ما يُخبَئَهُ الغد|الفصل الرابع عشر

 

الفصل الرابع عشر

تايم نيوز أوروبا بالعربي|ريم حسام الدين 

ذهبت مسك الى النادي فى موعد التدريب و كان عقلها منشغلاً بما يريده محمود .. ابدلت ملابسها و كان معاويه قد تحدث معها اخبرها انه سيتاخر قليلاً فقط ..
كانت تعدل من وضع بدلتها .. ثوان وكان محمود امامها حك عنقه ثم قال : انا عارف ان علاقتنا مكنتش احسن حاجه بس انا كنت عايز تديني فرصه بس نعرف بعض .
نظرت له بتعجب : اممم .. نعرف بعض اكتر ليه ..
– مسك بصراحه انا عايز اتجوزك .. كنت حابب اعرف رايك الاول قبل ما اتكلم مع استاذ محمد .
-عايز ايه يا عنيا ..
كان هذا صوت معاويه الذي اتي للتو ليستمع الى اخر كلمات محمود .. اغمضت مسك عينيها اي حظ هذا ..
التفت محمود له ليتحدث ببرود : عامل ايه يا معاويه .
– لا عامل ايه دي اجلهالى شويه .. عيد كده تاني عايز ايه معلش ..
– اعتقد دي حاجه متخصكش تخص مسك لوحدها .. ولا ايه ..
– شوف يا اخي انا كنت عايز اقابلك من بدري و كل مره بتفلت من تحت ايدي بس علشان انا سالك الحمد لله يا رب طلبتها و نولتها ..
ما ان انهي جملته حتى لكم محمود بقوه فى وجهه جعلته يترنح ليقابله معاويه بلكمه اخري اطاحت به ارضاً .. شهقت مسك فاندفعت قائله : محمود انت كويس ..
– خايفه .. تحبي اطمنك عليه خالص ..
اشارت له باغلاق فمها و ظلت تراقب محمود بقلق .. خائفه من تهور معاويه ..
نظر معاويه لمحمود الذي يحاول ان يعتدل ليكمل : عارف الى بتتقدملها دي مين .. دي تبقي مراتي ..
انحنى الى مستواه ليجذبه من ملابسه و هو يتابع : انت بقى المره دي هتعمل ايه الشركة و سيبتها … ابويا و عارف اني متجوزها .. عارف يلا لو ظهرت قدامي تاني او شوفتك بس بتتكلم معاها كلمه واحده صدقنى هتبقى اتعس لحظات حياتك علشان مش هيبقى فيك حته سليمة ..
التفت اليها صائحاً : شنطتك فين ..
اسرعت تحضرها و من ثم عادت اليه لياخذ بيدها الى الخارج .. كانت تختلس النظرات الى محمود شاعره بالذنب تجاهه اياً كانت مشاعرها لم تحب ان يتعرض الى ذلك الموقف بسببها نظر اليها فى النهايه لتهمس بصوت لم يصل الى معاويه : انا اسفه .
بالخارج صعد معاويه الى دراجته قائلاً : يلا اركبي .
– لا انا مبحبش البتاع ده بيخوفنى .
– والله عيب لما تقولى كده و انا معاكي .. ده انا بريمو
كان يتحدث بهدوء و مرح كانه لم يكن فى شجار منذ قليل .. اشارت له عده مرات ترفض الفكره : خلصي يا مسك هسوق براحه .
– وعربيتي .
– يا ستى انا هاجي اجيبها .
– طب و ليه ما اجي وراك .
– لا انا هروحك و دلوقتى يلا ..
امام اصراره قفزت لتصعد خلفه لينظر لها رافعاً احدي حاجبيه لتقول : قولت مبحبش مقولتش معرفش .
التفت يدير المحرك و هو يقول : هنشوف حوار بتعرفي ده بعدين …
وضعت يديها بالخلف تمسك بالمقعد لينطلق بها ما هي الا لحظات و كانت تلف ذراعيها حول خصره تمسكه بخوف ليبتسم هو على حركاتها الطفوليه و ينطلق الى المنزل ..
اوصلها و تناول المفاتيح منها ليستقل سياره تذهب به الى النادي و يعود اليها بالسياره ..
كانت تقف فى الشرفة ترتدي بيجامه مريحه واسعه عليها كاغلب ثيابها .. وقفت فى الشرفه تنتظر عودته بالطبع لاجل السياره لا لشئ اخر .. هذا ما ظلت تكرره .. بينما عقلها ظل يعيد عليها ما حدث بكامله من ثورته على محمود و كلامه .. هل قال انها زوجته .. يا الهي ما كل هذا كانت متوتره للغايه لا تستطيع فهم ما يجري .. ولكن ..
هناك شعور لطيف و رقيق بداخلها لم تستطع ان تتخطاه او تكذبه حتي لو كانت لا تدري كنه و لكن لم تشعر بذلك من قبل بحق ..
اتصل بها يخبرها ان تنزل له حتى يعطيها المفاتيح بعد ان صف لها السياره .. نزلت له عندما وصل بتلك الملابس و قد عقدت شعرها ككعكتين على جانبي راسها ..
ضحك عندما راها قائلاً : انتى تايهه يا شاطره .. عارفه بيتك فين طيب ..
عقدت حاجبيها قائله : هات المفتاح و روح .
– طب متعيطتيش طيب .. اجيبلك مصاصه .
قالت بعصبيه : معاويه .
– عيونه .
اتسعت عيناها اثر كلمته و استدارت لتغادر ليصيح : طب المفتاح طيب .
عادت و جذبته بعنف منه و رحلت .. وقف ينظر لاثرها بعد ان رحلت و هو يضحك .. تنهد ثم قال : شكلنا بنغرق ربنا يستر . .
ثم استقل دراجته عائدا الى المنزل … دخل مسك الى المنزل و منه الى غرفتها اغلقتها بالمفتاح كما اعتادت و دثرت نفسها فى الفراش .. كانها تمنع نفسها من سماع كلماته طوال اليوم فمعاويه هو معاويه .. انها افكارها المشتته ليس اكثر .. انه يتصرف كما اعتاد .. لا داعي للاوهام …
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى تمام الواحده ظهراً كانت مسك تترجل من سيارتها امام منزل معاويه فقد استغلت زهر نفوذها و اعطت لمسك عطله ذلك اليوم و بالطبع لم يمانع محمد ..
دخلت مسك الى المنزل فاستقبلتها زهر بترحاب جم و ذهبتا للجلوس فى الشرفة .. فكان الجو لطيفاً بعد الاحاديث المعتاده عن العمل و الحياه و كيف تدير حياتها الشخصيه بمفردها بالتاكيد مع ضيافة لطيفه من الكعك و الشاي بالنعناع الاخضر الملائم لتلك الاجواء ..
انتقلت زهر لتجاورها ثم اخذت يدي مسك بين راحتيها : انا اسفه على معاملتي ليكي اول مره انتى مقدره الظرف ..
ابتسمت لها لحنو : اكيد طبعا .. انا اصلا مش زعلانه .
– انا بس حبيت اعتزرلك بنفسي .. و حابه كمان ان علاقتنا تكون احسن من كده انتى مش عارفه يعنى ايه عايشه مع اتنين بينكشوا فى بعض طول الوقت ..
ضحكت مسك لتكمل هي مع ابتسامتها : محتاجه حد يشاركني رغي و حاجات البنات دي .
نظرت مسك الى حالتها و قالت : يا زين ما اختارتي ..
– ما احنا هنجرب سوا و اعتبريني اختك الكبيره .
– متقوليش كده .. اختى الصغيره طبعا ..
ضحكت زهر على مشاغبتها فقد انسجمت معها بسهوله : مسك هو انتى علي طول منعكشه كده .
– لا ده بس في الشغل و فى التمرين و لما ببقي لوحدى او مع معاويه .
– و انتى بتعملي ايه غير دول .
– ولا حاجه .
قالتها ببساطه لتتسع اعين زهر ثم قامت و جذبتها : طب تعالى هنروح مشوار ..
ذهبتا الى مصفف الشعر معاً كانت المره الاولي لمسك فى تلك الاماكن .. ظلت زهر تحثها و تدفعها : يا زوزو لا مش عايزة .
– تعالى بس صدقيني هيبقى تحفه ..
و كما هي العاده فزهر تفعل ما يحلو لها مع الجميع .. ظلت مسك تنظر الى المرأه فى سعاده و هي تعبث بخصلاتها الملتفه فقد اظهر التصفيف طول شعرها الذي يتعدي كتفها و اعطي لمعه محببه للونه لياتى صوت زهر : ايه رايك ..
– حلو اوى بجد .
– بحب اجي هنا .. نبقى نيجي سوا اتفقنا ..
احتضنتها مسك فجأه و هي تبتسم و تجاهد دمعاتها : اتفقنا .
لتشدد زهر عليها فى احضانها ثم عادتا الى المنزل سوياً لتاخد مسك سيارتها .. فى تلك الاثناء كان معاويه قد وصل الى المنزل ليراها تترجل مع والدته و قد جذبته هيئتها المختلفة
– ايه يا ماما معاكي ضيوف .
لتبتسم له فى سخف لتكمل والدته : بطل رخامه .. هتعوزى حاجه يا حبيبتى .
– تسلمي يا زوزو .
قال معاويه لها : زوزو .. هو انا أتاخرت كتير .
– كتير اوى .
ليميل الى الأمام باتجاهها : طب ايه مش هنتعرف .
ازاحته عن طريقها : متجوزه و الله يا عسل و لسه ضارب واحد امبارح .. مش هتبقى كل يوم خناقة ..
قالتها و هي تنفض خصلاتها الى الخلف .. ليضحك هو بشده و من ثم غادرت المكان ..

عن admin1

شاهد أيضاً

الدين والمِلة

بقلم : يحي سلامة أنت عارف رؤوف علوان لا له دين ولا ملة هذه الجُملة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia