إستياء الآباء المغاربة من الإعلام الهولندي . . عُمدة أرنيهم يشرح الأسباب

أمستردام | سحر رمزي

رغم إزالتها الكاريكاتير المهين للمغاربة مازال الآباء والسياسيين من أصول مغربية يشعرون بحالة من الاستياء والغضب من صحيفة volkskrant ( دي فولكس كرانت) أو ربما من التصور المشين للشباب المغاربي الذي تم نشره وشاهده الآلاف من متابعي الجريدة، حيث رسم رسام الكاريكاتير في فولكس كرانت (جوس كوليجنون)  رسوم مهينة مع كليشيهات لصوص الشوارع بأسلوب مبتذل( ورسم أثنين من الشباب المغربي ينتزعان كأس العالم من رئيس الفيفا إنفانتينو). لحسن الحظ ، قامت دي فولكس كرانت بإزالة الرسوم المتحركة من موقعها على الإنترنت.

 لكن للأسف الشعور بالإهانة لدى الآباء لن يزول بزوال الرسوم، كما يقول عمدة ارنهم أحمد مركوش أن الآباء الهولنديين من أصول مغربية وأنا منهم في حالة من الاستياء، لأن أولادنا كانوا يختبئون في الخزانة لفترة طويلة لدرجة أنهم لا يعرفون أي شيء مختلف. منذ عام 2002 يتم تجريم الشباب باستمرار ، وقد أكد رسم كوليجنون: مهما كانت العروض جميلة ، فإنهم محاصرون في كليشيهات لصوص الشوارع.

وفي حوار مع صحيفة  Trouw تراو قال مركوش لقد احتفل الشباب المغربي الهولندي بنجاحات المنتخب المغربي بشكل متفجر، وأضاف النشوة مثل المثليين في جاي برايد، وأكمل كانوا بحاجة إلى قطر لاكتشاف قدراتهم وأنه يمكنهم تحقيق هذا الإنجاز، هؤلاء الشباب يريدون أيضًا أن يكونوا على طبيعتهم حتى لو كان هناك انفعال زائد، وأنهم لأول مرة منذ 2002 يعبرون بحرية عن هويتهم بصفتهم شباب مغربي هولندي.

ازدواجية حرية التعبير

ويري مركوش أن الحديث عن حرية التعبير يجب أن يكون بالتوازي مع احترام حقوق الشباب في التعبير عن أنفسهم وهويتهم، بمعنى آخر بدون استخدام ازدواجية في الحقوق ، حتى لا أن ندفعهم للخوف و إخفاء أنفسهم في الخزانات، هذه غير إنساني

وقال : من حق من شارك في المنتخب القومي المغربي من الشباب المغربي الهولندي أن يفرح ويحتفل ويظهر هويته، ويستمر احتفاله مع أهله وأصدقائه لأنه حدث يستحق وأيضا أبناء الجالية المغربية من حقهم أن يحتفلون لما لا

العُنصرية تحاصر الشباب الملون

وتطرق مركوش للحديث عن الشعور بـ العنصرية والاضطهاد ضد الشباب الملون، موجودة في مكاتب التوظيف والمدارس وكل الوزارات وقد أثبتت تقارير وزارة الخارجية الهولندية ذلك بوضوح أن هناك عنصرية ضد الأجانب داخل أروقة الوزارة،  الشاب يجب أن يكون أبيض البشرة حتى تتحقق أحلامه وينال وظيفة محترمة.

إخفاء الهوية الأصلية شرط

ويؤكد مركوش أنه سيتم منعك من ممارسة الحياة الهولندية إذا كنت أنت غير هولندي. وأضاف موضحا إذا أراد الشباب الذين لا يُطلق عليهم اسم جان أو بيت أو ماري العثور على وظائف مناسبة ، فيجب عليهم إخفاء أصولهم ، على سبيل المثال التقديم دون الكشف عن هويتهم. إذا كانوا يريدون دخول مجالات مميزة ، عليهم الاختباء في مجموعة من الأصدقاء من ذوي البشرة الفاتحة لأنها الطريقة الوحيدة

وأوضح قائلا غالبًا ما يحصلون على أدوار خسيسة. و وظائف بسيطة لا تتناسب مع مؤهلاتهم كما لا يحصلون على درجات وظيفية محترمة مثل زملائهم

العمدة :(يقول الأطفال لي) ، “سأذهب إلى المدرسة ، لكنك تعلم أن هذا التعليم لا يفعل شيئًا بالنسبة لي؟

تقول الفتيات المحترفات المتعلمات تعليماً عالياً “حسب عمدة ارنهم”: “بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة و مدى جودة نتائجي مهما كانت إنه لن يكون كافياً أبداً ، يمكن أن أسقط في أي لحظة – كما تعلم، هناك عنصرية في التعليم بالمدارس والجامعات وفي كل مكان

وقال مركوش،  أعلم ،وأضاف في عام 2017 ، وقف فيلدرز زعيم حزب اليمين المتطرف مع لافتة أمام مبنى بلدية أرنهيم بمجرد أن سمع عن تعييني كرئيس للبلدية. لقد محى حقيقة أنني سالت الدماء من حذائي لمدة أربعين عامًا على ملاءة قديمة عليها علامة سوداء، حتى أصل لهذا المنصب ولم يكن الطريق سهلا

 ماذا يرى الشباب المغربي الهولندي؟

 إنهم يرون أننا نطلق على عنف مظاهرات المزارعين “المظاهرات الغاضبة “، وفي والوقت نفسه نطلق على ألعابهم النارية أعمال شغب، على الرغم من أن ما حصل في كأس العالم انجاز كبير يستحق الاحتفال

علامات استفهام ثابتة

عمدة ارنهم : ” نحن دائمًا ننتقد بشدة جهود الوافدين الجدد لتعلم اللغة الهولندية، وتربية الأطفال جيدًا، والعمل الجاد، وتنمية حبهم لهولندا. نحن نتساءل باستمرار عن حسن نيتهم ​​ومثابرتهم. لكن دعونا نسأل لماذا ننظر إلى المجتمع الهولندي المغربي بأكمله بمثل هذا العداء؟ هذا العداء الذي يغوص بشكل جماعي في خزاناتهم. وأضاف دعونا نتعلم التمييز بين الخير والشر. دعونا ندافع عن حق الناس في أن يكونوا على ما هم عليه. لذا فهم لا يحتاجون إلى كأس العالم في قطر من أجل ذلك”

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

أطفال المُهاجرين ومُشكلة الهوية

بقلم | سهير الدفراوي ليست مبالغة لو قلنا إن هناك شعبًا عربيًا تعداده عشرات الملايين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *