ما يُخبئهُ الغد|الفصل التاسع عشر

الفصل التاسع عشر ..

تايم نيوز أوروبا بالعربي|ريم حسام الدين

فى صباح اليوم التالى كانت مسك تقوم بحمله نضافه استعداداُ لزياره زوزو …
فتلك اول مره لها فى منزلها .. انتهت من تنظيف الشقه و أعدت اطباق من الحلوى لأجلها فكان كل شئ على خير مايرام .. شردت قليلاً معاويه رفض الطلاق و لكنه مختفي لم يبرر لها شئ .. كانت تميل لكونه عند او غضب ..
لكن ذلك القابع فى صدرها يرفض الفكره يمني نفسه بالعكس .. تنهدت ستتحدث مع ذلك الاحمق فيما بعد ..
دق جرس الباب لتستقبل مسك زهر .. جلست كل منهما تتبادلا الاحاديث كان وقت لطيف .. اخدتها مسك فى جوله سريعه فى المنزل كانت زهر منبهره للغايه بلمسات مسك فى المنزل و رسمها ..
بعد تناول وجبه خفيفه كانت مسك تعد الشاي و اطباق الحلوى عندما خرجت وجدت زهر تقف قرب الباب لتقول لها و هي تضع الاطباق : ايه يا زوزو فى حد على الباب ولا ايه ..
التفت لها سريعا لتقول : لا يا قلبي .. انا سمعت صوت فقولت اتاكد من العين السحرية .. بس تقريبا الخبط عند الجيران ..
رفعت مسك كتفيها : ممكن ..
عادت زهر لجلستها و اكملا ما بدئاه .. فى نهاية اليوم اقترحت زهر الذهاب الى مصفف الشعر مره اخري كما انها تود الذهاب الى المركز التجاري .. لتطاوعها مسك فى ذلك فقد كانت بحاجه الى تلك الأمور حقا لتصرف عقلها عما يشغله ..
كانت جوله طويله خضعت لها مسك لتخضع زهر بعد ان اختارت لها احد الفساتين لتجبرها على تجربته و ارتدائه ايضا .. كانت تلتف حول نفسها : ايه رايك ..
لتنطق زهر بحب صادق : حلو اوى بجد .. نروح للكوافير و هيبقى قمر..
ابتسمت مسك و عادت تنظر الى المرأه .. كان فستان من اللون الاخضر الهادئ للغاية كزبد البحر ذا اكمام منفوشه و شفافة تتسع فتحت صدره قليلا على هيئه مثلث و يصل الى أخمد قدميها ..
التفتت اليها مره أخري لتقول : هو احنا رايحين فى حته يا زوزو ..
لتنفي براسها : لا يا حبيبتى هنروح بعد منخلص ..
– طب و الله خساره الشياكه دي ..
– الوقت هيكون اتاخر بعد ما نخلص عند الكوافير .. كنت عايزة نخرج و الله ..
– ولا يهمك مره تانيه عادي ..
نظرت زهر الى هاتفها لتقول : بصي انا حاسبت لمي حاجاتك لحد ما اشوف السواق بره ثوانى و هستناكي عند العربيه تمام ..
– تمام ..
و انطلق تجمع ملابسه و تحملها فى الحقائب كما أخذت ملابس زهر المشتراه و اعطت تقييم للخدمه فى المتجر مما استغرق قليلاً من الوقت و ذهبت الى زهر لتتحركا الى المصفف ..
كان يوم فى غاية السعاده لها .. أوصلتها زهر الى المنزل و ودعتها بالكثير و الكثير من النصائح و القبلات و غادرت ..
صعدت مسك فى هيئتها اللطيفه الغير معتاده الى المنزل .. كادت تفتح الباب لتشعر بشئ غريب .. يخيل لها سماع حركه ما .. عادت خطوه الى الخلف ثم طرقت باب جارتها التى استقبلتها بحفاوه : مسك … ايه الحلاوة دي .
– كان عندي اجتماع فى الشركة يا طنط .. فورمال بقى و كده ..
– تجنني يا حبيبتى .. كنتى عايزة حاجه ..
– اه يا طنط معلش ممكن سكينه مطبخ حاميه .. اصل الباب زنق مش عارفه افتحه ..
– تحبي انادي عمك ..
نفت سريعاُ : لا لا .. باب علق مش حوار هي اول مره ..
أماءت لها السيده لتغادر ثم تعود بالسكين .. شكرتها مسك و حثتها على غلق الباب كانت تخشي ان يكون سارق .. ماذا ان دفع بها و اذي المسكينه بسببها .. نفضت افكارها .. ربما خيالات او فأر ما ..
فتحت الباب بهدوء و رفعت السكينه ليأتيها صوته : منك لله … يا مجنونه ايه ده ..
– معاويه .. قالتها بصدمه و هي تخبئ السكين
ضحك و قال : كده مشيت السكينه الوحشه يعنى ..
