السيسي وأردوغان | مُصافحة ذات دلالات أم مُجاملات؟

‏لاتزال مصافحة الرئيسين المصري والتركي في افتتاح كأس العالم 2022، في قطر؛ تشغل الرأي العام ليست فقط كمفاجأة سياسية؛ وإنما أيضاً لما كشفت عنه من دلالات في بوصلة العلاقات المستقبلية بين مصر وتركيا!

كتب مدير مكتب القاهرة | عباس الصهبي
لم يعد الأمر مثار تكهنات وافتراضات بعد أن أعلن الناطق الرسمي باسم رئاسة جمهورية مصر،
بسام راضي، أن الرئيسين أكدا خلال لقائهما الأخير على هامش افتتاح نهائيات كأس العالم عمق الروابط التاريخية بين البلدين والشعبين المصري والتركي.

بداية.. لتطوير التفاهمات!
وأضاف بيان الرئاسة المصرية أنه تم التوافق على أن يكون اللقاء بداية لتطوير العلاقات الثنائية.
‏ جاء البيان إثر تصريحات للرئيس التركي عقب المصافحة من أن اللقاء خطوة أولى نحو مزيد من تطبيع العلاقات بين البلدين؛ وأن تحركات أخرى ستلي تلك الخطوة بهدف تطبيع العلاقات بين القاهرة وأنقرة؛ ما اعتبره المحللون تراجعاً مفاجئاً في موقف أردوغان، أدَّت المصافحة لتفعيله؛ لأنه كان قد قال قبلها بأيام إن “تركيا مستعدة لمراجعة علاقاتها مع مصر وسوريا ولكن بعد انتخابات يونيو (حزيران) المقبل”، حسب وكالة أنباء “الأناضول” الرسمية في ذلك الوقت، وأنه يجب أن تكون الاجتماعات مع مصر على مستوى أعلى-أي فوق مستوى وكلاء الخارجية – في الاتجاه نحو تطبيع العلاقات.

وكانت مصر وتركيا قد عقدتا عدة جولات رسمية لأجل استئناف العلاقات بشكل طبيعي، بعد سنوات من التوتر؛ لكنها لم تُكلل بتسوية لنقاط الخلاف القائمة بين البلدين، وبدا أنه خلاف حول ما سبق وأوضحه أردوغان- وفق ما نقلته “رويترز”-من أن طلب بلاده الوحيد من مصر هو “تغيير أسلوبها تجاه الوضع التركي في البحر المتوسط”!

مصافحة.. ذات دلالة!!
وفيما يرى السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق؛ أن الطريق لا يزال طويلاً أمام استعادة العلاقات المصرية – التركية لطبيعتها؛ مشيراً لخلافات كثيرة وعميقة في رؤية البلدين لقضايا بالغة، أهمها: الوضع في ليبيا، وأمن المتوسط، إضافةً إلى التزام مصر القومي تجاه العراق وسوريا، وهما البلدان اللذان تتسبب الممارسات التركية في تهديد أمنهما؛ فإن د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة؛ أكد أن المصافحة بين الرئيسين المصري والتركي ذات دلالة دبلوماسية وتحتاج إلى مراجعة من الجانب التركي، بهدف تقديم أوراق اعتماد إلى مصر وليس العكس؛ ما يرى معه المراقبون ضرورة الانتظار لرؤية ما ستعكسه المصافحة، على أرض الواقع؛ خلال الفترة.. القادمة!

عن غرفة الأخبار

تعمل أسرة تحرير شبكة تايم نيوز أوروبا بالعربي بفريق عمل يسعى جاهداً على مدار 24 ساعة طوال الأسبوع لنشر أخبار عربية وعالمية، ترصد أخبار الوطن العربية لعرب المهجر وتضعهم في بؤرة اهتماماتها الأولى

شاهد أيضاً

صلاح السعدني في رحاب الله | العمدة سليمان غانم في ليالي الحلمية

ودعت مصر جثمان الممثل الراحل الكبير إثر وفاته (81 عاماً) في ساعة مبكرة من صباح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *