السوق السوداء ومنزلة الشهداء| بالموت غرقا

لا يدخل الشيطان بابا موصدا بل يتصيد إحدى الثغرات ليتخللها حتى يستعتم تماما تلعم النفوس المحللة للجريمة،نعم جريمة مكتملة الأركان تسييل عملة خارج إطارها الشرعي من بنوك وشركات صرافة وفرق ليس بقليل بالسوق السوداء التي لم تغطي الحاجة لكبرها فبدأت فعليا بتزوير البنكنوت الدولاري الأخضر وبعض العملات الأخرى كالريال والدينار لم يسلموا من التزوير ولكن في نطاق اضيق ،وإن كنت اشكك هنا بخلايا خائنة تمتلك وظائف قيادية داخل سوق الملل تسهل طباعة البنكنوت على اكلشيهات مطابقة مما يصعب على متداولي العملة اكتشافها ..

تايم نيوز أوروبا بالعربي|ليندا سليم

يحضرني حديث عابر بصوت منخفض بين احد عملاء إحدى شركات الصرافة مفادها أن العميل طلب مبلغ كبير من الدولارات وقال له الموظف في الشباك المجاور للشباك الذي اتعامل معه هصرفهملك 10×10 بس هاتلي جوازين سفر وانا هتصرف في الباقي كان يحدثه عن50.000$ ،وبعد ما انصرف واثناء تعاملي مع زميلة سألته بعد ما استبدلت بعض النقود هل لي بعد اسبوع شراء بعض الدولارات ؟ فسألني وهو متشكك ان اكون سمعت زميله مع العميل المنصرف ، لأنهم تبادلوا الوشوشة مرتان قبل مغادرة العميل المنصرف ،ولكني حاولت ان أطمئنة بابتسامة مزيفة قائلا اي وجهه تسافرين قلت له لا اعرف لاننا سنسافر سباحة ولم نقرر بعد الدولة التي سنتوجه اليها ،فسألني كم تريدين ؟ اخبرته لا اعلم ولكن هل لي مبلغ محدد فقال طبعا ولازم قبلها بفترة تخبريني ،فقلت له وماذا ان كان معي جتسية اخرى ؟ قال سيكون الأمر أيسر ولكن الوجهة يفضل ان تكون الدولة المتقدمة إليها تتعامل بالدولار ،فابتسمت له وشكرته وقلت له اذا ساتاكد المطلوب واحدد وجهتي ثم أعاود زيارتكم قريبا ،وبعد هذا الموقف بفترة ذهبت الى نفس المقر فوجدتهم قاموا بتعديل الية تغيير العملات بعدم وجوب وقوف عميليين في ان واحد وان ينتهي كل عميل منفردا للخصوصية ( للطرمخة) مما يؤكد ان التعويم وحده ليس سببا بل من ضمن اسباب التزوير للاستفادة من فرق العملة والتجارة التي تربينا على كونها محفوفة بالمخاطر وعدم وجوب صرف المال واستبداله الا من القنوات المشرعة لذلك ورفقا ياوطاننا كنا نفضل الاستبدال من البنوك الحكومية وما ان ياتي الليل ويحيل ايجاد بنك فتوح نضطر للتغير من اي شركة صرافة مرخصة ومع ذلك غيرنا لا يفعل ذلك ويبحث عن الربح الغير مشروع معللين اننا مسرقون فلما لا نستفاد بفرق التغيير من عملة بالفعل نمتلكها ،وهي كلها تبريرات يستصيغها الكثيرين عندما يضيق بهم الحال من متطلبات تفوق الدخل وعلمهم ان ما يصرف لن يرجع ثانية خاصة في تلك الازمات الاخيرة مع متابعة الالية التي تتبعها الحكومات لجمع فوائد القروض لسدادها للمركزي في نفس توقيت انفاقها بإهدار أموال طائلة في مشاريع معظمها يتخلله البهتان من غش واعادة الحفر بعد الردم تاكيدا لسوء الانفاق الذي يتحمله المواطن وحده في تحديثات لم يطلبها ولم يطلب من ثورته الأولى سوى حياة كريمة وعدم التوريث والعدالة الإجتماعية والنتيجة ما عادت مرضية بعد اخفاقات متتالية بتعيين مسؤولين لم يرى منهم المواطن إلا تحريض القيادة على التعويض من جيب المواطن محدودي ومعدومي الدخل والذي لم تجني سياستهم تلك الا زيادة معدل الجريمة بكافة اشكالها ودنو الاخلاق والتلاعب بمفاهيم عقائدية بالضرب في ثوابتها وتمييع اصولها محاباة غير مطلوبة ولكنها حببها لقلوبها الشيطان متلاعبا بأفكارهم المريضة ..
اجمالا المواطن وابناؤه المتضررين في تعليمهم وسكنتهم واستقرارهم النفسي وانتماءهم للوطن بذهاب الولاء دون رجعة حال استمرت تلك الآلية تنخور كالسوس في سفينة اوطاننا فتتركنا غارفين اقله سننال منزلة الشهداء بالموت غرقا…

عن admin1

شاهد أيضاً

أطفال المُهاجرين ومُشكلة الهوية

بقلم | سهير الدفراوي ليست مبالغة لو قلنا إن هناك شعبًا عربيًا تعداده عشرات الملايين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

EgyptAlgeriaTurkeySaudi ArabiaUnited Arabic EmiratesIraqLibyaMoroccoPalestineTunisia