وضعت السكين جانباً لتتحرك تجاه بصدمه بعد أن اغلقت الباب .. فقد لاحظت الان كانت ورقات الورود الحمراء تملئ المكان كما أنه ايضا جلب لها باقة منها رائعه يحملها بيده .. بينما هو يقف بشعره المصفف و قميصه الاسود مرفوع الاكمام قليلاً و بنطالاً رمادياً .. اضاف له جاذبيه محببه .. لتنطق أخيرأ : ايه ده ..
– سيبك انتى .. ايه الحلاوة دي ..
اخفضت راسها لتداري خصلاتها خجلها .. رفعت خصلاتها خلف اذنها لتحمحم بينما ابتسم هو و مد يده يعطيها باقة الورد .. أخذتها بهدوء ليخرج هو علبه صغيره تحوي زخارف قديمه لطيور و ورود كتب عليها اسم الدلال الخاص بها .. لتهز راسها بمعنى لا تفعل ذلك .. نزل على احدي ركبتيه و فتح العلبة قائلاً : أنا معنديش استعداد اخسرك مقابل اي حاجه .. تقبلي تتجوزيني .. و المره دي بجد .. و انا عارف انى الى جيبته لنفسي بس امر الله .. هكرتينى و الى حصل حصل ..
قد الجمتها الصدمه حقاً و السعاده .. نعم كانت سعيده .. الان تفهم كنه هذه المشاعر .. كل ذلك القلق كان حباً .. كل ذلك الخوف كان حباً .. كانت تحبه .. تريد أن تبقى و تكمل معه .. لا تريده أن يغادر ليس كفرد من عائله .. بل ككل شئ .. كحبيب و زوج ..
كانت تضحك .. خانتها دمعه مسحتها سريعاً .. لا تريد دموع اليوم و الان ..
مدت له يديها ليلبسها الدبله كانت رقيقه ليس بها شئ سوى مسحه نحاسيه و خاتم فوقها محفور عليه اوراق الخريف بالوانه الورديه و الرماديه كان بديعاً ..
دفنت نفسها بين ذراعيه تتشبث به فى سعاده بينما كان هو يبتسم كم كان غبياً و اضاع الكثير من الوقت .. مسح على وجهها ثم طبع قبله على جبينها ليخبرها : بكره هروح أكلم بابا و أطلبك منه .. و هقوله أننا هنعيش هنا غيري الى أنتى عايزاه فى الشقه و انا هجيبهولك .. أنا عارف انك بتحبي الشقه دي علشان كده شغلى بس يظبط و هشتريها باسمك .. أعتبريه المهر بتاعك .. طول السنين دي كانت بتاعتك و هتفضل بتاعتك .. أنا بحبك يا مسك .. بحبك بجد ..
كانت سعيده لانه لم يغفل عن أمر التقدم لوالده للزواج منها لتنطق بصوت خافت : معاويه ..
– عيونه ..
تنهدت و تكلمت أخيراً فقد كانت مستمعه فقط لم تستطع ان تقل سوي شيئاً واحداً : انا كمان بحبك اوي .. شكراً على كل حاجه .. شكرا بجد ..
طبع قبله أخري على جبينها لتأخذ هي خطوتين للوراء ثم قالت : بقولك ايه ..
ضيق عيناه و اردف : أستر يا رب ..
– هو مين الى هيكنس الورد ده ..
أشارت له على الورد المنثور فى كل مكان .. ليأخذ هو خطوات الى الوراء و رفع يديه : مع نفسك يا حب .. أنا صارف و مكلف انتى عليكي الترويق ..
القي لها نسخه المفتاح الذي أخذته زهر صباحاً و اعطتها له .. ليشير لها وداعاً : طب ساعدنى ..
– مع .. نفسك …
– طب نتصور طيب ..
عاد اليها ليتقطوا عدة صور لهما و لها مع ذلك الفستان و الورود و الخاتم … لتتحدث هي بدلال : هتساعدنى ..
أغمض عيناه و مد يده لها لتسرع هي و تجلب له المكنسه ..
انتهي به الوضع يعيد كل شئ كما كان بينما هي صنعت له فنجال من القهوة و وضعت الورود فى مزهرية ليردف : تعبتى أوى صح ..
اسبلت عيناها له و هي تقول : قره عيني و الله ..
– شريره مش مصدقك ..
ابتسمت له بينما ودعها هو .. فلديه الكثير من الاعمال بالشركة و سيتحدث مع والده .. غادر المنزل و اغلق الباب معه .. لتقفز هي بسعاده بالغه و هي تنظر الى الخاتم تضمه اليها بحب فقد كانت تشعر أنه كتب لها السعاده الأن معه …
يتبع الى الفصل الأخير …

عن admin1

شاهد أيضاً

المقعد A37 تفوز في مُسابقة القيصر الأدبية الدولية للقصة القصيرة

كتبت | رئيسة قسم ثقافة وفنون – عبير نعيم المقعد تفوز بالمركز الثامن في مُسابقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *