ما يُخبَئُه القدر|الفصل الثالث

تايم نيوز أوروبا بالعربي|ريم حسام الدين

الفصل الثالث 
ظلت تنظر له كثيرا و هي تسبل له عيناها ثم اردفت : لا مش فاهمه ..
مسح على وجهه قائلا : استغفر الله العظيم يا رب .. مسك ركزي هو ايه الى مش فاهمه ..
– مش فاهمه انت ليه بتخلق مشكله .. ليه كل ده
– انتي مش فاهمه حاجه ..
رفعت يديها تقاطعه : لا يا معاويه انت الى مش فاهم … ليه سفر و بتاع ما انت معاك فلوسك ما تعمل مشروعك الخاص هنا و لا هي اي فرهده ..
– يا مسك انا اي حاجه بعملها هنا بتبقي جوه دايره بابا انا مش عارف استقل عنه ..
– لا لا معلش عمو محمد سايبك تعمل الى انت عايزة انت الى بتخلق المشكله و هتغرس فيها ..
تنهد و ادار وجهه عنها هو لا يريد اغضاب والده كما انه يحبه كثيرا لكن فرغت حلوله اردفت مسك محاوله لتهدئه الوضع قليلا : طيب هو صاحبك الى عايش فى اسبانيا ده هيدخل معاك شريك ازاى ..
– احنا عملنا دراسه جدوى و هندخل شركاء بالنص فى الفلوس و المجهود بس المشكله انى كده شريك اجنبي .. علشان كده كنت عايز امشي فى حوار الجنسيه ده بس المشكله ان المده الي المفروض اقعدها من غير انقطاع علشان اخد الجنسيه طويله جدا يا اما اتجوز واحده معاها الجنسيه اعتقد هقعد سنه او حاجه زي كده بس السنه دي هعمل فيها ايه مش عارف بس ده اقتراح اخير يعنى دلوقتى ..
– قال يعنى فارق معاك انك تنزل تشوفنا ..
نظر لها فى غضب : مسك ..
-خلاص خلاص اسفه … تنهدت اسفه بحق و هيتكمل : يا معاويه عمو هيزعل ..
– مسك متصعبيش الموضوع عليا .. انا مش هعيش عمري كله هناك ..
– انت يعنى هتتجوز و تعمل مشروع و تجيبهم و تيجي ..
وضع كلتا يديه على وجهه يضغط على جبينه من فرط الالم : انا مقولتش هتجوز ..
رفعت حاجباها ناظره له فى سخريه ليكمل : قولت حل اخير ..
– طيب يا بتاع الحل الاخير انا هساعدك بس اوعدني انك تعيد تفكير اولا .. و متقولش لعمو انى ساعدتك ..
– هتساعديني ازاى ..
اعتدلت فى جلستها على السور و لتجلس مقابله له : هو مش اسبانيا دي تبع الاتحاد الاوروبي ..
اماء براسه لتكمل : يعنى باختصار انت عايز تبقي مواطن فى الاتحاد الاوروبي .. و انا ابقى ايه ..
– انتى مسك ..
– اسم الله عليك .. انا غلطانه اني بسئلك اصلا ..
عاد ملامحه للانزعاج مره اخري لتتجاهل ذلك كما اعتادت : انا مزدوج الجنسيه يا ذكي معايا الجنسيه البرتغاليه اللطيف بقى فى الموضوع انك مش محتاج اقامه و لا الجو ده لو اتجوزنا انت مش محتاج غير عقد الجواز حتى لو بره البرتغال المهم انك تروح تثبت العقد هناك و تمشي فى اجراءات الجنسيه ..
– فعلا ؟ّ
– عيب عليك انا متاكده من الموضوع …
– تسلم دماغك و الله ..
– لا ما هو مش لله و للوطن بس سيبنى افكر انا هعوز منك ايه ..
– الى انتي عايزاه يبقى عندك من غير اي حاجه اصلا ..
ابتسمت بهدوء فهي تعلم انه صادق فى قوله لا تحتاج لوسيله ضغط لتلبيه طلباتها ..
تعلم انها تشاركه فى الهروب وان ذلك ليسي حلا او وسيله لتحقيق ذاته لكنها ممتنه له على كل شئ و لن تتمكن من رؤيته بحاجه للمساعده و تقف مكتوفه الايدي قامت بحك رقبتها لتقطع تلك اللحظات الهادئه قائله : ابوك لو عرف انى ساعدتك الله يرحمني ..
– متخافيش مفيش حاجه هتخلينا نضطر نجيب سيره الجواز و اظبط حوار الجنسيه ده و بعدها نطلق ..
– سهله و مش مستاهله يا باشا ..
قفزت من على السور لتكمل : يلا علشان تعزمني على العشا انا جوعت اوى تمرين و تفكير تو ماتش مجهود صراحه ..
– بدئنا مرحله الاستعباد ..
– معاويه يا ابني متقولش كده احنا اهل .. ده انا لسه بسخن ..
ارتدي حقيبته ليشير لها لتتقدمه تجاه سيارتها ليلحقها هو بدرجاته النارية ..
بعد العشاء اتجه كلا منهما الى منزله لتدخل مسك الى منزلها لتلقي حقيبتها الى اقرب كرسي و تستلقى على الاريكه ..
نظرا لوحدتها فهي دائما ما تخشي العلاقات .. تخشي الفراق ..
سيغادر معاويه و هي تعلم انه سيغادر للأبد و لن يعود و ستعود مره اخري وحيده فى الحياه كما فى المنزل ..
نزعت رابطه شعرها لينطلق بعشوائيه كما هو حالها و حال المنزل ليس المنزل فقط بل حياتها بالكامل وضعت شعرها على وجهه لتخرج منها صرخه مكتومه منزعجه ليضئ الهاتف معلنا عن رساله منه كتب بها : اتخمدي انا مش مسافر بكره الصبح ..
ضحكت بيأس ذلك الاحمق لترسل له : ولا يا محور الكون انا اصلا صاحيه ادور على رسمه علشان اعملها على الباب ..
-نامي يا مسك يمكن تيجي يوم فى حياتك فى معاد الشغل ..
– نو ..
– ما هو لو يخصملك مش هتعملي كده ..
– امشي يا معاويه امشي ..
– و انتى من اهل الخير … نامي لسه شويه على النكد ده ..
اغلقت الهاتف .. تمددت على جانبها تنظر الى التلفاز حتى ثقل جفناها لتنعم بالنوم اخيرا بمكانها …

عن admin1

شاهد أيضاً

الهيلوجرام بين العلم والحرام ؟! . .

بقلم | وائل أبو طالب عندما تشير اصابع الاتهام إلى دولة معينة واتهامها بسرقة سحب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *