ما يُخبَئهُ الغد|الفصل الخامس

الفصل الخامس

تايم نيوز أوروبا بالعربي|ريم حسام الرسام

خرجت مسك من المكتب بعد ان طمئنت حالها ان كل شئ على ما يرام و تكذب هذا القلق الذي يجتاحها ..
وجدت أمامها محمود و هو أحد محاسبين الشركة الذي يعمل تحت اداره معاوية
نفخت فى ضجر فهو يتودد لها باسلوب سمج لا تحبه كادت تتخطاه ليقف امامها على قرب شديد منها و هو يبتسم : صباح الخير يا ميمي ..
رفعت احدي حاجبيها ثم قالت : خلي ميمي بقي ترد عليك ..
– نفسي اعرف ليه المعامله دي ..
– معلش بقي يا محمود القبول ده بتاع ربنا .. اؤمر ..
كادت يكمل كلامه ليصدع صوت معاويه فى المكتب ناطقاً باسمها لتتجه عده خطوات الى الخلف و ياخذ معاويه مكانها ليعدل محمود من وقفته ناظرا له بحده لا تقل عن حده معاويه ..
ليقطع معاويه الصمت : عايز ايه يا محمود شايفك بتتمشي فى الشركة يعني ..
– كنت بسئل انسه مسك فى حاجه ..
– و الله .. طيب بص يا محمود لما تعوز حاجه انا مديرك المباشر تطلبها مني و انا الى اقولك تسئل مسك و لا انا اقدر اخدمك ماشي .. اتفضل على مكتبك عارف مكانه ولا اوديك يا حبيبي ..
تكاد تقسم انها تري الشرر المتطاير من عينيه ليستدير و يغادر المكتب ..
التفت معاويه لها لترد بسرعه : ايدك ابوسها يا سيد المعلمين ..
قام بضربها على جبينها باصابعه لتتاوه بخفوت : مش قولنا ناخد بالنا من نفسنا .. ده منظر وقفه ..
– لقيته قدامي معرفتش اتصرف ..
– طوله لسانك و لماضتك مبتطلعش غير عليا يعنى …
اسبلت عينيها و نظرت له ببراءه ليضحك قائلا : متخافيش من حد .. اتخانقي معاه و لو راجل يرد عليكي ..
تحولت تلك البراءه الى الشر لتقول : باااااشاااا ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الجهه الاخري دخل محمود الى مكتبه صافعا الباب خلفه لينتفض زميله فى المكتب و اتجهه الى مكتبه قائلا : يا ساتر بجد انا مش بطيق معاويه ده ..
– يا ابنى اهدي على نفسك ده ابن صاحب الشركة ..
– ده سبب اكبر انى ابقى مش طايقه يفرق ايه هو عني .. الكرسي الى قاعد عليه ده حقي اصلا .. انا الى المفروض اكون رئيس الحسابات مش هو .. و عامل فيها حارس شخصي ولازق فى البت ..
– متعيش يا محمود شركة ابوه طبيعي هو الى يتابع الدنيا يعنى طالما شغال فى المجال .. و مسك اصلا بتتعامل عادي معاه و مع غيره انت الى بتدور على حجه تبرر بيه انها كارفالك ..
نظر له محمود غاضبا و هو يكمل : كارفالى .. يعني طريقته معاها دي عاديه .
– قرايب و انت بتستخف دمك عليها عايزة يكلمك ازاى ..
– طب اسكت اسكت و اديني كشف المصاريف بتاع امبارح عايز اتاكد من حاجه ..
– اديته لمعاويه ..
– لا اله الا الله .. أنا قولتلك اني خلصته لسه فى حاجات عايزها منه ..
– يا عم هتلاقيه على المكتب ما تقوم تشوفه ..
ظل يقلب فى الاوراق الموضوعه على المكتب بلا جدوي ..قام بفتح درج المكتب و ظل ينظر فى الاوراق ليجد ملف يبدو انه لصفقه ما .. قلب صفحاته و هو يقول : اهو البيه ناسي ورق صفقه باين و لا اداه للقسم و لا للسكرتاريه ..
رفع زميله رأسه لينظر اليه بمعني لا فائده فاذا تنفس معاويه فبالتأكيد يقصد انقاص حصه محمود من الاكسجين عاد الى عمله لتتحول نظره محمود من الانزعاج الى الانتصار قائلاً : الله ..
مضي اليوم على الجميع فى هدوء ..
ليأتى صباح اليوم التالي لتجد محمود بمكتبها مد يده يضغط على وجنتها قائلاً : صباح الخير يا ميمي .. ا محمد فاضي ..
صفعت يده بعنف و هي تقول : لم نفسك يا محمود علشان متزعلش ..
– ليه كده يا ميمي بس ده انا بحبك حتي ..
نظرت له بسخريه : حب نفسك الأول يا ابني على الأقل مش هيبان على وشك السواد ده كله ..
و قد نجحت بالفعل فى اشعال غضبه ليرد عليها : طيب انا عايز استاذ محمد ضروري لو فاضي يا مسك ..
كتفت يديها امام صدرها : انسه مسك لو سمحت ..
نطق ضاغطاً على اسنانه : يا انسه مسك ..
صوبت نظرها تجاهه فى ثبات ثم اتجهت الى المكتب رافعه سماعه الهاتف تخبر استاذ محمد برغبته و لم تكلف نفسها عناء توجيه حديث له فقد اكتفت باشاره من يدها تجاه الباب .. ليغادر و هو يسبها هي و معاويه فى سره لعلمه انه هو من اعطاها جرعه القوه تلك بسبب مشاحنتهم البارحه …
ما أن اغلق الباب جلست تتمايل على الكرسي و هي تمدح حالها : برافو عليكي يا مسك أشطر كتكوته و الله .. عيل لزج ..
كادت تخبر معاويه هاتفياً بما حدث لكنها تراجعت عندما تذكرت تطاوله …على كل حال معاويه لم يأتى بعد و هذا من حسن حظها .. لكن ذلك المحمود وراءه مصيبه ما ..

عن admin1

شاهد أيضاً

المقعد A37 تفوز في مُسابقة القيصر الأدبية الدولية للقصة القصيرة

كتبت | رئيسة قسم ثقافة وفنون – عبير نعيم المقعد تفوز بالمركز الثامن في مُسابقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *