التلميذ والأستاذ

الأم والزوجة.. المُقارنة لا تُفيد إلا إذا !! | ثرثرة على مقهى تايم نيوز

**ثرثرة على مقهى «تايم نيوز أوروبا بالعربي»: المُقارنة بين “الأم” و”الزوجة”. لا تُفيد إلا إذا!!

 (التقى الأستاذ والتلميذ في موعدهما الأسبوعي المحدد وجلسا بنفس مكانهما المعتاد): ‏الأستاذ: ماذا حدث؟ كنت في الأسبوع الماضي ألمح «دبلة الخطوبة» الثمينة في يدك اليمنى؛ فأين يا رب ذهبتْ من يدك؟! ‏

التلميذ ( بسخرية مليئة بالمرارة): ذهبتْ مع الريح؟! – معقول! هكذا بسرعة، ولم يمضِ حتى أسبوع واحد على الخطوبة؟!! ‏- الحمد لله، تجربة عاطفية “جميلة” لكن صاحبتها “خنقتني”، وما صدقت استرحت من “الخنقة”، يا ساتر!! ‏- لكنها تجرِبة لم تدم حتى لأسبوع واحد، مع أنك في بداية الأسبوع الماضي كنت تبدو أمامي سعيداً جداً.. جداً، فماذا حدث يا فتى قل لي؟! – يا باشا، الظاهر الزواج كله، زي ما قالوا زمان: “شركة” فكرتها فاشلة، وحتى مقدمته: الخطوبة، أصلاً؛ بداية هذا الفشل، فقلت “أَقَصِّر الطريق على نفسي”: وقلت : على إيه يا واد “تجيب” لنفسك الفشل بدري، خصوصاً وأن الفشل قادم.. قادم!! ‏-

الأستاذ (مقاطعاً) لكنك، وباعترافك؛ لم تُكمل حتى أسبوعك الأول، يعني قرارك من الأول “خاطىء”، وأنا باعتباري أستاذك، وتعلم كم أحبك بشدة ياابني؛ أعتبر نفسي مسئولاً معك عن قرارك هذا، صحيح؟! – هأنت أستاذي تُدخلني في «وجع الدماغ» ألم أقلْ لك موضوع «الزواج»، كله من أوله لآخره “وجع دماغ”، والظاهر حتى بعد أن ينتهي كمان! ‏- اسمح لي أتدخل، إذا لم يكن ذلك يضايقك يابني، أو لو تحب.. ممكن نتكلم في موضوع آخر! – لا، خلِّينا يا أستاذي في الموضوع الـ«…» ده!! ‏- إذن، تعال نُحلل مع بعض «قرارك» من الأول في هذا «الارتباط»؛ قل لي كيف اتخذته؟! – حضرتك علّمتنا في علم الاقتصاد أن القرار بـ«لا» يساوي في قيمته القرار بـ«نعم»، بل يكون هو «الأفضل» كلما تمَّ اتخاذه «مبكراً» لشركة ستكون على “وشك الإفلاس”؛ صح؟! – نعم، لكني لا أسألك الآن عن”قرار إنهاء العلاقة”، فأنت حُر فيه، مادمت لا تشعر بالراحة في هذا الارتباط؛ وإنما أسألك عن كيفية اتخاذك لـ”قرار بداية هذه العلاقة” أصلاً! –

أقول لك بصراحة، أنت تعلم أستاذي أني كنت أحب والدتي بشدة، وتعلم أنها رحلت عن دنيانا في ظروف مرضية مفاجئة، وأني حاولت إنقاذها بكل الوسائل والإمكانيات الموجودة عندي! – نعم، متأكد أنك ابن بار جداً، لكن السيدة الوالدة، رحمها الله؛ مضى على رحيلها الآن أكثر من عامين! – وقبلها بسنوات رحل والدي، ولذا فما زلت متعلقاً جداً برحيلهما، وخصوصاً بأمي! ‏- نعم، وبِرِّك لوالديك، وتفانيك في خدمنهما، وبالذات في مرضهما الأخير؛ جعلك قريباً جداً من قلبي، ويعلم الله أني اجتهدت في تعويضك، وعلى قدر ما أستطيع؛ عن حب الوالدين! صحيح.. عارف أن حب الوالدين لا يمكن تعويضه، وبالذات حب الأم!

التلميذ (متشجعاً على الكلام): لهذا ما صدقت لقيت “واحدة” في سِنِّي، تشبه أمي، حتى في نبرات صوتها الحنون؛ على طول قلت لنفسي: هِيَ هِيَ؛ هذه أمك ياواد، إوعى تضيعها من إيديك، خصوصاً وأنها أيضاً قالت لي: وانت كمان تشبه أبويا، مع إن السيد والدها لا يزال على قيد الحياة، المهم وجدنا أنفسنا على طول وفوراً لبسنا “الدبلتين”!! – والنتيجة؟! ‏- في خمسة أيام، وجدنا نفسنا خَلَّصنا كل الكلام، والبركة طبعاً في” موبايلات” النهار والليل! – يعني إيه؟! ‏- اكتشفت أنها ممكن تكون شبه أمي شكلاً فقط، وأنا شبه والدها، ولكن ده من الخارج بس!! ‏- برصه، يعني إبه؟!! ‏- يعني وجدتها من داخلها لا تُشبه «أمي» نهائياً، بل من الداخل تشبه «أُمِّنا الغولة»، وأنا بالنسبة لها لست مثل والدها، وإنما في نظرها، وباعترافها “شيطان مدمر” ليس عنده أي قدر من الذوق والرقة والنبل والحنان الموجود عند السيد والدها؛ ولهذا قبل أن ترمي سيادتها “الدبلة” في وجهي قلت لها أنا اتفضلي حضرتك خذي من يدي “دبلتك” وشكراً على جمالك!!! فأين الخطأ هنا؟!

الأستاذ (يكتم ضحكه بصعوبة): الخطأ أنك بحثت فيها عن أم لك، وهي أيضاً كانت تبحث فيك عن الأب، لازم تقتنع يا ابني أنه لا يوجد في الدنيا من يعوِّض الأم أو الأب إطلاقاً، صحيح كل شابة ستصبح أماً يوماً ما، ولكنها ستكون أماً فقط لأولادها، وكذلك الشاب سيكون أباً لأولاده!! ‏- وأنا؟!!! ‏- ابحث عن “أنثى” تسعد أيامك في الدنيا، شكلها يريحك، وأسلوب كلامها يرضيك، ويكون بينكما حب واحترام وود وكيمياء في التفاعل ولكما نفس الأحلام والآمال، والمهم أن تراعي في اختيارها شيئاً آخر، لأنه مسئوليتك أمام الله؛ وهو: ما يجب أن تكون عليه “أم أولادك” في المستقبل؛ أمَّا “الأم” فلا يوجد، ولن يوجد؛ ما يعوضها يا ابني، أبداً؛ وهذا سر خلود “صورة الأم” في قلوبنا حتى.. قيام الساعة! ‏«عباس الصهبي»

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

فتاوى العلماء|”لا تراعى الواقع وتأثيرها على مصداقيتهم لدى الجمهور”

فتوى العلماء هى مصدر هام للتوجية والإرشاد للناس فى مختلف القضايا الدينية و الإجتماعية، ومع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *