة .. وبالتالي لن يهمه سواها؟ لا أحد يعرف سوى النقيب الجديد والمجلس بنصفه القديم والجديد!

أعود إلى فكرة الكناسة تحت السجادة وارتباط ذلك بماجري في موضوع الواجهه وما حدث من رفض للميزانية الختامية .. لأربط ذلك كله بمشهد لم اتوقعه! صادم الي اقصي حد! مريع ومؤسف بلا مبالغة!

لقد شاءت الاقدار أن تكون لجنتي الانتخابية – أنا و زملاء آخرين – في الطابق الخامس .. وبعد معاناة شديدة .. أمكنني الصعود إليه عبر أسانسير واحد! كان يعمل في الجهة اليسرى من المدخل .. لأنزل منه في مكان غريب جدًا! طابق مهجور .. خرابة .. سقفها الإسمنتي ظاهر كليًا وأسلاكه الكهربائية عارية .. وكأن كل أوراق التوت سقطت أمامي .. في البداية تخيلت أن المنظمين فعلوا ذلك عمدًا .. ليجدوا متسعًا لتقسيم اللجان بشكل رأسي وعلى مسطح يمتد بعرض الطابق وطوله وعمقه .. تخيلت أنه كانت هناك في السابق “بارتشنات” يقسم إليها الطابق كمكاتب أو غرف أو ما شابه .. لكنها أزيلت لهذا الغرض.

ولكن لماذا الأرض غير المستوية مغطاة بسجاجيد الفراشة؟ هكذا سألت نفسي، وما الذي يختفي تحت سجاجيد الفراشة؟ تفحصت المكان ونظرت أعلى و أسفل .. مبهورًا بالأسى .. مشدوهًا بالأحزان.. مثقلًا بالتساؤلات؟

ما الذي حدث لهذا الطابق؟ هل أتى عليه حريق؟ هل هو تحت الصيانة مع الواجهة؟ لم يقل أحد إن ملايين الكلادنج في “أيامه الغبرا”هذه ستتضمن إصلاح وتشييد وتأثيث هذا الطابق؟

جاءني صوت من الطابور الطويل – هكذا وقفنا بأعداد غفيرة في كل اللجان مايقطع يقينا بسوء التنظيم لعملية الإنتخابات – ليصدمني صدمة قاسية: هذا الطابق يا أستاذ ليس وحده “الخرابة”.. لتصعد أيضًا إلى السادس فستجد أنهما لم تمسهما أيدي التشييد والتأثيث منذ انشاء النقابة؟

يااااه .. كل هذه الكناسة تحت السجادة ايها السادة؟

عن زوايا الأخبار

شاهد أيضاً

ليندا سليم تكتب|مجاعة الشرف

تايم نيوز أوروبا بالعربي | ليندا سليم بصراحة وبدون مقدمات شاحبة لم تروقني فرحة البعض …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *