ما يُخبئهُ الغد| الفصل السابع عشر

الفصل السابع عشر..

تايم نيوز أوروبا بالعربي|ريم حسام الدين
– كنت فين يا معاويه ..
تحدث والده بتلك النبره الهادئه التى لا تنبئ بالخير رغم أن السؤال يبدو عادياً الا انه ليس كذلك على الاطلاق .. كاد يجيب لكنه تراجع قائلاً : ما حضرتك عارف يا بابا .. اكيد شوفت الصور الى مسك نزلتها .
– و انت مش ملاحظ انك محاوط مسك زياده عن اللزوم ..
لا يفهم ما يرمي اليه والده رغم ان الخيوط بدئت تتضح امامه ليكمل : و دي حاجه تضايق فى ايه ..
– تضايق انك مشتت افكارها .
– مش فاهم ..
– مسك من حقها تتجوز و تستقر و طول ما انت حواليها زياده كده هي مش هتعرف تستقل او تفكر فى حد ..
احتد صوته قليلاً : بابا انت مش ملاحظ انك بتتكلم عن واحده متجوزة .
– وانت مش ملاحظ ان صوتك عالي .
أغمض عينيه يحاول تمالك اعصابه .. ليكمل والده : الوضع ده مش مظبوط و لازم ينتهي …
نظر له ملياً ففكره الطلاق لم تكن بباله تماماً و لكن لماذا التاجيل .. لا يعلم
– معاويه .. انت عايز ايه بالظبط ..
– عايزها بس اتاكد من مشاعرها ناحيتي مش عايز ابوظ الدنيا …
– بس انت محتاج تاخد رده فعل كده كتيربصراحه .. و كمان لو جالها عريس ايه هيبقى الوضع ؟ ..
– ما هي اصلا مش عايزة محمود ..
– محمود ؟ .. هو محمود اتقدملها ..
ادار رأسه اي ورطه تلك أكمل والده : و مين الى قرر أنها مش عايزة محمود أنت و لا هي ..
لم يكن يملك اجابه …فهو لم يعطي نفسه فرصه لمعرفه رأيها فى موضوع محمود و لا يعلم انها كانت سترفضه على كل حال … اعتزر من والده مغادراً مع زحم افكاره ..
دخل غرفته وأغلق الباب بأنفعال أن والده يضيق عليه الخناق و هو ليس من الاشخاص التى تعمل تحت ضغط .. كما ان هاجس افساد الامر يحاوطه لما لا يحاول فهمه هو سئ فى توصيل ما يبغاه و لكن ليس لتلك الدرجه ..
فتح هاتفه يتفقد أحد مواقع التواصل الاجتماعي ليجد صوره لها و هي تقفز رافعه قدميها الى الاعلي و شعرها منثور حولها و هي تضحك .. كان قد التقطها لهاو كتب عليها ” واحداً من أفضل أيام على الأطلاق ” .
ابتسم لذكري اليوم انها حقاً قادره على تغيير حالته المزاجيه تماماً .. ما العمل الان ؟ ..
لا يدري معاويه كيف مر المساء عليه .. لكنه مر هادئأ على مسك و اتجهت الى عملها ..
كان الروتين المعتاد فى العمل حتى استدعاها والد معاويه الى مكتبه .. دخلت الى المكتب كادت تهم بالحديث عن العمل ليوقفها : اقعدي يا مسك انا عايزك فى حاجه تانيه ..
– خير يا عمو فى حاجه و لا ايه ..
– انتي ليه مقولتليش على حوار محمود ..
– علشان مكنتش عايزاه بس .. اصلا سمج و دمه تقيل على قلبي ما حضرتك عارف ..
– مسك موضوع الجواز ده لازم ينتهي الوضع مش مظبوط ..
كانت تفرك يديها في توتر فقد هربت منها الكلمات ليكمل هو ما بدئه مع معاويه معها : مسك .. انتى زى بنتى و انتى عارفه انك لو جيتي خدتى رايي في حاجه زى دى أنا كنت هرفض ..
اردفت بنبره خجله منخفضه : مفكرتش فيها كده .. كنت شايفاها مساعده ..
– حبيبتى .. يفضل جواز انتى مفكرتيش في نفسك بعد الجواز ده ما ينتهي انتى وضعك هيبقى ايه … هتبقى مطلقة و محدش يعرف اصلا انك متجوزة و كمان عايشه لوحدك انتى مستوعبه الموقف عامل ازاى …
نظرت له فى تشتت و قد اتسعت عيناها تجاهد حتى لا تبكي .. اللعنه لما لم يفكر أحداً منهما فى تلك الامور .. كانت تخشي أن تخبره حتى لا ينشب خلاف بينه و بين معاويه بسببها و بسبب شأن السفر حتى لم يخطر ببالها أن هناك اسباب أخري للغضب منها … ماذا ايضاَ الان .. طلاق .. أن وقع الجمله ثقيل رغم معرفتها أن الامر لم يكن زواجاً حقيقا .. لكن الان معاويه سيكون لأخري يفعل كل تلك الاشياء معها .. يجلب لها كل ما تريد .. يحنو عليها .. اما هي .. هي ماذا أي زوجه ستترك طليقة زوجها جواره لو كانت هي لما قبلت .. ستاخذ مكانتها .. كما ستأخذ عائلتها فهو حقاً عائلتها هو و والديه .. و هي لا تملك القدره على الدخول فى علاقات و لا تعرف حتى كيف تفعل ذلك ..
كانت تنظر له شارده فقد استطاع حقاً قلب موازينها .. قطع ذلك الصمت : انتى عايزة ايه ..
قالت و قد خانتها دمعه : مش عايزة ابقى لوحدي ..
تنهد بحزن و هدء يحاول ان يخرجها من تلك الحاله : حبيبتى .. انتى مش لوحدك انا وعدت ابوكي انك فى حمايتى و مسئوليتى طول ما اناعايش ..
– بعد الشر عليك ..
– مش انا لوحدي .. زوزو كمان حباكي اوي … اعترفي انتى احتليتى البيت .
ابتسمت و هي تمسح دمعتها الهاربه ليكمل هو : انتى عمرك ما هتبقى لوحدك طول ما انا موجود .. ففكري براحتك و متخافيش من النقطه دي ..
صمت و قد كان وقت العمل انتهي على كل حال و غادرت الى منزلها .. غادرتها شهيتها لتدخل الى فراشها فاقده الرغبه فى فعل اى شئ تهرب نائمه حتى لا تفكر الان ..

عن admin1

شاهد أيضاً

المقعد A37 تفوز في مُسابقة القيصر الأدبية الدولية للقصة القصيرة

كتبت | رئيسة قسم ثقافة وفنون – عبير نعيم المقعد تفوز بالمركز الثامن في مُسابقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *